سراج الدين مصطفى يكتب..  أحمد شاويش..  تجربة راسخة في الوجدان!!

حينما نبحث عن التجارب التي رسخت في الوجدان من المستحيل أن نتجاوز فناناً وسيم الغنائية كأحمد شاويش.. وحينما نبحث أيضاً عن التجارب التي ماتت بسبب الكسل لن أجد نموذجاً غير أحمد شاويش.. والرجل جمع ذلك التناقض الغريب حتى أطلق عليه ذات يوم الراحل أميقو لقب (فنان بلا جمهور)، وتلك الجملة رغم قساوتها لكنها تؤكد على صحتها في كل يوم.. لأن أحمد شاويش الذي  يطلق عليه البعض فنان الأذكياء، لأن أحمد شاويش فنان خاص غنائيته عصية على الإذن العادية.. فهو يحتاج لإذن استثنائية لها مقدرات أكثر خصوصية، فأحمد شاويش يخاطب الدواخل بصوته ويلامس شغافها بغناء فيه الكثير الذي لا يتوافر عند غيره.. عطر الصندل – العمق العاشر – عادي جداً وعن عيونك كلموني.. فالرجل له فلسفته في كيفية الغناء.. فهو يغني لأجل نفسه، لذلك ينتقل ذلك الإحساس  للآخرين.. فكانت أغنياته بمثابة وعاء أنيق لشكل غنائي سهل الهضم والتقبل.. وأغنيات مثل بتذكرك لا يملك الإنسان حيالها ألا أن يصغي ويتأدب..

لكن رغم مقدرات أحمد شاويش التي يعترف بها الجميع ظل بعيداً ورغم أنه يعمل في الإذاعة وكان يمكنها أن تكون جسره الذي يربطه بالمستمعين، ولكن أحمد شاويش يقف في ذات المكان والمكانة في حالة تدعو للاستغراب والاستعجاب.. والمؤلم أن أحمد شاويش يساعد في غيابه فهو (كسول) ولا يدري عمق وحجم موهبته التي كادت أن تندثر أو اندثرت بالفعل!!

ندى القلعة.. أحاديث الثرثرة والبوار!!

حينما يتحدث الإنسان عن نفسه كثيراً وبلا أسباب واضحة للرغي.. يبدو في علم النفس واضح المعالم والأفكار.. ويمكن تشريحه على أنه نوع من الذاتية، أو التمركز حول الذات.. وفيها يختفي الكل، وتبقى الذات وحدها.. فيها ينسى الإنسان غيره من الناس، أو يتجاهل الكل، وتبقى ذاته في الصورة، وحدها.. ولا مانع من أن يضحي بالكل من أجل ذاته.. وأن يفكر هذا الإنسان في غيره، يكون تفكيره ثانويًا، في المرحلة التالية لذاته، أو قد يكون تفكيرًا سطحيًا، أو تفكيراً عابرًا..

كل أحاديث ندي القلعة الأخيرة النقطة المركزية والمحورية فيها هي الحديث عن (الأنا الأعلى).. وهي غدة يبدو أنها تتضخم يومياً ومعينها لا ينضب من الحديث الأجوف والفارغ الذي ينتمي لجنس (الثرثرة) التي بلا طائل أو جدوى.. ويعتبر البعض أن التحدث عن الذات أو الفضفضة وكشف الأسرار الدفينة هو فعل جيد، لا بل ميزة حسنة، في حين يرى قسم آخر أن الإفراط أو المبالغة في الكلام عن الذات بمثابة عيب كبير، وقد تسوء الأمور وتتحول إلى مشكلة في ما لو أثار كلامنا حفيظة المستمع لنا.

حينما لا يجد الشخص ما يحدث به الآخر سوى تفاصيل حياته، أو قد يكون دليل قلة الثقة بالذات، لأن المبالغة في الكلام تعني حتماً قلة الثقة بالنفس. عندما يكون لدى الفرد قاعدة قوية من الثقة بالذات، ينعكس ذلك على علاقته بالآخرين، من خلال قدرته على اعتماد الصمت الإيجابي أو الصمت التأملي، فتتولد لديه رغبة في الاستماع لهم وتقبل آرائهم ومشاعرهم، وتخف في المقابل ثرثرته. لكن، الثقة المفرطة بالذات تأتي كتعويض عن شعور داخلي بقلة الثقة بالذات وعدم تقدير القيمة الذاتية.

 

أحمد مأمون.. قدرات صوتية عالية!!

حينما تم اختيار الفنان الشاب أحمد مأمون لبرنامج أغاني وأغاني، أذكر أنني كتبت وقلت بأن برنامج  نجوم الغد يقدم في كل عام نجماً غنائياً جديداً.. البعض منهم حالفه التوفيق وحقق ذاته الفنية وأصبح صاحب وجود.. والبعض منهم راح في تلافيف الأيام ولم يعد له أثر أو وجود.. كما حدث للفنان المهول (أحمد مأمون) والذي يعتبر من أميز خريجي البرنامج عبر تاريخه الطويل ولكنه لم يجد الرعاية الكافية حتى يقول كلمته..

ونموذج (أحمد مأمون) واحد من الإشكالات التي يعانيها البرنامج الذي لا يرعى شبابه بعد تخرجهم منه.

بتقديري الخاص أن الفنان الشاب أحمد مأمون من أميز من تخرجوا من برنامج نجوم الغد إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق من حيث القدرات الصوتية والأدائية.. ولكن يبدو أن أحمد مأمون (مسكين جداً) لأنه لا يعرف درب الصحف ولا يجيد اقتناء العلاقات التي تفتح الدروب ومغاليق الأبواب.. فهو كان بسيطاً حينما اعتقد أن المقدرات هي التي ستكون جواز المرور للوسط الفني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى