العام الدراسي في محطته الأخيرة.. جرد حساب

 

77 يوماً دراسياً للصف الثاني والثالث والرابع والخامس والسابع

النشرات كانت توزع عبر الوسائط (الواتس)

دليل التلميذ صدر متأخراً وبه تضارب في بعض المواد ما زاد الطين بلة

مدير مدرسة: المدارس فوجئت بامتحانات للفصل السادس تم تسليمها عبر (فلاش) (ذاكرة).

تحقيق- محيي الدين شجر

أيام قلائل تفصلنا عن نهاية العام الدراسي بمرحلتي الأساس والثانوي وبداية امتحانات المرحلة المتوسطة المقررة في يوم السادس من يونيو بولاية الخرطوم وامتحانات الشهادة السودانية التي تنعقد في يوم التاسع عشر من شهر يونيو القادم وتأتي الامتحانات في المرحتلين هذه المرة في ظل ظروف معقدة نتيجة لتغيير المقرر ونقص العام الدراسي بسبب جائحة كورونا والفشل في إكمال المقررات.. إضافة إلى العودة إلى المرحلة المتوسطة والذي بدأ بامتحانات للفصل السادس نظر إليها البعض أنها قامت على عجل ودون دراسات كافية حيث صاحبتها ملابسات قوبلت بانتقادات شديدة من بعض المدارس كون أن الامتحانات انعقدت في ذات المدارس..

العام الدراسي 20-21 يمضي إلى نهاياته فما هي محصلته وهل هنالك تأثير سالب سيمتد أثره طويلاً على الطلاب؟.

لأول مرة

مدير مدرسة أساس بالخرطوم قال لـ (الصيحة) بأنهم حرصوا على إكمال المقررات لكل الفصول رغم ضيق الوقت ونجحوا في مسعاهم، مشيرًا إلى أنه ولأول مرة في تاريخ التعليم في السودان يقضي الطلاب شهرين فقط ويجلسون للامتحانات كأقصر فترة يقضيها الطلاب، مبيناً أن فترة العام الدراسي لم تحدد اعتباطاً بل وفق أسس علمية لها علاقة بالتحصيل الأكاديمي ونسبة ذكاء الطلاب وفيها عملي ونظري، وأن تختصر إلى شهرين فقط بلا شك سيكون لها أثر سلبي على الطلاب، وقال إن جائحة كورونا وعدم طباعة الكتاب المدرسي أدخل المدارس في ورطة وخلق نوعاً من البلبلة خاصة في الفصول من الأول وحتى السابع، وقال إن الطامة الكبرى كانت في تحديد امتحان فجأة للصف السادس ينقل الطلاب إلى المرحلة المتوسطة، وقال إن المدارس والطلاب لم يكونوا مهيأين، كاشفًا أن فرض رسوم امتحان 200 جنيه على طلاب المدارس الخاصة شكل عبئاً إضافياً على أولياء الأمور خاصة وأن والي الخرطوم تكفل بدفع رسوم الامتحانات للمدارس الحكومية، وأضاف قائلاً إن قرار المرحلة المتوسطة لم يخضع للدراسة ولم تفصل له إدارة منفصلة ولا ضوابط له ولا أسس والامتحان انعقد في ذات المدارس وكذلك التصحيح، وأشار إلى أن بعض الولايات لم ينعقد فيها امتحان للفصل السادس، وقال إن الطامة الكبرى أن المدارس يتم تسليمها فلاش ذاكرة وهي بدورها تقوم بنسخ الامتحان وتوزيعه على الطلاب وهذا يعني أن الاستعداد له لم يكن مبكراً وتم على جناح السرعة، وقال: حتى أرقام الجلوس وضعتها المدارس.

وكشف أن مقرر التاريخ الذي أثار في الفترة الماضية ردود فعل واسعة تم تسليمه للمدارس بنشرة قبل 15 يوماً من موعد الامتحان، وهنالك طلاب امتحنوا ولم يدرسوه، وقال إن كل هذا يحدث في ظل صمت مطبق من الوزارة الاتحادية، وأوضح أن بعض المدارس سمعت بامتحان الفصل السادس من الوسائط، مشيراً إلى أن بعض المدارس لم تستلم كتب الفصل السادس حتى الآن.

وتساءل عن مصير الأموال التي تكفلت بها بعض المنظمات الأجنبية للتعليم في السودان..

جرد حساب

وقال الأستاذ عباس محمد عباس: لم يفق التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمون من الصدمة والربكة والصفعة على الخد الأيمن التي قامت بها لجنة الطوارئ الصحية العليا بقرارها غير المدروس بإغلاق المدارس والجامعات ودور العبادة والذي تم إلغاؤه عملياً بتنفيذ وزارة التربية والتعليم الولائية بالخرطوم ومحلياتها وكذلك الولايات للامتحانات في موعدها حتى صفعتنا وزارة التربية والتعليم ومحلياتها على خدنا الأيسر وذلك بإعداد امتحانات هزيلة شكلاً ومضموناً للفصل السادس ناهيك عن عدم مراعاة واضعيها للظروف التي أحاطت بالعام الدراسي خاصة الصف الأول والسادس، فقد كان التركيز على الأبواب الأخيرة ومن المفترض أن يكون التركيز على الأبواب الأولى حتى منتصف المقررات، وهذا يدل على أن واضعي هذه الامتحانات إما أنهم بعيدون عن ما يحدث في المدارس أو أنهم يقصدون هذه الربكة فلا يخلو امتحان من تقصير وعيوب ولا يخلو امتحان من حذف لأسئلة لمواد لم يدرسها المعلمون نسبة لضيق الزمن، وذلك على اختلاف مواقف الدروس في المدارس وكذلك عدم تقيد واضعي الامتحانات بالمحذوفات في بعض المواد .

ويضيف قائلاً: والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن من أين أتى هؤلاء؟ أهم منا ونحن منهم قبيلة المعلمين؟ أم إنهم من مهنة أخرى غير التي نعرف؟.

ليقول: لا أحد ينكر الظروف المحيطة بالعام الدراسي من تأجيل أكثر من مرة بسبب وباء كورونا وغيره والتي أثرت على الدراسة وإن قبلنا بها أو لم نقبل فهي مفروضة علينا ليبدأ عامنا الدراسي في الأول من فبراير 2021م وفق الاحترازات الصحية المعلنة نظرياً وغير المطبقة عملياً في مدارسنا – ولولا رعاية الله وحفظه لأصبحنا وتلاميدنا في خبر كان – قطعاً لا تكفي المدة لإتمام المقررات ويمكننا حصر أيام الدراسة في الآتي:

شهر فبراير 20 يوماً

شهر مارس 23 يوماً

– شهر أبريل 22 يوماً

– شهر مايو 12 يوماً

ومجمل أيام الدراسة 77 يوماً للصف الثاني والثالث والرابع والخامس والسابع، أما الصف الأول والسادس فقد درسوا 57 يوماً فقط نسبة لتجميد مقرراتهم وفكها بعد شهر من نزول التلاميذ ومعروف عالمياً أن أيام الدراسة ما بين 210  أعلاها إلى 170 يوماً أدناها أي أن هذا العام مخصوم منه 93 يوماً ويطالب المعلمون بإكمال المقررات ناهيك عن ربكة الصف الأول والسادس الذي بدأت الدراسة فيه عملياً بعد شهر من فتح المدارس وتكوين اللجان الخاصة بمراجعة مقرراته فمخصوم منهم 113 يوماً، وقد أصدرت اللجنة  قراراً بالعمل بالمقررات رغم ما بها من أخطاء وملاحظات عدا مقرر التاريخ الذي تم إلغاؤه وإصدار نشرة وصلت مدارسنا في يوم 11 أبريل تطالبنا بتدريس مادة لقيط من عدة صفوف في الأساس – رابع وخامس وسابع وثامن –  وتقفز النشرة إلى المرحلة الثانوية أيضاً لتدريس بعض الدروس منها، في تخبط واضح أربك المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والتلاميذ ولخص أستاذ عباس العام الدراسي وما اعتراه في الآتي:

أولاً: النشرات

– النشرات كانت توزع عبر الوسائط (الواتس) وعدم اعتراف بعض إدارات التعليم بها وإصرارهم على النسخة الورقية المعتمدة منها.

– عمل بعض المدارس بالنشرات القديمة وأصرارهم على صحتها رغم وجود تعديل بتاريخ لاحق يلغي العمل بها.

–  وجود أكثر من نشرة وتضارب النشرات

ـ دليل التلميذ صدر متأخراً وبه تضارب في بعض المواد مما زاد الطين بلة.

ثانياً: إدارة التعليم الاتحادية

عاشت الوزارة فترة فراغ بسبب عدم تعيين وزير لها إلا مؤخراً تم تكليف الوكيلة بمهام الوزير، وهذا خصم كثيراً من سير العمل وتنزيل القرارات والعمل بها في حينها.

ثالثاً: المركز القومي للمناهج والبحث التربوي

أيضاً غياب مدير المركز مغاضباً وغاضباً ثم استقالته أثر في عمل المركز وأيضاً جاء تكليف دكتور حبيب متأخراً في ظروف الحذف والإضافة للمقرارت وتضارب النشرات وكل ولاية كانت تعمل بمفردها اجتهاداً.

رابعاً: التوجيه الفني

لم يأخذ الموجهون مواقف المواد والتي على ضوئها يمكن توحيد الموقف في كل المواد للعمل بالحد الأدنى.

خامساً: إدارة التعليم بالولاية

تعيش في أحلام وردية بتصريحاتها بإكمال المقررات ودوننا ما حدث في المدارس من حذف في الامتحانات ونادراً ما نجد مدرسة لم تلغِ من الامتحان سؤالاً أو سؤالين على الأقل.

سادساً: إدارات التعليم بالمحليات

التنسيق ضعيف جداً بينها وبين إدارة التعليم بالولاية وبين المدارس وهناك بطء أو تأخر في وصول قرارات الوزارة الولائية والمحليات مما انعكس سلباً على التخطيط للعام الدراسي.

ثامناً: التعليم بالمدارس

في هذا الجو المشحون بالتضارب أصبح مديرو المدارس في حيرة من أمرهم بل أن كثيراً منهم يحمل أسئلته لإدارة التعليم مستفسراً ولا يجد إجابة شافية فيعود بخفي حنين لا يستطيع في كثير من الأحيان الرد على استفسارات أولياء الأمور.

تاسعاً: الصف السادس والمرحلة المتوسطة

يتساءل أولياء الأمور عن مصير فلذات أكبادهم هل هم سينتقلون إلى الصف السابع أم إلى المرحلة المتوسطة؟ وإن كانوا سيذهبون هكذا بعلاتهم إلى المرحلة المتوسطة في وضع شائه وغريب بامتحان نقل عادي فأين هي المرحلة المتوسطة التي سيذهبون إليها؟ وما هي الاستعدادات المتوافرة لدى إدارة التعليم الاتحادية والولائية والمحلية لتطبيق ذلك؟.

بدوره قال الأستاذ الشيخ أبورنات مدرسة نور الإيمان الخاصة بشرق النيل الفصل الثامن والثالث ثانوي لم يتأثرا بالظروف التي أحاطت بالعام الدراسي واستمرا في الدارسة وأوضح أن باقي الفصول من الأول وحتى السابع تأثرت بتوقف الدراسة لفترات طويلة بسبب جائحة كورونا وعدم طباعة الكتاب المدرسي في موعده، وذكر أن امتحانات ثامن أساس وثالث ثانوي ستنعقد في مواعيدها ولن تكون هنالك عوائق ستعترض الطلاب لأن المقررت أكملت مبكرًا وتجري الآن عمليات المراجعة للطلاب…

رأي الطلاب

تقول الطالبة أميرة من مدرسة بشرق النيل، إن نقص العام  الدراسي أثر بشكل كبير على تركيزهم فأصبح الطلاب يبذلون جهداً مضاعفًا لإكمال دراسة كل المقررات وأشارت في حديثها لـ (الصيحة) أنها كانت تؤمل أن يكون هنالك استقرار في العام الدراسي، ولكن جائحة كورونا والتأخر الذي صاحب بداية العام بسبب المقررات وطباعتها كان له أثر كبير في مستوى التحصيل الأكاديمي للطلاب، وأوضحت أنها لم تلجأ للمعلمين من خارج المدرسة لأنهم وضعوا أسعارًا فلكية دون مراعاة لظروف الأسر التي أصبحت تنفق أموالًا طائلة في ترحيل الطلاب إلى المدارس..

وأوضحت أنها لجأت للاستعانة بفيديوهات المقررات وفضلتها على كورسات التقوية واعتمدت عليها اعتماداً كليًا بمشاهدتها بالمنزل رغم قطوعات الكهرباء..

ظروف قاسية

فيما قال الطالب محمد عبد الله إنه واجه ظروفاً قاسية نتيجة التخبط الذي صاحب بداية العام الدراسي، وأشار إلى أن تأخير بداية العام الدراسي أثر في نفسيات الطلاب إضافة إلى أن ارتفاع نسبة القبول زاد من توترهم، وقال في حديثه لـ (الصيحة)، إن المعلمين لضيق فترة الدراسة عملوا على اكمال المقررات بسرعة فائقة دون أن يركزوا على مدى فهم الطلاب لها وهذا الأمر ستكون له نتائج كارثية على الطلاب، لأن هم المدارس كان إكمال المقررات بأي طريقة..

أثر سلبي

مدير مدرسة أساس قال لـ (الصيحة) إنهم حرصوا على إكمال المقررات رقم ضيق الوقت ونجحوا في مسعاهم مشيرًا إلى أنه ولأول مرة في تاريخ التعليم في السودان يقضي الطلاب شهرين فقط ويجلسون للامتحانات كأقصر فترة يقضيها الطلاب، مبيناً أن فترة العام الدراسي لم تحدد اعتباطاً بل وفق أسس علمية لها علاقة بالتحصيل الأكاديمي ونسبة ذكاء الطلاب وفيها عملي ونظري وأن تقتصر على شهرين فقط بلا شك سيكون لها أثر سلبي على الطلاب، وقال إن جائحة كورونا وعدم طباعة الكتاب المدرسي أدخل المدارس في ورطة وخلق نوعاً من البلبلة وسطها..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى