مشروع الجزيرة.. حمدوك: نطمح لإعادة مشروع الجزيرة أفضل مما كان

 والي الجزيرة: الدولة عليها الوقوف معنا لإعادة البنى التحتية للمشروع

محافظ المشروع: تطوير محاصيل الفول السوداني والصويا والقطن

المعيلق – رشا التوم

استقبلت  ولاية الجزيرة الخضراء أولى زيارات رئيس دولة وزراء الحكومة الانتقالية د. عبد الله حمدوك، وتعالت هتافات المزارعين بمشروع الجزيرة والمناقل وجماهيرها في تلاحم قوي بكلمات حرية سلام وعدالة النهضة خيار الشعب، تعبيراً عن مضامين ثورة ديسمبر المجيدة التي مهدت للأوضاع الراهنة في البلاد، وضمت زيارة الرئيس كامل الطاقم الوزاري للقطاع الاقتصادي والمستشارين والإعلام المقروء والمسموع والقنوات الفضائية وحكومة ولاية الجزيرة على رأسها الوالي وقيادات الشرطة والأمن.

وابتدر حمدوك حديثه بعبارات المجد والخلود لشهداء الثورة وعاجل الشفاء للجرحى والعودة للمفقودين،  ووجه إليهم الشكر لأنهم هم من جعلوا هذا ممكناً  وخلق مناخ الحرية وحيا كذلك قيادات العمل التنفيذي  والسياسي لوقفتهم ضد الأنظمة الشمولية.

المسار الصحيح

قال رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك إن سلام جوبا وضع البلاد في المسار الصحيح ومهد للانتقال من الشمولية إلى الديمقراطية ومن حالة التشظي والاحتراب والمشكلات الإثنية والجهوية إلى سلام مستدام، ومن ضنك العيش إلى الرفاه والعيش الكريم، مشيرًا إلى أن القرارات الأخيرة قصد بها ذلك، وقال خلال تدشين حصاد محصول القمح  للموسم 2020-2021م  بمحلية المعيلق:  نطمح أن يحقق سلام جوبا القضايا الصعبة، ولفت إلى أن الحكومة الانتقالية توافقت على برنامج أولويات خمس متمثلة في معالجة قضايا الإنتاج والإنتاجية وسلام جوبا، وقال نطمح لتحقيق ما تبقى من سلام وإصلاح الأجهزه الأمنية والعلاقات الخارجية السوية وقضايا الانتقال الصعب لإكمال هياكل السلطة  والانتخابات لترك الخيار للشعب لاختيار من يريد أن يحكمه ووعد بتخصيص مقاعد للثوار بالمجلس التشريعي. وأكد أن نظرتهم للسلام نظرة شاملة لم نخص بها مسارا موحداً، وأضاف نحن  نتحدث  كثيراً عن استحقاقات السلام، وهناك مناطق دارفور والنيل الأزرق والشرق تدمرت بفعل الحرب وضرورة أن يغطي صندوق السلام كل المناطق، وكان الاقتصاد اقتصاد حرب تأثر به المواطن من حلفا إلى الجنينة.

وأقر بمواجهة الفترة الانتقالية انتقالاً صعباً ومعقداً جداً لكن قادرون عليه بالتكاتف، وأضاف أن أكبر التحديات نسعى من خلالها تحوّل المواطن من ضنك العيش إلى الرفاه والعيش الكريم، وأكد اختلاف الرؤى إلا أنه نادى بالتوحد من أجل الوطن، وأشار إلى توافق الحكومة الانتقالية الثانية على خمس أولويات أولها الوضع الاقتصادي على رأسها الإنتاج والإنتاجية وقلبها مشروع الجزيرة ثم تحقيق سلام جوبا، وزاد: نطمح لتحقيق ما تبقى من سلام، إصلاح الأجهزة الأمنية، وإكمال هياكل السلطة الانتقالية والانتخابات، وعلاقات خارجية سوية.

وقال خلال أيام نستقبل الذكرى الثانية لثورة ديسمبر ونحن نمر بانتقال صعب ومعقد، وأضاف نحن قادرون عليها وأنجزنا أكبر نجاحاتنا عندما، نجتمع وقال: ما عندنا مشكلة نختلف من أجل الوطن ونعالج خلافاتنا من أجله، وهذا هو المناخ الذي خلفته الثورة.

وقطع بأن تطوير مشروع الجزيرة يحتاج إلى تكاتف الدولة وربط قطاع الإنتاج بالصناعة، وأكد أن الطموح رد المشروع لسيرته الأولى، وإنما أفضل مما كان، وشدد على أهمية البحث العلمي الذي توقف لمدة 30-25 سنة الماضية، وقال يظل أهم شيء في تقدم الشعوب، وأكد وضع خطط واستراتيجيات تضمن تطوير المشروع وقطع بأن المشروع هو الذي يخرج البلاد  من الأزمات، وأعلن حمدوك عن السعر التركيزي لجوال القمح  بواقع 13.500 جنيه للجوال، ووصف السعر بالمحفز والمشجع للمزارعين للاستمرار في الإنتاج، وأكد على ضرورة تأهيل البنى التحتية، مؤكدًا أن طريق المعيلق – أبو عشر يظل أولوية وأردف “المشروع لن يرجع إلى ما كان عليه إذا لم نعد البنى التحتية وتبقى “عضم ضهر”، وأشار لربط تأهيل المشروع باستراتيجية تعمير كل الاقتصاد السوداني، لافتاً إلى أفضلية السودان في قطاع القطن.

وقال نلتقي اليوم في رحاب المشروع العظيم المارد، واعتبر أن تحديث المشروع يحتاج إلى تكاتف الدولة ووضع المشروع أولوية في الموارد المتاحة وزاد: لا نريد عسل الكلام لأهلنا في الجزيرة ونسعى أن يخرج المشروع البلاد من الأزمات.

وتعهد بتحقيق مطالب أهالي المعيلق المتمثلة في طريق أبوعشر وإعادة رصف الطرق والسكة حديد وأن المشروع تأثيره أقوى عند ربطه باستراتيجية إعمار الاقتصاد.

تنوع المحاصيل

وفي منطقة التكينة أشاد حمدوك بما شاهده في زيارته الميدانية برفقة وزراء القطاع الاقتصادي وزير المالية والزراعة والري والاستثمار والثروة الحيوانية والتجارة  بالمنطقة وتنوع المحاصيل الزراعية بالعروة الشتوية والصيفية، وأمن على ضرورة الاهتمام بالصناعات التحويلية.

من ناحيتهم أكد عدد من المزارعين ضروره الاهتمام بالصناعات التحويلية وإضفاء القيمة المضافة للمحاصيل لتحقيق الفوائد المرجوة.

مطالب بالصناعة التحويلية

أحد المزارعين بالمشروع ــ قسم التكينة، وجه حديثه مباشرة لرئيس مجلس الوزراء بأن الإنتاجية عالية لمحاصيل القمح والقطن في العروة الصيفية والشتوية وطالب بالصناعات التحويلية بدلا عن تصدير القطن خاماً.

وكانت رد الفعل لحمدوك عقب سماعه شكوى المزارع أن قام بتوجيه الوزراء المختصين للمتابعة والاهتمام بالأمر،  وتجدر الإشارة إلى أن الحصاد تم آلياً دون فاقد في القمح بآلات زراعية مستوردة حديثاً لمساحات قمح تفوق الـ 600 الف فدان.

ومن ناحيته أشاد وزير الزراعة الاتحادي بجهود المزارعين في المشروع وجهدهم لإنجاح محاصيل العروة الشتوية.

الرد بالإنتاج

وفي السياق نفسه أكد والي ولاية الجزيرة د. عبد الله إدريس الكنين أن النظام البائد تراضى على أن مشروع الجزيره غير ذي جدوى اقتصادية، مبيناً أن الرد أتى عبر المزارعين بزيادة حجم الإنتاج للعروتين الشتوية والصيفية مما يؤكد أن المشروع سيعود للريادة.

وأبان أن هناك اختلافات ورؤى حول المشروع، ولكن تظل الإدارة القوية هي الفيصل لإعادة المشروع  سيرته الأولى.

ولفت إلى عدم الالتزام بالدورة الزراعية وتدهور الأرض والتي عدها خسارة كبيرة وطالب الحكومة الاتحادية للوقوف معهم فيما يخص تدهور البنية التحتية بالمشروع.

تطوير التقانات

وطالب محافظ مشروع الجزيرة والمناقل د. عمر مرزوق بتطوير محاصيل الفول السوداني والصويا والقطن والاتجاه لاستخدام التقانة والميكنة والاهتمام بالبستنة وتأهيل شبكة الري وتطبيق لائحة المحددات الفنية والدورة الزراعية ومحاربة المسكيت وإنشاء حقول تجريبية وإنشاء بنك مشروع الجزيرة ومجمعات تحسين النسل وإدخال تقانة الري الحقلي ونظافة الغيط وتأهيل شبكات الري، ووعد بتقديم خطة استراتيجية لعمل المشروع قريباً، إضافة إلى تسليم قانون مشروع الجزيرة 2020 – 2021م ، وطالب المزارعين بتطبيق المحددات الفنية لتسهيل تطبيق عمليات التقانة الحديثة.

من جانبه دعا رئيس اللجنة التسييرية للمزارعين بالجزيرة والمناقل د. جاد كريم حمد السيد للنهوض بالمشروع وأثنى على سعر التركيز الجديد المعلن للقمح مشيراً لأهمية الصناعات التحويلية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى