أبو عبيدة عبد الله يكتب.. لا تستغرب!

هناك قصصٌ وحكاياتٌ حينما تُروى لن تُصدِّقها من أول وهلة، ولكن حينما تتذكّر أنك في السودان، فتصدّق ولا تستغرب!!

قبل أكثر من ثلاثة أشهر، أعلنت المملكة العربية السعودية حاجتها لأطباء سودانيين للعمل لديها، ومِمّا هو معلومٌ، هذا الإجراء يتم بالتعاون بين وكالات استخدام والسفارة السعودية، الوكالات مطلوب منها تنظيم العمل والتّواصُل مع السفارة لإكمال الإجراءات.

تمّ إجراء المُعاينات للأطباء المتقدمين وتم اختيار حوالي 166 طبيباً للسفر إلى المملكة، تواصل الأطباء المعنيون مع الوكالات التي باشرت معهم العمل، لكنهم تفاجأوا بضرورة الالتزام بدفع (3%) من راتب كل طبيب لمدة عامٍ، حتى يتم اكتمال إجراءاته ومن ثم السفر!!

تساءل الأطباء من أين جاءت تلك النسبة؟ فلم يجدوا رداً رسمياً، رغم حديث بعض أصحاب الوكالات أن هناك اتفاقاً بذلك مع وزارة العمل، والتي بدورها أكّدت عدم إلمامها بهكذا قرار!!

شَكّلَ الأطباء لجنة منهم للجلوس مع شُعبة الوكالات للوصول إلى منطقة وسطى لا يفقد السودان الفرصة، ولكن دُون جدوى بعد أن تمسّكت الشُّعبة بالـ(3%).

تواصل الأطباء مع وزارة العمل ممثلة في مدير المكتب التنفيذي للوزيرة والذي تفهّم دورهم، الأمر الذي جعل الوزيرة تيسير النوراني أن تصدر قراراً دُون أيِّ تردُّدٍ يلزم أصحاب الوكالات بعدم دفع أيِّ طبيبٍ أو مُستخدمٍ لعمل أي رسومٍ غير الرسوم المُتعارف عليها والتي يُمكن تَسميتها بالأتعاب والتي لا خلاف حولها.

آخر القصة، إنه بعد قرار وزيرة العمل بإلزام مكاتب الاستخدام بعدم تحصيل أيِّ رسوم مقابل الخدمة – باستثناء الرسوم المعروفة – رفض بعض أصحاب الوكالات أيِّ رسوم حتى المُتّفق عليها و(حردوها كلها)، باعتبار أن ذلك حقٌ اُنتزع منهم!!

واحدة من أهداف ثورة ديسمبر هذه، رغم العنت والضيق الذي يعيشه المواطن في معاشه، إحقاق الحق وإبطال الباطل، كثير من الوكالات ومكاتب الاستخدام في السابق كانت عبارة عن (لوبيهات) داخل مكاتب الحكومة، يعملون بنظام (خُد وهات)، في الحج والعمرة وحتى تذاكر السفر للمؤتمرات وغيرها، لكن يُحمد للوزيرة تفهمها للأوضاع مما يستدعي مُساندتها والوقوف من خلفها، كما ندعو شُعبة مكاتب الاستخدام مُراعاة ما تمر به البلد، بعيداً عن زيادة المُعاناة للأسر والمُواطنين وتقديم كل ما ييسِّر الأوضاع، حتى ينتفع الجميع، بحيث لا ضرر ولا ضرار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى