صاحب معجم شعري ومخزون من الصور والتراكيب والأساليب: سعد الدين إبراهيم.. الطفل المعجزة!!

الخرطوم: الصيحة

(1)

سعد الدين إبراهيم امتلك معجماً شعرياً ومخزوناً من الصور والتراكيب والأساليب والمعاني الشعرية والصيغ الموسيقية التي تسربت إلى ذاكرته من قراءاته في دواوين الشعر السوداني  القديم، فقد رأى في هذا التراث منهجاً اتكأ عليه ونهل منه، وهذا يتمظهر أكثر في العديد من كتاباته في ديوان حروف للعزيزة.. والتراث الذي أعنيه يظهر في أغنية (فاطنة وحسن):

فاطمة يا فاطمة .. فاطمة حبك نما..

بعيونك مغرمين .. وأني بيهم مغرمة..

فيك خشوع الراهبات وابتهال المحرمة..

والضفائر الراقصات.. والخدود المشرقات

والعيون الحالمة.

(2)

مثلت المرحلة الثانية في تجربة سعد في نضجه الكتابي وافتراع دروب جديدة لتجربته، وهي المرحلة التي تمكن فيها من تجاوز التقليد والانتقال إلى التعبير عن تجربته الخاصة، والانفعال بالمواقف الحياتية والشعورية، مستخدماً الأساليب التراثية ومجترحاً المعاني الشعرية القديمة، فهو حين يعبر عن تجربته الشخصية وكأنه يتقمص الآخرين.. وهذا الموقف يتضح أكثر في أغنيته ذائعة الصيت (حروف للعزيزة) والتي حملت اسم هذا الديوان.

(3)

سعد الدين إبراهيم تغنت له منى الخير وهو لم يزل يافعاً.. فقالوا وقتها عنه بأنه الطفل المعجزة.. وكانت أغنية أبوي هي المؤشر على عبقرية الشاعر سعد الدين إبراهيم.. وكانت هي المفتاح الذي فتح مغاليق الأبواب.. فكتب بعد ذلك أغنيته الفارعة “العزيزة”..  ثم جاءت بعد ذلك أغنيته المتجاوزة “حكاية عن حبيبتي” التي يغنيها الفنان الكبير أبوعركي البخيت.. وهذه الأغنية في نظر الكثير من النقاد تعتبر النقلة التجديدية في الأغنية السودانية.. لأنها كنص شعري حفلت بالتجديد المثير والمغاير وحتى لحنها كان يوازيها من حيث التحديث والتجديد في شكل الألحان التي كانت سائدة في ذلك الزمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى