تنتشر في الخلاوى وبيوت العلم الدواية…. للمحاية والقراية

 

الحوش الوسيع: مجاهد نصار

(1)

تعرف الدواية عند أهل الخلاوى وطلاب العلم، حيث يكثر استخدامها فهي الوسيلة الوحيدة للكتابة على الألواح التي تعد من أدوات التعليم في مثل هذه الأماكن التي ترتبط بالعلم, وهي عبارة عن إناء صغير يوضع فيه الحبر الذي يكتب به الشيخ وتلاميذه على الألواح ليلقنهم القرآن وتفاسيره بالإضافة للعلوم الأخرى التي تتعلق بأمور الدين.

(2)

ويصنع الحبر الذي يكتب به الشيخ من (السكن) الذي يكسو الصاج الذي تصنع عليه النسوة الكسرة التي تعد من الأكلات الشعبية التي يتناولها أهل البادية والأرياف بكثرة بل لا غنى عنها في كثير من المناطق الطرفية، حيث يتم استخلاصها من (الصاج) وخلطها بقليل من الصمغ والفحم النباتي الذي يطحن جيداً لتمزج جميعاً مع بعضها البعض وتوضع لفترة حتى تتماسك ومن ثم تصبح جاهزة للاستعمال من قبل الشيخ وحيرانه (من الحوار ويعرف الحوار” عند العرب بابن الناقة الذي تعلق بها من مولده لفطامه لذلك أطلق على الطلاب والتلاميذ والمريدين وهو ما يريده الآباء لأبنائهم في علاقتهم بمشايخهم بصلة وقربى لا تنتهي أبداً.

(3)

الذين يفترشون الأرض ويستمعون إليه في إنصات وخشوع وأدب جم ممن يريدون الاستزادة من علمه ومعرفته.. وتستخدم الدواية عادة في كتابة الآيات القرآنية على الألواح الخشبية التي تنتشر عند أهل العلم وطلاب المعرفة في الخلاوى خاصة ويزداد استعمالها ويكثر استخدامها وهي من الأدوات التعليمية الرئيسية في تلك الأماكن.

ولعل من المشاهد التي تختزنها ذاكرة الكثير من السودانيين مشهد الشيخ الوقور وهو يتوسط حلقة تلاميذه الذين يحيطون به ويتحلقون حوله من كل جانب انتظارًا لنصائحه وتوجيهاته وإرشاداته كل يريد أن يمنح لوحه للمعلم ليصحح ما كتب.

(4)

كما تستخدم الدواية بحسب الشيخ عبد القادر أحمد يوسف في كتابة العلاج بالقرآن مثل (المحاية) التي تعطى لمن يبحثون عن الشفاء فيكتب لهم الشيوخ المحاية وهي من الأساليب العلاجية الشائعة الاستخدام في السودان خاصة عند من يعتقدون في التداوي بمثل هذه الطرق، ولذلك فهي من الأدوات المعروفة عند من تربطهم صلات بالمشائخ وأهل العلم والقرآن ومن الأقوال الشائعة عن استخداماتها (الدواية… للمحاية والقراية)، لأنهما من أكثر الأشياء التي يستعان بها لقضائهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى