من (رجل الفولة إلى بلاد العم سام) .. تماضر شيخ الدين سفيرة الفن السوداني

 

الخرطوم: مجاهد نصار

استطاعت أن تسلك طريقاً مُختلفاً لم يرتده غيرها، فنسجت بأحرف زاهيات سيرتها ومسيرتها في ذاكرة المبدعين السودانيين الذين وثقوا لتجربة إنسانية عانت النسيان، لكن بفضل مُثابرتها استطاعت أن تُقدِّمها للعالم، تماضر شيخ الدين مبدعة سودانية تمثل سفارة تعكس حضارة وتراث هذا الوطن الجميل.

شهدت منطقة (رجل الفولة) بكردفان ميلاد تماضر شيخ الدين، ونشأت وترعرعت هناك قبل أن تنتقل إلى قضارف الخير، نظراً لعمل والدها المستمر الذي جاب العديد من المدن السودانية شأنه شأن المعلمين في ذلك الزمان الجميل.

تخرجت في المعهد العالي للموسيقى والمسرح كما كان يعرف في ذلك الوقت (كلية الموسيقى والدراما جامعة السودان)، وتخصصت في التمثيل والإخراج، وأسهمت بعد تخرجها في إثراء الساحة الفنية بالعديد من الأعمال الجميلة الخالدة، حيث قدمت مسرحية وادي أم سدر من تأليف محمد خولي مصطفى وإخراج حسبو محمد عبد الله، كما شاركت في مسرحية بيت بت المنا بت مساعد التي حظيت باهتمام ومتابعة كبيرة من قبل المهتمين بالمسرح، وأثارت اهتمام المجتمع لتناولها الكثير من القضايا المرتبطة بحياة الناس، فشكلت إضافة نوعية للمسرح السوداني، وقد برع المؤلف يوسف خليل في حبكتها وتجلى الراحل عماد الدين إبراهيم في وضع الرؤى الإخراجية التي قدمتها بكل هذا الجمال.

ولأن الروح المبدعة التي تسكنها لا تعرف السكون، حرصت تماضر شيخ الدين على وضع بصمتها كمخرجة مسرح من خلال العمل المسرحي البديع كلام في الممنوع، من تأليف مصطفى أحمد الخليفة.

اغتراب

لم تكتف تماضر شيخ الدين بإسهاماتها على المستوى المحلي، بل حرصت على نقل الفن السوداني للعالمية بعد أن هاجرت للولايات المتحدة الأمريكية وأسهمت في تعريف المجتمعات الغربية بالتراث والفلكلور السوداني، متنقلة بين العواصم الأوروبية وأمريكا سفيرة للإبداع السوداني، ونجحت في أن تلفت الانتباه نحو السودان كبلد يزخر بالفنون بدلاً من الصورة المشوهة التي ارتبطت به عند الأوروبيين في فترة التسعينات.

ومن أشهر العروض التي قدمتها تماضر شيخ الدين (رقصة العروس) على مسرح كلية بروكلين بنيويورك، وسلسلة من العروض على مسرح كيندي.

وشاركت تماضر في عدة مهرجانات عربية، أبرزها مهرجان أيام الشارقة المسرحية في مارس 2021م.

كانت حاضرة وسفيرة للفن السوداني في العديد من المحافل على الصعيدين العربي والعالمي، وما زال جمهور المسرح يذكرها بالروائع التي رسخت في وجدان محبي ومتابعي هذا الفن الراقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى