سراج الدين مصطفى يكتب.. على طريقة الرسم بالكلمات

لقاء البرهان والتمكين:

أُثمّن عالياً اللقاء الذي تم بين البرهان ولجنة تفكيك التمكين، فهو لقاء يحمل مؤشرات جيدة، لأنه يمثل دعماً وسنداً قوياً لهذه اللجنة التي عانت في الفترة السابقة من هجوم كاسح عليها بغرض تفكيكها ومحوها من الوجود، لأنها بدأت تدخل إلى اللحم الحي، ومثل هذا اللقاء يشير إلى أن المكون العسكري قد ضرب الفلول في مقتل وهدد مصالحهم وكشف فسادهم، ومن المهم جداً في هذا التوقيت أن يتلاحم المكون العسكري والمدني ضد بقايا النظام السابق الذين يسعون للعودة للسلطة بأي طريقة.

تصريحات مناع:

ذلك اللقاء الذي أشرت إليه أزال الخلاف وأزاح غيوم الخلاف ما بين اللجنة والبرهان، وهنا أعني تحديداً الدكتور صلاح مناع.. فهو رغم مجهوده الكبير وسعيه الدؤوب ولكنه أحياناً يطلق تصريحات سالبة تفتقر للكياسة وفيها الكثير من الهياج وذلك ما خصم من رصيده وجلب له العداءات، لذلك من الأوجب والأفضل أن يعمل في صمت ويترك المناوشات الجانبية، لأن اللجنة تنتظرها الكثير من التحديات والملفات التي تنتظر أن يتم فتحها لمواصلة كشف الفساد الكبير طيلة العهد السابق.

محاكمة علي عثمان:

في تصريح واضح لا لبس فيه، صرح من قبل علي عثمان محمد طه النائب السابق للمخلوع عمر البشير، قال فيه إنهم أعدموا 28 ضابطاً في ليلة واحدة، هذا التصريح بتقديري كافٍ جداً لإدانته من باب أن الاعتراف سيد الأدلة، الرجل اعترف في تصريح موثق لا يقبل الإنكار، ويبقى السؤال: هنا لماذا لم تتم حتى الآن محاكمته على تلك الجريمة واضحة المعالم، ليس هو وحده وإنما من شاركوا معه في تلك الجريمة التي هزت ضمير الشعب السوداني، ولكن القتلة فعلوها ولم يرمش لهم جفن أو ضمير، لذلك لا نرى داعياً للتأخير في مثل هذه المحاكمات التي تفش قليلاً من غليل الشعب السوداني.

اللواء عمر عبد الماجد:

استوقفني تصريح الدكتور عمر عبد الماجد حول فصل كل شرطي يقول لمواطن (دي المدنية الدايرنها)، وهو تصريح ينم عن ذهنية جديدة وخلاقة، لأن ذلك التعبير يكرس لمفاهيم جديدة حول علاقة الشرطة بالمواطن ويقودها لمنطقة العداء ويدعو للفوضى في أبهى صورها، وذلك التصريح المهم من سعادة اللواء عمر عبد الماجد يؤكد ما ظللنا نكرره في هذه المساحة حول التغيير الكبير في المفاهيم الشرطية وتقدمها للأمام وانحيازها للمواطن وتحقيقاً لشعار (الشرطة في خدمة الشعب)، وذلك يؤكد بأنها عائدة لمكانتها الأولى بفعل التحول الكبير في مفاهيم قادتها وبداية نهاية العقلية القمعية القديمة.

السني يتوكأ على هدى عربي:

كتبت كثيراً عن محبتي للفنان العظيم عثمان حسين.. وتجدني احترمته أكثر حينما اعتزل الغناء بعد أن شعر بأن صوته لم يعد بذات الطلاوة القديمة.. حتى لا يخسر تاريخه الجمالي ورصيده عند الشعب السوداني.. ومثل عثمان حسين أحترامه لذاته هو تجربة مجانية وعبرة لمن يريد أن يعتبر.. أقول ذلك وفي ذهني الفنان (مجازاً) مصطفى السني الذي ولج مجال الغناء كمقلد لعبد العزيز محمد داؤد.. لكنه أبداً لم يستخر ولم يستشر.. لأنه اختار الصوت الأروع والأنقى والأصفى، بينما صوت مصطفى السني يحتاج (لمصفى) و(غربال ناعم) حتى يخرج (الغبار الناعم) الذي يعتلي حنجرته.

مصطفى السني لا يريد أن يقتنع بأنه حالياً لا يصلح لمهنة الغناء.. والدليل أنه (توكأ) على صوت الفنانة هدى عربي في الفيديو كليب الذي ظهر من قبل.. وصديقنا مجدداً لم يكن موفقاً في اختيار من يشاركه.. لأن هدى عربي بجمالية صوتها وروحها الوثابة والمرحة في الغناء مسحت به الأرض وأظهرت كافة عيوب صوته..

أتمنى من كل قلبي أن يتحول مصطفى السني لعازف عود بدلاً من الغناء الذي يفتقد أبسط أدواته.. فهو عازف عود بارع و(عندو بدل سمحة)!!

العطبراوي:

الفنان حسن خليفة العطبراوي، ظلت أغانيه خالدة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل فحتى أطفال اليوم يرددون.. يا وطني العزيز.. أنا سوداني أنا.. لن يفلح المستعمرون.. مرحبتين بلدنا حبابا.. ويكفي أن أغنية يا غريب يلا لي بلدك، ظلت شعاراً للاستقلال.. قاد النضال في مدينة عطبرة ضد المستعمر وشارك في ثورة النقابات وغنى يا غريب يلا لي بلدك أمام المفتش الإنجليزي بالدامر، فكانت سبباً وراء محاكمته والحكم عليه بالسجن لسنوات.

رسائل:

أغنية رسائل التي اشتهرت بمقطعها الأول “حبيبي أكتب لي” نظمها الشاعر عبيد عبد الرحمن يناجي فيها صديقه ورفيق دربه الشاعر سيد عبد العزيز، الذي لا يعرف الكثيرون أنه كان مؤلفاً مسرحياً بارعاً مثلما شارك في نظم أغنية ما يسمى “حقيبة الفن” والانتقال بها إلى مرحلة هيمنة الآلات الموسيقية علي الأداء الغنائي السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى