قالت إنّ الإعلام بعد الثورة لم يقدم المأمول.. المذيعة سالي عثمان: أنا أعتز ببشرتي السمراء.. واللون أحد مكوّنات ومحددات الهويّة السودانية

دخولي الإعلام كان محض صدفة.. وقناة "زول" صاحبة الفضل في تقديمي للجمهور

على الإعلام أن يواكب مطلوبات الثورة و”الفترة الانتقالية”.. وأحلم بوطن متعافٍ

أجيد التعامل مع الغيرة.. وأينما وُجِدت دائرة الضوء في الإعلام وُجِدت الغيرة

الإعلامي الناجح لازم يشتغل صحافة مكتوبة وتلفزيون وراديو وصحافة سوشيال ميديا

حاورتها – شيماء نمر

دخولها الإعلام كان صدفة، وذلك بسبب ظروف كثيرة عايشتها خارج السودان؛ ورغمًا عن ذلك أحبت الإعلام..

تنقلت في عدد من القنوات السودانية وظهرت كمقدمة برامج منوّعات في بدايتها فتطورت من تلقاء نفسها حتى أصبحت تجيد تقديم البرامج الاجتماعية والسياسية وغيرها مما أهلها للترقي في مدارج الإعلام حتى أصبحت مراسلة لقناة الشرق السعودية الآن..

سالي عثمان في حوار مختلف.. فدعونا نتعرف عليها أكثر

نبذه تعريفية؟

سالي عثمان أحمد إبراهيم فنجالي من الشمالية وتحديداً منطقة مروي الباسا. الوالدة من الجزيرة من ود مدني لكن أصلاً من حجر الطير ونسكن في ود مدني منذ زمن بعيد.

نعم ولدت في الجزيرة في ود مدني لكن شاءت الأقدار أن نسافر إلى دولة الإمارات العربية فعشت بها 5 سنوات، وبعدها سافرت مع الأسرة إلى مصر ودرست بها كل سني الدراسية وحتى المرحلة الجامعية، حيث درست لمدة عام والنصف بكلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان بالزمالك، بعد ذلك قررنا أن نعود إلى السودان، فالتحقت بجامعة الأحفاد ودرست “علم نفس” وبعد أن أكملت دراستي، رجعت مرة أخرى للغربة، وأخيرًا عدت وطاب لي المقام بالسودان.

*حدثينا عن بداياتك الإعلاميّة؟

بدايتي كانت بالصدفة.. القدر لعب دورًا كبيراً فيها.. لم أحلم يوما أن أكون إعلامية؛ لكن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في حياتي، وأدخلتني مجالاً كنت لا أفقه فيه شيئاً ولم أتخصص فيه، لكن أعجبني، فقررت أن أستمر فيه وأطوّر من نفسي “لأنو مجال بحتاج منك مجهود كبير وإنك تشتغل على نفسك”.

* أول محطة إعلامية عملتِ بها؟

أول محطة إعلامية عملت بها كانت قناة “زول” في الإمارات وهي التي ربطتني وجدانيًا مع الناس ودي أول محطة قدمتني للناس والناس عرفتني بها، وإلى الآن بنادوني (بسالي زول) مع أنها توقفت منذ سنين طويلة.. وقناة زول كشفت لي مجالاً كنت جاهلة به تماماً وما كان عندي أي خبرة فيه.

يمكن التجربة لأنّها كانت خارج السودان فكانت نوعاً ما مختلفة. وأعتبر نفسي محظوظة في بداياتي، والحمد لله مع إنها جاءتّ صدفة إلا أنّها كانت مرضية بالنسبة لي وجميلة وكنت مستمتعة بتفاصيلها جدًا.

ـ كيف تقيمين تجربة عملك بقناة النيل الأزرق؟

بعد عودتي في العام 2009 عملت في قناة النيل الأزرق لمدة سنة وبعد ذلك عادت قناة زول للبث مرة أخرى، وطبعًا رجعت للعمل معهم، وبالفعل قضيت بها عددا من السنين، لكن للأسف القناة توقفت مرة أخرى، بعدها عدت إلى السودان، لكن تجربتي في النيل الأزرق كانت جميلة جدًا وقدّمتني بشكل مختلف للمشاهد، واستفدت منها استفادة كبرى، وكان تعامل الزملاء معي راق جدًا.. وأشكرهم على تلك اللحظات الجميلة من حياتي.

* كانت لك تجربة أيضا في قناة أم درمان الفضائية.. ماذا عنها؟

نعم عملت في قناة أم درمان الفضائية مع الإعلامي حسين خوجلي، وكنت من مؤسسي القناة، قضيت بها ست سنين، وفيها اكتشفت مقدراتي وطوّرت من نفسي، حيث كنت أقدم برامج اجتماعية وثقافية وفنية وسياسية وغيرها من البرامج، وقدمت فيها نوعاً آخر من البرامج الحوارية السياسية، و”دي قدمتني بشكل أفضل للمشاهد” فكانت بالنسبة لي تجربة أضافت لي الكثير من العلاقات في الوسط الإعلامي لأني بدأت خارج السودان.. قناة أم درمان قدمتني للناس وخلتني أكثر انفتاحًا على الداخل السوداني.

* ظهرت مقدمة برامج منوعات لكن في الآونة الأخيرة اتجهت للبرامج والحوارات السياسية؟

نعم قدّمت برامج سياسيّة ودا كان نوع من التغيير ودا أضاف لي الكثير في قناة النيل الأزرق قدمت نوعاً من البرامج السياسية مثل حوار مفتوح وبعد الطبع وبرامج سياسية مع سياسيين ومسؤولين.. “والنوع دا من البرامج بكسب المذيع ثقة في النفس وبطوّرك كثير لكن في نفس الوقت البرامج والحوارات السياسية بتخدم الفترة الحالية في السودان، أنا أحب البرامج التي تخدم المواطن وتقرّب الحقائق وبشوف إنها برامج مفيدة جداً.

* في رأيك هل التخصصية مطلوبة أم الموهبة وحدها كافية لدخول المجال الإعلامي؟

التخصصية مهمة في رأيي بعدما تمر بكل الأقسام.. يعني الإعلامي الناجح لازم يتدرب ويشتغل صحافة مكتوبة وتلفزيون وراديو وكمان صحافة سوشيال ميديا، ودي بالذات عندها دور كبير.. ولازم يكون الإعلامي ملمًا بكل الأشياء التي تخدم وظيفته.

لكن التخصص يحدده ميول الشخص نفسه، وبعد ما يكون أخذ خبرة في المجالات كلها بالتأكيد ح يقدر يبدع فيه أكثر والخبرة المتنوعة اهم شيء طبعا.. وعلى الإعلامي أن يكون جاهزًا للعمل في كل لونية برامجية معينة.

ـ كيف تنظرين للإعلام بعد الثورة؟

ما في أي مقارنة أصلاً.. ويوجد اختلاف كبير جدا والناس كلها ملاحظة الحاجة دي قبل الثورة كانت في قيود، وفي حاجات أنت كإعلامي ما بتقدر تتكلم فيها وبتعرضك أنت ذاتك للخطر.

بعد الثورة ما عندنا سقف، وما عندنا رقيب سلبي ودي من أهم مكاسب الثورة، وفي رأيي أن الإعلام حتى الآن لم يقدم ولا واحد في المية من الدور المهم والريادي في الفترة الانتقالية الحالية.

وللأسف نحن حتى الإعلاميين عندنا قصور لفهمنا للإعلام ودوره في المجتمع، البعض بيفتكر إنه دور الإعلام فقط توثيقي أو إعلان أو إنك توجه فيه رسائل معينة, بالعكس الإعلام دا عامل زي السايكولوجي – علم النفس- داخل في أي تخصص في الدنيا على الصعيد الشخصي وعلى صعيد الدولة والمؤسسات الخاصة والعامة، والإعلام ما صحف وتلفزيون.. الإعلام فكر، وفهم، وأنت كيف تقدم نفسك للآخر بأجمل ما تكون وأفتكر إنّو نسبة الوعي بدت ترتفع على مستوى المواطن وعلى مستوى الدولة.

ـ أنت الآن مراسلة لقناة الشرق السعودية.. صفي لنا التجربة؟

نعم هي تجربة جديدة والقناة نفسها جديدة نحن طلعنا على الهواء يوم 11/11/2020 وانضممت إليها العام 2019 كنا شغالين تحت الهواء وهي تجربة جديدة ورؤيتها مختلفة وهي مهتمة بالأخبار السياسية والاقتصادية باعتبار أنّ الاقتصاد هو أساس كل حاجة وأعتقد أنّها إضافت لي الكثير إضافة إلى الخبرة وعلى الرغم من أنها مرهقة بس ممتعة بالنسبة لي.

ـ برأيك.. عمل المرأة كمراسل هل هو مرهق؟

هو شغل متعب جداً على جميع الأصعدة لا سيما على الصعيد البدني الذي يتميز بالحركة الكثيرة والشغل الميداني، وأيضاً الاستعداد الذهني نسبة لحساسية الأخبار وحساسية أمانة الكلمة والخبر، ويحتاج تركيزًا عالياً جدًا فهو عمل مرهق ذهنياً وجسديًا ويحتاج أيضًا دعم الناس الحوليك عشان تستمر.

 

ـ أين موقع الأسرة من علمك.. وهل دعمت مشوارك؟

نعم الحمد لله أُحظى بدعم الأسرة الكبيرة والصغيرة، ولولا الدعم الذي وجدته من الأسرة لما كنت واصلت في هذا المشوار، فهو مجال ربما يكون شائكاً بالنسبة للفتيات نظرًا لشكل الحياة الاجتماعية في السودان والتي تفرض على الأنثى قيودا مختلفة تضطر أحيانا للالتزام بها (البيت – الأولاد – وغيرها) فلو ما كان في أسرة متفهمة الحاجة دي والأصدقاء متفهمين كمان حيكون في ضغوط زيادة فطبيعة شغلنا شوية مرهقة لأنّك بقضي وقت طويل بره البيت وممكن يتصلوا عليك في أي وقت بالليل أو الصباح تطلعي طوالي تغطي الحدث.

* أشخاص ساندوك في مسيرتك الإعلامية؟

والله كتار ما بقدر أقول أسماء عشان ما أنسى زول أولا كل زملائي بقناة زول الفضائية بدون فرز أنا ممتنة ليهم جدًا ولأنها كانت التجربة الأولى بالنسبة لي ومجوعة من الأصدقاء شكرًا لكل زول وقف معاي وساندني.

ـ الاجتماعيات كيف عند سالي؟

عملي كمراسلة يفصلني تماماً عن العالم.. وأحاول أن أعيش حياتي الطبيعية في وقت الفراغ المتاح، وأن أؤدي واجباتي الاجتماعية تجاه أصدقائي وزملائي وأهلي.

* كيف تتعاملين مع الانتقادات؟

المشاهد السوداني مهما كان بسيط أو ثقافته عالياً جدًا هو مستقبل ومنتقد ذكي جدا يعني (لو لقى مذيعتين بينهم خلاف شخصي الحاجة دي بتكون ملاحظة من قبل المشاهد.. بقول ديل زي المتشاكلين وهو ما بكون عارف سبب الخلاف.. وبالفعل بكون في خلاف بينهم خلف الشاشة) والمشاهد هو الحكم وهو اكثر زول بقدر يقيّم المادة من حيث الفكرة والتقديم ويقيمها من كل جوانبها فأنا بستفيد من الانتقادات الموجهة لي سواء من الزملاء أو المشاهدين وبستفيد منها كتير كمان.

ـ في رأيك هل الجمال مقياس لمقدمة البرامج التلفزيونية؟

الجمال في رأيي نسبي يختلف من شخص لآخر لكن الجمال ما كلو شي في حاجات أهم مثل الهندام يجب على الإعلامي أن يظهر بمظهر لائق وجميل يليق بالمشاهد. وعدم معرفة ماذا تلبس دي كارثة كبيرة جدا (شنو ومتين) نحنا محتاجين نشتغل عليها كثير في الإعلام السوداني والتلفزيون خاصة لأن الصورة تعكس حركة مجتمعنا وهويتنا للعالم الخارجي.

* ما سر أناقة سالي عثمان؟

أنا بحب ألبس وأعمل أي شي في وقتو يعني كل مناسبة لها طقوسها زي ما بقولو يعني (لو ماشة الشغل على حسب نوع الشغل بلبس الحاجة المناسبة.. ولو ماشة سهرة بحب ألبس ملابس تليق بالسهرة وفيها ألوان زاهية وجميلة.

عندي هدف مما دخلت المجال دا وانبسطت فيه وقررت أواصل فيه قررت إني أكون إنسان حقيقي.. وكنت يومًا ما مشاهدة عادية كنت بقول نحنا ليه الميديا حقتنا ما هي حقتنا والمعروض الآن دا ولا واحد في المية من جمال المجتمع السوداني.. نحن عندنا حاجات جميلة كثيرة فدا كان هاجس بالنسبة لي.

“أنت أظهر زي ما أنت.. وري مُخك فيه شنو.. يعني قدّم نفسك بطريقة مهندمة جميلة مريحة في حدود المعقول ما تكون أوفر.. خير الأمور أوسطها” فالسؤال الكان براودني ليه نحن ما نعكس طبيعتنا زي ما نحن.

نحنا ناس حلوين شديد، وما محتاجين ميكاب وحاجات كتيرة واللون الأسمر دا جميل جدا والمجتمع ختانا في قالب وللأسف الناس مجارياه مثل (إنو البت السمحة هي البيضاء وشعرها طويل وغيرها) لكن المجتمع له تأثير كبير جدًا ممكن يدمر زول وممكن يصنع مجد لزول.

يلا دا دور الإعلام هنا إنّه يكون مرآة عاكسة للمجتمع السوداني بكل تفاصيله، ويكون مجتمع حقيقي ما مُزيّف ونحنا مفروض نعتز ببشرتنا السمراء دي.

فلونا دا الخواجات الواحدة بتمشي تقعد في الشمس بالساعات عشان تبقى لونها أسمر فدا من باب ما في زول عاجباه نفسه الأبيض داير يبقى أسمر والعكس صحيح لكل دا بنقدر نعالجه بمحاربة الجهل والرضا عن النفس.

 

ـ حدثينا عن الغيرة في الوسط الإعلامي؟

الغيرة موجودة ودا شي طبيعي وما في الوسط الإعلامي.. بل في كل المجالات (أطباء ومهندسين وتجار وغيرهم) لكن نحنا بتكون ظاهرة عندنا أكثر لأننا تحت المجهر وتسليط الضوء فالناس بتقدر تحس بهذه الغيرة بصورة ملاحظة، والواحد بقدر يتعامل مع أشكال البشر بصورة ما تأذيهو وما تأذي غيره لكن الغيرة موجودة.

ـ قالوا إنت بتغني صحيح الكلام دا؟

ياريت لو كنت بغني.. أنا بحب الغناء.. بغني لروحي بس عشان كدا بستمتع ببرامج المنوعات فبكون شغالة ومستمتعة بكل تفاصيل الحلقة.

ـ إلى من تستمع سالي من المطربين؟

بحب الغناء والغناء القديم تحديدًا وبحب المزيكا، وكان نفسي صوتي يكون حلو عشان أغني ما عشان اطلع فنانة بس عشان لمن أغني ما أستاء من صوتي، لكن أستمع للفنان الكبير المرحوم عثمان حسين والعملاق وردي وخوجلي عثمان والبلابل وكل العمالقة القدامى.

ومن الجيل الجديد أستمع لحسين الصادق وإيلاف عبد العزيز وكثير من الفنانين الشباب.

 

*في الختام كلمة أخيرة:

نفسي السودانيين يحبو بعض لأنه نحن ناس طيبين وحلوين شديد، وفينا طباع سمحة لكن للأسف الظروف التي مرت بنا تركت فينا تشوهات سطحية وليس في البنية الوجدانية الداخلية.. فالأساس لسه متين ونحن لازم نصلّح التشوّهات دي ونحن لو بنحب البلد دي إن شاء الله كل شيء حا يتصلح، وح نستفيد كلنا.. يجب أن نكون كلنا قلبنا على وطننا وهمّنا كلو إنه بلدنا دي تكون آمنة ومستقرة.. وسننتصر فالمستقبل للسودان وأبنائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى