شاكر رابح يكتب.. “كوتة” النساء في الوزارة الجديدة

المرأة في المجتمع السوداني لها دورها الطليعي المشهود منذ أقدم العصور، وقد تولت المرأة الحكم في دولة “كوش”، وقد ظهرت في العهد المروي الملكة “كور” أو “كدكي”، وتعني باللغة الهيروغليفية القديمة (العظمة)، وكدكي تعني الكنداكة، والكنداكة لفظ الملكات في إمبراطورية كوش، وظهرت أيضاً الملكة أماني ريتسي وأماني شنكدختو، وهناك ملكات حكمن في التاريخ القديم ولفترات طويلة، وقد شهد عهدهن استقراراً أمنياً وسياسياً، وهذا يعني أنهن يملكن مقدرات تؤهلهن للقيادة، وأن تتولى المرأة الحكم في ذلك الوقت من التاريخ لا يتأتى إلا لأن المجتمع يحترم النساء ويقدسهن.

وقد بدأ الحراك الفعلي لانتزاع حق المرأة في القرن الثامن عشر، وذلك قبل حصولهن على حق الانتخاب إبان الثورة الفرنسية، وقد ضحى كثير من الرجال الذين نادوا بحقوق المرأة، وقد تم إعدام جويس المدافع العصري الأول الذي دخل في صراع من أجل حق النساء في الانتخاب والذي مكّن النساء في الولايات المتحدة الأمريكية من نيل حقهن في الانتخاب عام 1776، وقد سلب هذا الحق في وقت لاحق.

في وقتنا الحاضر، منح دستور 2005 الحق للنساء في نيل 10% من المقاعد الدستورية والنيابية، وقد زادت نسبة المرأة بعد ثورة ديسمبر المجيدة لتصل إلى ما نسبته 40%، وقد اعترفت بذلك الحق الوساطة الإفريقية التي كانت فاعلة إبان التغيير، وتلاها اعتراف دستوري بتضمين هذه النسبة في الوثيقة الدستورية.

ومن الظلم ألا تمثل المرأة تمثيلاً كاملاً وعادلاً في الحكومة الثانية للفترة الانتقالية، مخالفين بذلك نصًا دستورياً كفل لهن هذا الحق.

ونحن في ظل حكومة الثورة التي نادت بالحرية والسلام والعدالة كشعار لها، بالضرورة إنصاف المرأة سياسيًا واقتصادياً واجتماعياً باعتبارها شاركت مشاركة فاعلة في التغيير على الرغم من التنكيل والاعتقال والعنف الذي واجهته إبان الحراك الثوري، وقد أبعدت المراة إبان تفاوض قوى إعلان الحرية والتغيير مع المجلس العسكري لتحقيق الانتقال من المجلس العسكري إلى الحكومة المدنية الأولى.

وقد عبرت الكثير من الناشطات عن سخطهن وعدم رضائهن عن تجاوز المرأة وضعف مشاركتها في الحكومة الأخيرة.

أعتقد أنه آن الأوان لإشراك المرأة في صنع القرار على أعلى المستويات التنفيذية والسياسية، وفي تقديري مشاركة المرأة في الجهاز التنفيذي وفي كافة مؤسسات الحكم اختبار حقيقي لجدية المكونات السياسية المشاركة في السلطة الانتقالية.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى