بهاء الدين قمرالدين يكتب.. أسر الشهداء تنصف حميدتي وعبد الرحيم والدعم السريع ولكن! (٢)

تبرأت منظمة شهداء ثورة ديسمبر ٢٠١٨م الخيرية؛ من خطاب توجيه الاتهام للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة؛ قائد قوات الدعم السريع؛ الفريق  أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ وعضو مجلس الشركاء ثاني قائد القوات الفريق عبد الرحيم دقلو؛ بفض اعتصام القيادة العامة.

وأكدت المنظمة في بيان لها الأيام الماضية؛ أن الخطاب  عمل أحادي قامت به مجموعة محسوبة عليها؛ لا علاقة للمؤسسة به، ووصفته بالمُزايدة السياسية والمتاجرة الرخيصة.

وقال البيان (إن الخطاب كان صادماً ومفاجئاً بالنسبة لها). وقدمت منظمة أسر الشهداء اعتذارها للنائب الأول؛ وشقيقه الفريق عبد الرحيم لما حدث؛ وقطعت انها ستضع الأمور في نصابها.

وأعلنت مواصلة النضال بالطرق القانونية، وملاحقة كل من سولت له نفسه بقتل فلذات الأكباد حتى آخر رمق في حياتنا حسب نص البيان.

نعم.. لقد صدقت منظمة أسر الشهداء حينما وصفت خطاب الكراهية وبيان الإفك والزور؛ الذي أصدره الخرّاصون الكذّابون؛ بعد أن سرقوا لسان أسر الشهداء؛ صدقت المنظمة حينما وصفته بالمزايدة السياسية والمتاجرة الرخيصة!

وحقاً انه تكسب رخيص وتسفل وضيع؛ ومزايدة عمياء، ومكابرة سياسية ومغالطة سمجة؛ ومعاظلة عرجاء؛ وذر للرماد في العيون؛ وأكاذيب وتخرصات واتهامات باطلة بلا سيقان وبلا دليل وبلا إثبات؛ بل هو (وليمة عقارب) وسم زعاف قاتل ومهلك!

إن خطاب اتهام حميدتي وعبد الرحيم والدعم السريع؛ هو مكابرة عارية؛ و(غيرة) سياسية عمياء وحسد وغل ودخن وبغض؛ من قبل الذين يظنون ويتوهمون أن هذا السودان هو (إقطاعية وملك خاص بهم هم فقط)؛ وهو حكر ووقف لهم ولأسرهم وأبنائهم؛ ورثوه من آبائهم وأجدادهم؛ وليس للآخرين اي حق فيه إطلاقاً!

إن ذلك الخطاب المفصوح هو مغالطة للواقع ونكران للحق وتعامٍ عن شمس اليقين الساطعة!

إن الذين مهروا خطاب الغل والظلم بصديد الكذب ومداد النفاق؛ في أعينهم رمد وغشاوة كبيرة وفي أفواههم سقم ومرض؛ وينطبق عليهم  قول المتنبى :

قد تنكر العين ضوء الشمس عن رمد

وقد ينكر الفم طعم الماء من سقم!

ولا يدرك هؤلاء الجهلاء؛ أن السودان اليوم ليس هو سودان الأمس؛ لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر؛ وتغيّرت الموازين؛ وظهر (لاعبون جدد أقوياء ومهرة وحريفون)؛ فرضوا واقعاً جديداً؛ يقاطع كل الماضي المظلم والأليم)!

ولكن رغم كل ما استجد في بلادنا اليوم من متغيرات كبيرة ومعادلات جديدة مؤثرة وحاسمة؛ إلا أن أولئك القوم الموهومين مازالوا يغطون في سبات عميق؛ وهم في (سكر) طويل يعمهون؛ لم يستفيقوا منه بعد حتى اللحظة!

ولقد كذبوا ومكروا (مكرا كبارا)؛ بيد أن تخرصهم لا يبدل الحق ولا ينفي الصدق؛ بل هم بخطابهم ذلك كشفوا أنفسهم وعرّوا ذواتهم أمام الشعب السوداني وعرف الناس خطلهم وبهتانهم العظيم وأهدافهم ومراميهم من ورائه!

وخير ما فعلت منظمة أسر الشهداء؛ بتبرؤها من خطاب الاتهام والنفاق الضار؛ فقد أنصفت الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الدعم السريع؛ وشقيقه عبد الرحيم دقلو عضو مجلس الشركاء والقائد الثاني لقوات الدعم السريع؛ وقبل ذلك كله فهي قد انصفت نفسها أولاً ونقت وبرأت صحيفتها من إثمه؛ وغسلت يدها من بهتانه وعواره؛ بل وأنصفت المنظمة الشهداء أنفسهم؛ من ذلك القيح والصديد والإفك المبين والكذب الخطير؛ لأن مقام الشهداء عال ومقدس وشريف؛ وهو الصدق والطهر والنقاء!

وصدقت المنظمة حينما وسمت الخطاب بأنه (متاجرة رخيصة)؛ فهو حقاً تسول قبيح و(تبضع) ومتاجرة رخيصة بدماء الشهداء؛ وسرقة للسان أسرهم وكذب وتدليس على الناس وخداع للشعب السوداني؛ ومحاولة رخيصة ومكشوفة للظهور في ثوب الضحية وتمثيل لدور المظلوم والضعيف؛ الذي انفطر قلبه وسلب حقه وسفك دمه؛ لكن لن ينطلي ذلك الكذب على الشعب الذكي والحصيف؛ فهو يعرف أن من (يمثل) دور الضحية والمقتول اليوم؛ هو (القاتل) نفسه؛ وهو يلتف برداناً في كفن الشهيد ضحيته؛ الذي سفك وكرع دمه بالأمس القريب!

والشعب الواعي يدرك أن (الذئب) هو من يتخفّى تحت (جلد الحمل) الآن؛ ويمشي مختالاً عارياً أمام الجميع؛  مُتصدراً المشهد الكبير؛ ومتوهماً أنه يرتدي زياً يستر عورته؛ بيد أنه يقف أمام الجميع (كما ولدته أمه)!

ولكن لن ينخدع  الناس بعد اليوم؛ بدموع التماسيح ومساحيق التجمل (الحمراء)!

لا.. لن ينخدع لكم الشعب ولن يقاد أو يساق مرة أخرى بالخلاء؛ أو كما تقولون (ما بنساق بالخلاء) جرياً على سنة مصطلحاتكم الخواء؛ (هذا إن كانت لكم سنة أو فريضة أو دين أصلاً)!

لكن لماذا تتاجر بعض الكيانات السياسية (عديمة الأخلاق) في بلادنا؛ لماذا يتاجرون بدماء الشهداء اليوم ويتخذونها سلماً للعروج للسلطة وسرقة (ثورة ديسمبر الظافرة)؟!

لا شك أنه الانحطاط السياسي والتسفل الأخلاقي؛ والتفسخ والتعري القيمي؛ في أقبح وأفظع وأسطع تجلياته؛ وهو كما وصفه الفيتوري بقوله: قتلني قاتلي وهو يلتف بردانا في كفني كلما زيفوا بطلاً قلت قلبي على وطني!

ونحن قلوبنا على شعبنا ووطننا ونخاف عليه من أمثال هؤلاء الكذّابين اللصوص (أصحاب الحلاقيم الكبيرة)؛ سارقي الثورة والمتسلقين على جثامين الشهداء الطاهرة!

وكما قالت أسر الشهداء إن خطاب توجيه الاتهام لحميدتي وعبد الرحيم والدعم السريع؛ بفض اعتصام القيادة العامة وقتل الشهداء؛ كان مفاجئاً وصادماً لها هي في المقام الأول قبل الآخرين!

نعم لقد كان الخطاب مفاجئاً وصادماً وقاتلاً لكل الشعب السوداني ولكل الشرفاء والأحرار في بلادنا!

ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى