إبراهيم محمد إبراهيم يكتب.. عمرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك

تداول عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وبعض أئمة المساجد صوراً وتعليقات ومقالات عن عمرة رئيس وزراء الحكومه الانتقالية  حمدوك وتداول عدد كبير من الشباب صوره  وهو يطوف في الحرم المكي لا أرى شيئًا يثير العجب ويدعو للضجة والتفخيم ما دام  الرجل مسلماً ومن أسرة مسلمة.. والمؤسف حقاً تجد الاستهزاء والسخرية  ممن ينتسبون للجماعات الدعوية متجاهلين قوله تعالى “ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن”.. وقد يقول قائل: الرجل كان شيوعياً.. نقول يمكن تاب وترك الشيوعية والعلمانية لأن المراقب الآن للمسرح السياسي يجد ألد أعداء الرجل.. هم الشيوعيون.. ومن ناحية أخرى.. لا يجوز  أيضًا إهانة الحاكم والاستخفاف به، روى الإمام أحمد من حديث عياض قال قال صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينصح  لسلطان بأمراً فلا يبديه علانية.. ولكن يأخذ بيده فيخلو به إن قبل منه فذاك وإن لم يقبل منه فقد أدى الذي عليه..

هذا الكلام ليس مداهنة.. إنما هو حكم شرعي نسأل عنه يوم القيامة وكنا نقول مثل هذا الكلام في حكومة المخلوع.  وجاءت الشريعة الإسلامية بحرمة تكفير المسلم .. إلا بعد استيفاء شروط وانتفاء موانع وهل من أحد أقام الحجة على رئيس الوزراء حتى يكفره.

على كل حال ينبغي على كل من كان في مقام مخاطبة الناس سواء كان في الفضائيات أو وسائل التواصل أو المنابر العامة، عليه أن يضبط خطابه، وأن يبتعد عن السباب واللعن، والتجريح، وأن يجتنب تماماً الطعن والتجريح إذا كان ذلك لا يجوز لعامة الناس فالحاكم من باب أولى.. وعلى المصلح والداعيه أن يحترم تخصصه فلا يتكلم فيما لا يحسنه فيستفز الناس بخطابه المتهور وتقريراته الباطلة.

وعلى كل من يرد على مخالفيه أن يتحرى العدل وسلوك الأدب والمجادلة بالحسنى كما قرر ذلك ربنا جل وعلا في قوله سبحانه: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون) “العنكبوت ٤٦.”

قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير الآية المباركة: “ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وألا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسينه، ورد عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو، والسخرية والمآرب السياسية   يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق..

نواصل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى