كورونا.. وضع كارثي وقرارات خطيرة.. وزارة الصحة: 50% من حالات الاشتباه تأكدت إصابتها بكورونا

خبير اقتصادي: استغلال جشع للجائحة و300 ألف جنيه كلفة اليوم الواحد بمراكز العزل الخاصة

الكلية الملكية البريطانية: عدد المصابين في السودان  يبلغ 16 مليون شخص

أدوية كورونا تباع بأسعار (فلكية) وصيدليات خاصة بلا ضمير

جملة الذين تلقوا التطعيم بلقاح كورونا بلغ أكثر من  43122 مواطناً وكادرًا صحياً

تحقيق: محيي الدين شجر

وضع كارثي يعيشه السودان هذه الأيام، بعد أن ضربت جائحة كورونا بعنف وأدت إلى موت المئات من السودانيين دون أن يعترفوا بخطورتها أو يتبعوا الاشتراطات التي ظلت اللجنة العليا للطوارئ الصحية ووزارات الصحة بالولايات تطالب بها وتصر عليها..

لقد أدت اللامبالاة التي يتعامل بها السودانيون مع جائحة كورونا في موجتها الثالثة إلى زيادة حالات الإصابة بصورة كثيفة.

وتقول إحصاءات اللجنة العليا للطوارئ إن التوقعات الصحية تشير إلى أنه بعد استقراء الوضع الوبائي وارتفاع معدل الإصابات حالياً إلى أن أعداد المصابين قد تتجاوز الـ100 ألف حالة في الأسبوع الأول والثاني من يونيو 2021م إذا استمر الحال كما هو عليه الآن بدون الالتزام بالضوابط الصحية وتطبيق الاحترازات. مما سيترتب عليه المزيد من الوفيات لا قدر الله والمزيد من التدهور الكارثي.

إحصائيات وبائية

بينما تؤكد الإحصائيات الوبائية التراكمية لوزارة الصحة الاتحادية أن 50% من حالات الاشتباه تأكدت إصابتها بفيروس كورونا حيث تم فحص 65252 وقد ثبتت إصابة 34707 شخص وذلك حتى يوم 16 مايو 2021 وأن عدد الوفيات بلغ 1116 شخصاً بالمستشفيات..

منطقة للكوفيد

نسبة لازدياد حالات الإصابة بكورونا بالخرطوم قررت وزارة الصحة بالولاية تخصيص منطقة للكوفيد وأكد مدير عام وزارة الصحة الخرطوم د. محجوب تاج السر منوفلي اتجاه الوزارة للتوسع في مراكز العزل بالولاية كاشفاً عن مقترح بتخصيص منطقة للكوفيد بإقامة مركز موسع ومتكامل للعزل في موقع يتم تحديده لاحقًا.
وأكد منوفلي في اجتماع لجنة الطوارئ على ضرورة التوسع في المراكز وتوفير الاوكسجين وزيادة عدد الأسرة والعمل على مكافحة الجائحة بالالتزام بالموجهات الاحترازية.
وقال مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة د. نادر الطيب إن اللجنة ناقشت جملة من القضايا منها دراسة إمكانية إضافة برنامج العزل المنزلي ضمن برنامج تخصص طب الأسرة وإعادة تقييم أعراض الكوفيد وإعداد قائمة بالأعراض الجديدة بواسطة مركز التحكم بمراكز العزل فضلاً عن التنسيق بين الصحة والمنظمات والتنسيق بين إدارات الطوارئ والجهات المبادرة بالعمل في برنامج الترصد المرضي المبني على المجتمع.

توقعات وقرارات

من جانبها توقعت اللجنة العليا للطوارئ الصحية في اجتماعها الثلاثاء الماضي بارتفاع حالات الإصابة إلى مائة ألف إصابة في الأسبوعين الأول والثاني من يونيو المقبل، وتحسباً لهذا الأمر أصدرت جملة من القرارت تتمثل في  تعطيل الدراسة بكافة الجامعات والمدارس لمدة شهر من تاريخ القرار، وإيقاف الصلوات والشعائر الجماعية بكافة دور العبادة.

كما قررت منع دخول جميع القادمين بكل المعابر من دولة الهند مباشرةً أو من دول أخرى كانوا في الهند خلال الأربعة عشر يوماً الماضية.

وقررت كذلك تخفيض عدد العاملين بمؤسسات العمل المختلفة وفقاً لتقدير متخذ القرار بالمؤسسة مع مراعاة ظروف أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والحالات الخاصة مثل الحوامل والمرضعات وخلافهم وذكرت اللجنة: تأكد من خلال المتابعة والرصد البياني للحالات والتوقعات العلمية أن التجمعات والمناسبات الاجتماعية والدينية التي يحتشد فيها الناس ساهمت في ازدياد حالات الإصابة بالوباء ونشره مجتمعياً.

وبالتالي ألزمت الجميع بغطاء الوجه (الكمامة) في كافة مواقع العمل والأسواق والمركبات العامة وشددت أن كل من يخالف توجيهات ومطلوبات السلطات الصحية من الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء سيكون عرضة للمساءلة والعقوبة القانونية.

إحصاءات مخيفة

تقول الإحصاءات الرسمية إن عدد المصابين منذ بداية الجائحة بلغ نحو 30 ألف حالة، لكن إحصاءات أخرى مستقلة عن عدة جهات من بينها الكلية الملكية البريطانية أن المصابين يبلغ عددهم 16 مليون شخص بنسبة 29% من مجمل عدد السكان.

نقص الأدوية

يقول الدكتور أسامة علي محيي الدين لـ (الصيحة)، إن العيادات والمستشفيات في جميع أنحاء السودان تفتقر إلى الأدوية الحيوية وإن بيانات رسمية تشير إلى انعدام أكثر من ألف صنف من نحو 1700 صنف مستخدمة منها 160 صنفاً من الأدوية المنقذة للحياة.

مضيفاً: في ظل هذا الوضع من الصعب على الحكومة أن تتصدى للوباء وأن تحافظ على الخدمات الأساسية، وقال إن هنالك ضعفاً واضحاً في الوقاية من المرض من قبل السكان نتيجة لاستهتارهم بخطورته كما نجد أن هنالك نسبة كبيرة من السكان ليس لديهم إمكانية الوصول إلى مرفق لغسل اليدين بالماء والصابون إضافة إلى عدم التزام المؤسسات والمدارس بالاشتراطات الصحية حيث تكتظ الفصول بالتلاميذ بصورة خطيرة ولم تجدِ سياسة وزارة التعليم في منع الاختلاط بالمدارس بسبب صعوبة ذلك نتيجة للكلفة العالية التي تتكبدها المدارس..

استغلال للجائحة

وقال الخبير الاقتصادي عمار سيد أحمد، إن كثيراً من المؤسسات الصحية في السودان استغلت الجائحة وأصبحت تدفع الناس دفعاً للدخول إليها بحجة إصابتهم بكورونا وذكر أن كلفة اليوم الواحد في مركز العزل ما بين 250 ألف جنيه إلى 300 أالف جنيه يدفعها أهل المريض مشيراً إلى أن بعض المستشفيات تنقل كورونا نتيجة لعدم اتباعها الاشتراطات الصحية من تعقيم أجهزة التنفس وبالتالي تساهم في زيادة حالات الإصابة بالمرض، وأوضح أن بعض المستشفيات الخاصة استغلت شح الأدوية الخاصة بكورونا وغيرها من الأدوية المرتبطة بالأمراض التي تسببها كورونا وعملت على مضاعفة أسعار الأدوية بصيدلياتها ويضطر أهل المريض مجبرين على شرائها، وقال إن الوضع الصحي في السودان ونقص مراكز العزل دفع المرضى إلى البحث عن المستشفيات الخاصة مجبرين وبالتالي يصبحون في أوضاع قاسية نتيجة لارتفاع كلفتها..

وأشار إلى انتشار كثير من مراكز فحص كورونا حيث وضعت تلك المراكز رسوماً عالية للفحص تتراوح ما بين 20 إلى 25  ألف جنيه دون أن تخضع تلك المراكز للتفتيش لمعرفة صحة فحوصاتها..

حديث العارفين

وأوضح مرافق لأحد المرضى حسب معايشته للواقع الطبي إن البلاد تعاني من أزمة صحية وطبية نتيجة لقلة الأطباء العاملين بمراكز العزل وإهمال بعضهم، وقال إن المرضى لا يجدون العناية اللازمة وبخاصة في بعض المستشفيات الخاصة، حيث يكون هم بعض الأطباء المال قبل العناية بالمرضى، وذكر أنه احتد مع طبيبة بإحدى المستشفيات الخاصة لعدم اهتمامها وعدم متابعتها، مشيرًا إلى ان مهنة الطب هي مهنة أخلاقية في المقام الأول..

وقال بألم: لا يمكن أن تكون كلفة اليوم الواحد بمركز العزل بالمستشفى الخاص 300 ألف جنيه ولا توجد أدنى عناية من قبل المستشفى توازي هذا المبلغ..

زادت حالات الإصابة بكورونا رغم تلقي السودانيين لقاح كورونا ولقد كشفت وزارة الصحة عن وجود 121 مركزاً تعمل في ولاية الخرطوم، فضلاً عن 13 مركزا في ولاية الجزيرة ومراكز أخرى بالولايات.

وأكد التقرير التراكمي للجنة الفنية الوطنية لإدخال لقاح “كوفيد-19، أن التغطية التراكمية حتى 2 أبريل بولاية الخرطوم بلغت كادرًا طبياً و19251 من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة 19251، وأضاف أن التغطية التراكمية بولاية الجزيرة بلغت 3095 كادرا طبيا و149 من كبار السن.

وأوضح أن جملة الذين تلقوا التطعيم بلقاح كورونا بلغ 43122 مواطناً وكادراً صحياً.

ولفت التقرير إلى عدم وجود آثار جانبية على من تلقوا اللقاح من الكوادر الطبية وكبار السن بولاية الخرطوم، فيما ظهرت آثار طفيفة على حالة واحدة فقط بولاية الجزيرة.

واستبعد مراقبون للأوضاع الصحية في السودان أن تتخذ السلطات الصحية في السودان قرارًا بالإغلاق الكامل في الوقت الحاضر لكنهم لم يجزموا في حديثهم لـ (الصيحة) بعدم الإغلاق في حالة تزايد حالات الإصابة بالمرض وفق ما توقعت اللجنة العليا للطوارئ الصحية، وأشاروا إلى أن الإغلاق مرهون بمدى التزام المواطنين بالشروط الصحية كما أبدت عدد من المدارس استغرابها من قرار تأجيل الدراسة بالمدارس لمدة شهر وقالوا ان الامتحانات أعلنت بالفعل لتبدأ بعد أيام وتساءلوا ما هي الحلول التي ستضعها وزارة التربية لتدارك ما حدث وأوضحوا في حديثهم لـ (الصيحة) بأن امتحانات الأساس والثانوي ستبدأ بعد أيام وأن إغلاق المدارس لمدة شهر سيؤثر في التحصيل الأكاديمي للطلاب.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى