حميدتي بنهر النيل.. نَبَذ القبلية ودَعا للعدالة

تقرير: النذير دفع الله

ليست هي الزيارة الأولى لنهر النيل ولن تكون الأخيرة، هكذا قالها الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، خلال زيارته أمس لمحلية المتمة منطقة طيبة الخواض بدعوة كريمة من قيادات الإدارة الأهلية. في خطاب الصراحة والوضوح قال حميدتي إن اتفاقية السلام مفتوحة لمن رأى أنه مظلوم وأن العدالة والقانون يجب أن يكونا الفيصل في القضايا أمام المحاكم، إذ لا حبس أو اعتقال بدون محاكمة وأن من أطلق سراحهم تم وفقًا للقانون وليس بتدخل شخصي، ونبه حميدتي أن البعض بدأ يستغل القبلية لتحقيق أهداف شخصية، وعلينا المحافظة على وحدتنا وترك النعرات القبلية والعنصرية وإلا ستتفرتقوا  (عود عود)..

العدالة بس ..

وأكد حميدتي أن البلاد تمر بظروف صعبة وأوضاع بالغة التعقيد اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا، وأضاف خلال مخاطبته الحشد الجماهيري بمنطقة طيبة الخواض بولاية نهر النيل، أن البلاد تحتاج للصبر والعزيمة وتحمل المسؤولية للوصول بها إلى بر الأمان، مشيرًا أن زيارته لنهر النيل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

وجدد حميدتي التأكيد على أن السلام الذي تحقق في جوبا ليس لطرف ضد الآخر وهو ليس تكتلاً قبلياً أو جهوياً وإنما هو بداية لتصحيح أخطاء النخب التي حكمت البلاد مشددًا بالوقوف حائط سد أمام خطاب الكراهية.

مبيناً أن المرحلة المقبلة ليست كالسابقة لأن جهود الحكومة العمل لحلحلة القضايا وخروج السودان من العزلة الدولية، وقال هذا الحديث ليس للاستهلاك السياسي. وأوضح حميدتي أن نهر النيل رغم جراحاتها تستحق أن نقف معها. وأضاف أن اتفاق جوبا مفتوح وغير  مقفول، ومن رأى أنه ظلم في الاتفاقية يمكن أن تنظر مظلمته، مؤكداً أن اتفاقية جوبا لم تفرض شخصاً لإقليم محدد أو على الآخرين وهذا لا يمنع مراجعة الاتفاقية.

وجدد حميدتي أن القوات المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى التي جاءت بالدستور هي لكل السودان, ودعا حميدتي لإنهاء القبلية والعنصرية والتوحد وأن أي تغيير لا بد أن تتبعه إفرازات وما يحدث من إعلاء للعنصرية هي إفرازات التغيير.

مطالباً بضرورة إنفاذ القانون والعدالة على الجميع وعدم القبض على الآخرين بدون تهم أو محاكمة وقال ساخرًا (أي زول يمرق من السجن يقولوا فكاهو حميدتي)، وأضاف العدالة بس .

ونادى الجميع بترك النعرات القبلية ولو ما وقفتوها (تتفرتقوا عود عود).

وأضاف: تابعتم جهود الحكومة في السلام والاستقرار في دارفور وجنوب كردفان والشرق نجحنا وتبقى القليل.

طعم الظلم ..

ومن جانبه أوضح وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم  في حديثه نيابة عن شركاء السلام: أتينا للسلام وعدنا للسودان في ظروف صعبة من أجل السلام فبالسلام تجاوزنا المرارات وتركنا التاريخ الدموي وراء ظهورنا، مضيفاً أن هذه البلاد فيها خير لا حدود له ونستطيع أن نبنيها بين الأمم وليس فقط بين الدول، وشدد جبريل إن أردنا للبلد التقدم علينا أن نبتعد من اللغة العنصرية، السودان أوسع من أن  نضيق على أنفسنا (البلد تسعنا وخيرها ليس له حدود).

وأكد جبريل: نعمل على رص الصف الوطني وهو أمر ليس صعبًا أن نبدأ صفحة جديدة فنحن لم نأت ومعنا أي حقد لأي شخص قاتلنا من أجل الأحياء وليس الأموات (والبعد القبور ما بصالح).

وأضاف: لا بد أن نتجه وجهة واحدة وأقر جبريل  بإساءة إدارة التنوع في البلاد، وجدد أن اتفاق السلام لم يظلم أحدا فأي شخص شكا من المظالم خلال الاتفاقية عممنا الأمر فالاتفاقية معادلة عادلة لتقاسم السلطة والثروة، نحن نعرف طعم الظلم ولن نقبله لأحد، وكرر جبريل: الكل يعرف درب المقاومة ونريد التعافي.

مؤكداً أن الحكومة وضعت أولويات لتوفير الماء والتوسع في الإنتاج الزراعي، وقال: سنوفر الجازولين للزراعة، مشيرًا  أن حجم الصادرات يساوي نصف الواردات، يجب أن نقف مع بعض فالزراعة تمثل (عضم الظهر) وقال في الدبة بالشمالية تم تحويل الصحراء إلى خير ..

الخط الأحمر..

العمدة عبد الباسط عبد الله محمد سعيد قال: جلسنا مع حميدتي واتفقنا معه أن الدين خط أحمر نحن معه طالما هو رأيه ونشيل معه.

وأضاف (أي زول ضد الدين نحن ضده) وأوضح العمدة: لدينا أمانة من الناس يجب توصيلها أولها  التهميش، والأمر الآخر أن اتفافية جوبا أجحفت في حق أهلنا بما يسمى مسار الشمال الذي هضم حقوقنا وأشار: نريد حقنا كاملاً غير منقوص وهي أمانة في رقبتنا، كاشفاً عن جملة من الإشكالات التي تواجه الزراعة منها أشجار المسكيت، وقال الوقود: حصتنا فيه فقط نصف جالون في الشهر للفدان، وطالب العمدة بفك أسر أبناء نهر النيل في السجون أو  محاكمتهم محاكمة عادلة ..

خلف الجيش ..

فيما قال المك عجيب: لدينا رسالة للأعداء خاصة بعد أن علا خطاب الكراهية الذي نعتبره موجهاً، وأضاف: إذا ذهبنا في خطاب الكراهية سيتفرتق السودان، ما نريد قوله أن السودان على قلب رجل واحد، وجدد عجيب أن الإدارات الأهلية في نهر النيل خلف القوات المسلحة وتدعمها وشدد: ليس لدينا حركات مسلحة ولكن لدينا القوات المسلحة.

ووجه عجيب رسالة للبرهان أن الإدارات الأهلية خلف القوات المسلحة وأن زيارة النائب الأول ستحل إشكالات كثيرة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى