حال وافق البرهان علي التنحي.. مَن الذي يتقدّم الصفوف لاستلامها؟

 

الخرطوم: عوضية سليمان        26يناير2022م 

ظل تجمُّع المهنيين وتحالف الحرية والتغيير والشارع الذي يقود التظاهرات هذه الأيام، يطالبون بتسليم السلطة للمدنيين ويلحون في طلبهم. ويُطلبون من رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان بأن يسلم السلطة للمدنيين رغم الوساطات التي ملأت الساحة السياسية أجنبية ومحلية.

كثير من الخبراء تساءلوا في حالة موافقة البرهان على تسليم السلطة، فمن يتقدم الصفوف لاستلامها، في ظل الصراعات والاختلافات التي تسود جميع الاحزاب السياسية بما فيها حركات الكفاح المسلح التي اختلفت هي كذلك فيما بينها؟

الشارع مُؤهّلٌ للقيادة

للإجابة على السؤال، قال المتحدث باسم تجمع المهنيين الوليد علي لـ(الصيحة) بعد تنحي البرهان يتم تسليم السلطة الى تجمع المهنيين وقوى الثورة السودانية، وأضاف قائلاً: هنالك إجراءات ولكن هذا موضوع آخر يتم بعد التنحي وتسليم السلطة،  وأردف: المدنيون جاهزون للاستلام، فمثلاً إذا كان  هنالك سؤالٌ مَن هو المدني الذي يقود الحكم، من الممكن ان يكون التمثيل بوكيل وزارة الى حين وجود الشخص الذي تتفق عليه قوى الثورة، المهم تسلم السلطة الى مدني، واضاف قائلاً ان اي شخص من ثوار الشارع مؤهل أكثر من أي خبير استراتيجي، لان جميع الثوار على وزن المسؤولية، واذا تنحى البرهان اليوم سيتم تعيين خمسة افراد من تجمع المهنيين مباشرة لاستلام السلطة.

تقديم تنازلات

من جهته أكد السفير الصادق المقلي أن الازمة السياسية التي تمر بها البلاد ليس هي موضوع من يحكم بعد تنحي البرهان، إنما الأزمة متلازمة بالفشل السياسي للنخب السياسية منذ الاستقلال، وقال في حديثه لـ(الصيحة) ان الأمر الآن يتطلب الابتعاد عن كل المصالح الحزبية والجهوية من أجل الخروج من الوضع الحالي بغض النظر “مدني او عسكري”، وقال إن الساسة وراء كل تحرك عسكري لاستلام السلطة في بداياتها، وان المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير بشقيها ساهموا في تهيئة الوضع للأزمة الحالية، مؤكداً فشل قوى الحرية والتغيير في فترة العامين في تكوين مؤسسات الفترة الانتقالية وكانت النتيجة واضحة، وأيضا المكون العسكري فشل بعد اعتصام القصر، واضاف ان مبادرة الامم المتحدة لحل الازمة لن تنجح إلا بوقف العنف والاعتقالات ورفع حالة الطوارئ، حاثاً الجميع بتقديم تنازلات لإصلاح الوضع، وطالب الطرفين العسكري والمدني بإيقاف الدماء وتخريب الاقتصاد ومراعاة مصلحة المواطن.

خلافات داخلية

يرى المحلل السياسي د. أبو بكر آدم أن الخلاف بين الثوار والعسكر واضح منذ بداية ظهور خلافات داخلية خاصة بين مكونات قوى التغيير،  وقال آدم لـ(الصيحة) من الواضح ان الخلاف بدأ يتّسع ، مبيناً أن الفجوات الخلافية وعدم استعداد الأحزاب لإدارة البلاد في حالة تنحي البرهان او عدم تنحي المكون العسكري الحق والضوء الأخضر في إجراء انتخابات مبكرة في حال وجد قبولاً من مكونات خارج قوى الحرية والتغيير.

فيما رأي الخبير العسكري حسن محمد محمود، إنه في حال وافق البرهان على تسليم السلطة للمدنيين، فلن يكون هنالك شخصٌ أو مجموعة قادراً على استلام السلطة.

وأضاف قائلاً: هذه هي الحقيقة لأن الشارع والشباب الثائر لم يكشفا حتى الآن مَن الذي سيستلم السلطة في حال موافقة المكون العسكري على تسليم السلطة للمدنيين.

وقال إن كل الفعاليات السياسية فشلت في اختيار شخص يخلف حمدوك لمنصب رئيس الوزراء، وذكر ان البرهان غير رافض لتسليم السلطة للمدنيين، ولكن مَن يعلن نفسه ويجد الإجماع من جموع الشعب السوداني.؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى