عبد الله مسار يكتب: الحرب على أوكرانيا (2)

8مارس2022م
قلنا في مقالنا الحرب على أوكرانيا (1)، إنّ روسيا هي الدولة الثانية في العالم من حيث الجيش بعد أمريكا، ويليها الصين، وإنّ روسيا تمتلك سلاحاً نووياً ولديها عُضوية دائمة في مجلس الأمن، وتمتلك حق الفيتو،
وهنا نشير أن لروسيا أهدافاً ترغب في تحقيقها:
1/ المحافظة على الأمن القومي الروسي وعدم جعل الناتو على تخوم موسكو
2/ الانفتاح على الموانئ والبحار والمُحيطات لأن روسيا مغلقة بحرياً
3/ خلق حلف جديد يضاهي حلف الناتو ويحل محل حلف وارسو الذي ضاع وذهب بتآمر من أمريكا والناتو والغرب الأوروبي
4/ إعادة سيطرة روسيا على آسيا بمشاركة صينية وهندية
5/ تشجيع الصين للسيطرة على تايوان وإخراج الغرب منها وإعادتها إلى حضن الصين عملياً
6/ تشجيع اليابان للتحوُّل إلى المعسكر الروسي بدل الغربي
7/ السيطرة على سوق الغاز والقمح ومسك أوروبا من اليد التي تُوجعها وخاصةً في الغاز
8/ إحياء وتقوية دول آسيا جميعاً بما في ذلك النمور الآسيوية وإقامة طريق الحريري للتجارة العالمية
9/ الانفتاح على أفريقيا والعالم العربي وإخراجهم من الخوف الذي يُهيمن عليهم من أمريكا والغرب الأوروبي
10/ المُحافظة على جزيرة القرم وبحر البلطيق حتى يضمن الأمن المائي والممرات البحرية الآمنة لأنه يفتقر إلى الموانئ، حيث لديه ميناءان أحدهما دافئ وليس عميقاً، والآخر عميق ولكن يتجمّد لأربعة اشهر في العالم
11/ تؤمن استقلال الدولتين اللتين استقلتا من أوكرانيا
12/ تعيد دولاً خرجت من رحم الاتحاد السوفيتي القديم مثل لتوانيا وجورجيا
على العموم هذه الحرب دخلتها روسيا مُضطرة إليها، لأن أمريكا والناتو استفزّا بوتين شديداً بسعيهما لضم أوكرانيا لحلف الناتو ولو على سبيل المناورة.
إذن، بوتين أقدم على هذه الحرب بدراسة دقيقة، لأنه يعلم أن أمريكا وحلفاءها لن يدخلوا معه في حرب مباشرة، ولن يحركوا ولا جندياً لصالح الحرب مع أوكرانيا، ولن تتم إدانة له في مجلس الأمن للفيتو الذي تتمتّع به روسيا والصين، وحتى العقوبات لن تجتمع عليها دول الناتو، ولن تُوافق عليها ألمانيا وتركيا.
إذن في كل هذه الحرب الخسران الأوحد هو أوكرانيا، خاصةً وأن شعبها مُقسّم بين مؤيد لروسيا ومخالف لها.
أما أفريقيا فهي تتململ وخاصة أفريقيا الفرانكفونية التي بدأت تتحسّس أقدامها.
العالم العربي هو تابعٌ ولا يقرأ حركة التاريخ ولكن قطعاً ستهب رياحٌ جديدةٌ في المنطقة العربية.
العالم موعودٌ بتغيير كبير، خاصة وأن الشعوب في أوروبا وأمريكا في حالة ضعف اجتماعي كبير، الصراع المجتمعي والاجتماعي والطبقي في أمريكا كبيرٌ، سوف يؤثر على أمريكا في السنوات العشر القادمة.
نقرأ موقف ومآلات الحرب على أوكرانيا وعلى العالم في المقال الثالث.
تحياتي،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى