ابودكنة تنادي وابناؤها يستجيبون (1).. جمعية أبناء محلية الرهد بالخرطوم: الأمن والمياه والصحة والتعليم أبرز التحديات

أين اختفت (4) طلمبات مياه سلّمتها الجمعية لمعتمد سابق؟

رئيس الوفد: لابد من إكمال مبنى السجل المدني وترفيع المستشفى لتعليمي

العمدة عيسى كبر: يجب أن نقف خلف الرهد وقفة رجل واحد

الرهد: أبوعبيدة عبد الله

قليلون هم من أتيحت لهم فرصة الطواف في معظم بقاع السودان، لذا يندهش الكثيرون حينما يزورون محلية الرهد أبودكنة بولاية شمال كردفان، ويقفون على مواردها الاقتصادية التي تزخر بها والتي تساهم في رفد الاقتصاد القومي بالعملة المحلية كالكركدي والصمغ العربي والسمسم، وغيره، ولأن الرهد يحتويها أكبر مسطح مائي دائم في غرب السودان (تردة الرهد)، ويغذي كثيراً من مدن غرب السودان بأنواع مختلفة من الأسماك وصل وزنها أحياناً إلى أكثر من (40) كيلو.

ولأن كثيراً من المناطق في السودان تعاني من أبسط الخدمات، تداعى أهل محلية الرهد أبودكنة من خلال الجمعية الخيرية لأبناء الرهد بالخرطوم، بضرورة التكاتف والوحدة من أحل تسديد فواتير ما عليهم من ديون، لمنطقة قدمت لهم الكثير ولا تزال ولم تبخل، فكانت زيارة ممثلين لأبناء الرهد بالخرطوم للمحلية للوقوف على الاحتياجات، فضلاً عن مواساة التجار الذين تضرروا من أحداث التخريب الأخيرة، ورتق النسيج الاجتماعي الذي تأثر بإفرازات الحرب بجنوب كردفان، فزار الوفد مدينة الرهد، وانتقل إلى إدارية سدرة بجنوب الرهد، ومنطقة قوز بشارة، والوقوف على مشروع خور أبوحبل بمنطقة السميح.

استقبال الوفد على مشارف المدينة بقيادة المدير التنفيذي عصام محمد محمد صالح، والعمدة عيسى كبر والعمدة الفاتح يعقوب، ولجنة أمن المحلية، وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، كان مؤشراً جيداً بأن أهل محلية الرهد على قلب رجل واحد، ويتوقون إلى من (يشيل معهم الشيلة).

دخل الوفد إلى مدينة الرهد وتوقف عند مبنى إدارة المرور المكون من عدد من الغرف وصالة، المساعد الهادي مدير المرور، أكد أن العمل الذي تم في المبنى تم بجهد مقدر من خيرين، مشيرًا إلى أن ما تبقى ليس بكثير. فيما وعد رئيس الوفد مهندس عبد العظيم البدوي بالمساهمة في إكمال المبنى من خلال طرح ما تبقى من مبانٍ للخيرين من أبناء المنطقة وغيرهم.

في مبنى السجل المدني والذي لازال في مراحل أولية للمباني، أكد محمود جراد عضو تنسيقية قوى الحرية والتغيير أن مبادرة بناء مقر للسجل المدني بدأت شعبية في العام 2018 وتم تخصيص قطعة أرض وبدأ العمل في 2020، مشيراً إلى أن لجنة برئاسة العمدة عيسى كبر تابعت الأمر، وتم استئجار منزل من قِبل خيرين لعمل السجل لحين اكتمال المبنى.

العمدة عيسى كبر شكر الوفد على الزيارة، وقال إن ما تبقى من مكاتب يجب أن يقف خلفها الناس وِقفة رجل واحد، وأشار إلى أن الرهد أصبحت معبرًا مما يتطلب السرعة في إكمال المباني.

نقيب غسماعيل إبراهيم مدير السجل المدني، أكد أن هناك عملاً جارياً في الخرطوم لتوفير كثيرٍ من معينات السجل،  من أجهزة كمبيوتر ووابور كهرباء، وقال: “منتظرين اكتمال الـ (4) مكاتب”.

عبد العظيم البدوي رئيس وفد جمعية أبناء الرهد الخيرية بالخرطوم، أكد أن الزيارة تفقدية، وأضاف أن الجمعة خيرية  ولديها أسلوب جديد للعمل، وأضاف: نريد أن نتحرك، وأن يكون لدينا موقع في وسائل التواصل، يطلع عليه كل أبناء المنطقة لمعرفة ما يدور في المنطقة. ووعد بالتضافر من أجل الرهد.

في مستشفى الرهد، والذي بدا كأنه مهجور، بسبب وجود المباني والمكاتب الخاوية، لعدم وجود كوادر طبية، وجود بعض مرافقي المرضي أكد أن هناك حياة بالمستشفى، وأن بعضاً من الطواقم الصحية تعمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

أفلح البنك الأفريقي للتنمية في إنشاء قسم للطوارئ، لكن للأسف ليس هناك أي جهة كانت مشرفة على المباني من المحلية، وعن تكلفة المبنى أو حتى المباني التي يجب تنفيذها غير معروفة، بل وأن هناك حمامات لم تكتمل، وليس هناك أي جهة يمكن مساءلتها وان إدارة البنى التحتية بالمحلية لم تستلم المبنى لتشرف عليه، وهو ما يفتح الباب لأسئلة كثيرة عن من المستفيد من ذلك؟

وللحقيقة البيئة في مستشفى الرهد غير مهيأة تماماً للعمل، فليس هناك سكن أو ميز للأطباء، فضلاً عن الرواتب غير المجزية التي تتقاضاها الكوادر الصحية، بجانب عدم وجود ترحيل،  وفي ظل الوضع الحالي كل كادر يتم استقطابه يمكث قليلاً وسرعان ما يغادر، وهو ما أكده عصام عبد الساير فني المختبرات الطبية بالمستشفى، وقال: إذا بنينا المستشفى بالشكل الحالي فستنقصنا الكوادر.

في مبنى غسيل الكلى، والذي بدأ بفكرة من جمعية غسيل الكلى بالرهد، والتي تبنت نقل المرضى للأبيض مجاناً (25) مريضاً ووجدت تدافعاً وحماساً كبيرين، إلى أن تطورت وتم تسجيلها.

الباشمهندس أمير أحمد الأمير أحد عضاء الوفد ومؤسس لجمعية غسيل الكلى، أكد أنه تم عمل مخطط كامل للمبنى، وأضاف: نريده مركزًا نموذجياً لتدريب الشباب، وأن يستمر فيه العمل بكفاءة.

المهندس حامد عبد الماجد مدير إدارة البنى التحتية بالمحلية، أكد أن المبنى من أربعة عنابر بتكلفة مالية (29) مليار جنيه، وقال: ما تم من أعمال تكلفته (8) مليارات جنيه، وأضاف أن المبنى مفتوح لتدريب طلاب الهندسة.

د. عمار كرماخ عضو تنسيقية قوى الحرية والتغيير، أشاد بزيارة وفد أبناء الرهد بالخرطوم، وثمّن دور جمعية غسيل الكلى في تبنيها قيام المركز والجهود الكبيرة لتذليل العقبات أمام المرضى، لكنه أشار إلى أن مستشفى الرهد يعاني كثيرًا بسبب أنه مستشفى ريفي، وقال: يجب العمل لترفيعه ليصبح تعليمياً، لينعم بكثير من الخدمات، مشيرًا إلى أنه في ظل الوضع الحالي لن يستقر فيه الأطباء أو أي كادر صحي.

مياه الرهد

رغم المسطح المائي الذي أشرنا إليه في البداية، ألا أن الرهد تعاني كثيراً من العطش، وذلك لأسباب فنية وإدارية تلمّسها الوفد الزائر، فالمحطة هي الثانية في غرب السودان، وأنشئت منذ الثمانينات، وكانت تعمل بكفاءة عالية، إلا أن التوسع الذي شهدته مدينة الرهد، لم يُقابَل بخطة توسعية في الشبكة، الأمر الذي انعكس على بقية الأحياء.

مهندس المياه بخيت دفع الله، أكد أن المحطة تدهورت كثيراً وبصورة مريعة بسبب حل الهيئة والتشريد الذي أصاب العمال بالقرار الولائي رقم (5) الذي أصدره الوالى السابق أحمد هارون. ووصف الوضع بالبائس، وأن المهنة طاردة. وقال إن الإنتاجية الحالية 4 آلاف متر والمدينة تحتاج الى 10 آلاف متر، وأكد حاجة المحطة لطلمبتين إسعافيتين كحل مؤقت إلى حين إيجاد حل جذري يتمثل في محطة مياه جديدة.

رئيس الوفد عبد العظيم البدوي تساءل عن (4) طلمبات دفعت بها جمعية أبناء الرهد إبان عهد المعتمد التوم الفاضل، لكن مدير المياه أكد عدم علمه بتلك الطلمبات الأمر الذي أثار جدلاً وفرّخ عدداً من الأسئلة عن أين ذهبت تلك الطلمبات، رغم وجود إيصالات تسليم وتسلم، ووعد عبد العظيم بإبراز تلك الشهادات لمعرفة أين اختفت تلك الطلمبات.

د. عمار كرماخ عضو الحرية والتغيير مسؤول المياه، أكد أنه بجهود خيرين تم توصيل خط ساخن لمحطة المياه لتفادي قطوعات الكهرباء حتى تعمل الشبكة على ضخ المياه، مشيراً إلى أنه لابد من طلمبات إسعافية لعبور فصل الصيف.

نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى