إبراهيم محمد إبراهيم يكتب.. بين استقبال رمضان.. وفصل الدين عن الدولة

نيل الأوطار

بين استقبال رمضان.. وفصل الدين عن الدولة

اتصل بي هاتفيًا أحد الإخوان قائلًا.. (يا شيخنا ورونا تكتبو شنو الأيام القادمة نحن من قراء صحيفة الصيحة المعتادين قلت له إن شاء الله نبدأ سلسلة مقالات عن استقبال شهر رمضان.. الرجل تغير اسلوبه وعند مقابلتي له في اليوم التالي رأيت تغير وجه واحمرت عيناه قائلاً.. الناس في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر، المسلمون في هذه الأيام غاضبون والبلد ضاجة على الاتفاق الذي أبرمه رئيس المجلس السيادي  البرهان مع عبد العزيز الحلو حول فصل الدين عن الدولة.. لماذا  تترك الكلام في هذا الاتفاق وتتحدث عن رمضان). انتهى…

أولاً.. نقول: حتى الآن لم يتم اتفاق فعلي بين رئيس المجلس السيادي البرهان وعبد العزيز الحلو.. الخطوة  هي إعلان مبادئ.. ومن ناحية أخرى التعجل في إصدار الأحكام والفتاوى في بعض النوازل ليس مسلك أهل العلم لأنه قد يتسبب في فتن لا تحمد عقباها.. حينما وقعت فتن في بعض البلدان العربية والإسلامية ولم يحسن أهل العلم التصرف الصحيح في بدايتها وتعجل بعض صغار العلم في إصدار الأحكام والفتاوى كانت تلك البلاد سبباً لانتشار الدواعش وعمت الفوضى، وقتل عدد كبير من المسلمين، أريقت دماء أبرياء بسبب التفجيرات وإطلاق النار العشوائي معتبرين ذلك جهاداً في سبيل الله ودخلت مليشيات من دول أخرى واختلط الحابل بالنابل ولا تزال الفتنة قائمة في تلك البلدان.. لأن نصر الدين يكون بفقه وليس بدغدغة العواطف والهمجية والحماس الصبياني.. صحيح نحن كمسلمين بالفطرة لا نقبل بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة.. وينبغي أن يفهم أن مثل هذه الاتفاقيات هي سياسية أكثر من دينية يعني حبراً على ورق لا يستطيع الحلو ولا غيره تغيير عقيدة الشعب السوداني والموقعون على العلمانية يعلمون ذلك قبل المواطن. والشعب السوداني مستحيل يترك المبادئ والقيم الإسلامية التي ورثها من الأجداد ليتمسك بالعلمانية هذا مستحيل إن شاء الله.. ثانيا الشريعة الإسلامية بينت لنا متى وكيف يكون نصح الحاكم في مثل هذه الأمور لمن أراد الحق ولم تكن له أغراض سياسية لأن بعض طلاب السلطة يستغلون مثل هذه الظروف ليصطادوا في المياه العكرة.. أول خطوة عملية يذهب كبار العلماء وأهل الحل والعقد ليجلسوا مع الحاكم كما حدث ذلك في قضية المناهج.. ومنازعة القراي في الفترة الماضية والحمد لله استمع رئيس الوزراء حمدوك للوفد واستمع وتعامل مع الوصايا بعقلانية وحكمة وأخرج البلاد من فتنة المناهج التي كادت أن تتسبب في فتنة دينية.. والآن يمكن أن يذهب وفد من مجمع الفقه الإسلامي وهيئة علماء السودان لرئيس المجلس السيادي ويخبروه بخطورة العلمانية وضررها على هذا الشعب المسلم وهذا التصرف أرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.. في الحديث الذي رواه الترمذي، قال صلى الله عليه وسلم: من كان ناصحاً لذي سلطان فليختلِ به ولا يبديه علانية إن قبل منه فذاك وإن لم يقبل منه فقد أدى الذي عليه. انتهى..  إن رضي فذاك وأن لم يرض هو مسؤول أمام الله، ولكن لا نخرج عليه، نصبر على وصية نبينا صلى الله عليه وسلم حتى نلقاه على الحوض. نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا لتطبيق الشريعة الإسلامية.

استقبال شهر رمضان

هذه الأيام يستعد عدد كبير من المسلمين لاستقبال شهر رمضان المبارك.. والناس في استقبال هذا الشهر العظيم أصناف البعض يستقبل هذا الشهر بنظرة تجارية بحتة يتمنى أن يبلغه الله هذا الشهر ليستغل حاجة المسلمين لمستلزمات رمضان.. من أوانٍ منزلية ومفروشات وبعض السلع الضرورية كالدقيق واللحوم والفاكهة والتوابل.. والعصائر والسكر ونحو ذلك، قبل أيام استبشرنا خيراً باستقرار بعض السلع الضرورية ولكن من الأسبوع الماضي ظهرت فئة من بعض أصحاب القلوب الضعيفة من التجار بزيادة الأسعار دون مبرر واضح غير استغلال المواطن بمناسبة هذا الشهر الكريم خصوصاً بعض تجار السوق المحلي الخرطوم.. والسوق المركزي وأطراف أمدرمان وبعض تجار استاد الهلال.. الآن في زيادة في السكر والدقيق واللحوم، نسأل الله التخفيف على كل حال، على التاجر المسلم أن يتقي الله في مثل هذا الموسم شهر رمضان الأصل في التجارة البركة وليست الانتهازية ارحموا المواطن المسكين واكتفوا بقليل من الأرباح يرحمكم  من في السماء ويغفر لكم ذنوبكم..

نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى