النائب الأول.. الرجل المناسب لمعالجة أزمة الشرق

تساءل كثيرون حول قدرة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، على معالجة أزمة الشرق التي كان لها أكبر الأثر مع أسباب أخرى كثيرة في اسقاط الحكومة الثانية في الفترة الانتقالية! وهل يستطيع اقتراح ومقاربة حلول موضوعية للأزمة؟ تساؤل مشروع خاصة وأن أزمة الشرق استعصت على كثير من المبادرات والوفود التي زارت المحتجين ووقفت على قضاياهم واستمعت لمطالبهم!.

في نفس الوقت يعتقد غالب الذين تم استطلاعهم من المراقبين والمهتمين، أن حظوظ “دقلو” تبدو أكبر من غيره في معالجة أزمة الشرق ممن حاولوا المعالجة من قبل وذلك لجملة معطيات أولها معرفته التامة باتفاق جوبا ومسار الشرق محل الأزمة! لأنه كان أحد أبرز الفاعلين في إنجاز الاتفاق حيث كان رئيس وفد الحكومة المفاوض الذي وقع في نهاية المطاف على الاتفاق! هذه الميزة تجعله أحد القلائل الذين يعرفون خبايا الاتفاق وعناصر القوة والضعف فيه ومن كان مؤيداً وداعماً له ومن هو عكس ذلك!.

إذن وضع النائب الأول على رأس لجنة لإيجاد تصور لمعالجة أزمة الشرق ليس أمراً اعتباطياً فالرجل على دراية بالأزمة وليس متهجماً عليها وتلك ميزة تفضيلية في الاختيار وبداية الحل والمعالجة!.

قوات الدعم السريع أيضاً التي يقودها النائب الأول لم تعد غريبة على جغرافيا ومجتمع إقليم الشرق وطالما مثلت دور “الاطفائي” لأغلب حرائق ونزاعات الشرق وذلك وسط قبول شعبي وجماهيري واسع  ورضا عن دورها في المساهمة وإيجاد الحلول للنزاعات بل في أغلب الأحيان كان تدخلهم بناءً على طلب أهالي الشرق الذين استقبلوا قوات الدعم السريع بالزغاريد وأهازيج الفرح!.

إذن هنالك مميزات كثيرة تؤكد حظوظ الرجل في معالجة الأزمة بحيث لا هو بنفسه أو قواته من المتهجمين على الملف أو الطارئين عليه، وإنما العكس هو الصحيح بحيث يمثلان معرفةً وتراكم خبرات مطلوب في معالجة مثل هذه النزاعات! ولعل تصريح مجلس نظارات البجا المستقل بعدم النية في عودة الإغلاق الشامل مرة أخرى يعتبر خير دليل على قدرات “دقلو” وجهوده في المعالجة كبداية مبشرة في التناول والأسلوب لمعالجة الأزمة!.

ومن ضمن ما يميز “دقلو” أيضاً- بحسب مراقبين- هو طبيعة تكوين شخصيتة وبيئته التي طالما حاول البعض اتخاذها موضع سخرية ومثاراً للشك والريبة! وهي بساطة الريف وما يميزه من صراحة لا تعرف “دسدسة وغتغيت” ومناورات السياسة والسياسيين! ولكنها بعكس ما يظنون تمثل تميّزه المتفرد في ما يحظى به من قبول كبير وسط الشارع السوداني كما هي بالذات التي تجعله أكثر تأهيلاً ومعرفةً بطبيعة وتركيبة الشرق الذي كما لا يخفى توثر فيه النظم الأهلية التقليدية أكثر من فعالية الدولة الحديثة بخلاف بقية أقاليم البلاد الأخرى! إذن تلك ميزة أخرى تجعل من النائب الأول أفضل الذين تم اختيارهم من الآخرين لإيجاد مقاربة ورؤية مختلفة لمعالجة أزمة الشرق!.

لكل ذلك ولكل تلك المعطيات يرى كثير من المراقبين، أن الإجراءات التي يمضي فيها النائب الأول من العمل على ترتيب وتنسيق عقد مؤتمر جامع من كافة المكونات والمجموعات المتساكنة في الإقليم، مع الاستعانة واستصحاب أهل الخبرة للتباحث حول أزمة الشرق؛ يتوقع له المراقبون نجاحاً كبيراً ومقاربة للمعالجة برؤية مختلفة وذلك لطبيعة شخصيته وما يتمتع به من معرفة وخبرات فيما يتعلق بهذه النزاعات؛ وأيضاً ما يجده من قبول كبير من  أهالي الشرق! وذلك ما يقود لاستبشار المراقبين بتولي النائب الأول لهذا الملف الشائك، آملين في المعالجة ونهاية الأزمة قريباً بين يديه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى