عضو تجمّع المهنيين إسماعيل تاج لـ(الصيحة): أي حكومة لا تُخاطب قضايا المواطن ستُواجِه معارضة قاسية  

جماعة حمدوك فرضوا عُزلة عليه ومكتبه هو (أس) المشكلات

على الحكومة الجديدة أن تعقد أول اجتماعاتها في الجنينة

السلام إذا لم يشعُر به المواطن سيظل حبراً على ورق

لا نُريد لرئيس الوزراء أن يقفل بابه أمام الشعب السوداني

حوار ــ عوضية سليمان

يرى عضو تجمع المهنيين إسماعيل التاج، أنه في حال عدم مخاطبة الحكومة إشكاليات المواطن من قضايا اقتصادية وأمنية وخدمية لن يكتب لها النجاج، وسوف تُواجَه بمعارضة قاسية من الشارع أولاً. وطالب الحكومة في ذات الوقت بمراقبة ضبط الأسعار بصرامة ووقف المضاربة بالعملة الصعبة خاصة الدولار الأمريكي وأن تعمل على أيلولة كل الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي تعمل خارج إطار الحكومة ووزارة المالية بإعادتها إلى ولاية وزارة المالية فوراً ودون تردد. ودعا الحكومة الجديدة إلى عقد اجتماعها الأول في الجنية باعتبار أن الحكومة ليست حكومة المركز، وأن مشكلة الجنينة تختلف عن بقية الولايات لخصوصيتها، وقال: إذا أرادت الحكومة فرض هيبتها أن تبدأ من مدينة الجنينة. وقال: (لا نريد وزراء يقفلون أبواب مكاتبهم, بأن لا تكون القضية مناصب).

(الصيحة)، طرحت جملة من الأسئلة على عضو تجمع المهنيين وهو خارج الخرطوم بمدينة الجنينة، ورغم ظروفه الضاغطة، إلا أنه استجاب للأسئلة التي طُرحت عليه فبماذا أجاب..

*ما رأيك في ما تم من تشكيل حكومي وزاري جديد؟

باختصار شديد، أن أي حكومة لا تخاطب الإشكالات الحالية منها الاقتصادية والأمنية والخدمية، لن يكتب لها النجاح، وسوف تجد معارضة قاسية جداً من الشعب السوداني وتحديداً الشارع، لذلك ينبغي ترتيب الأولويات للحكومة وفوق ذلك اتخاذ قرارات شجاعة قرارات حقيقية تستطيع أن تثبت من خلالها أنها حكومة وحكومة تليق بها والتضحيات التي قدمها الشعب السوداني.

*ماذا أنت قاصد بالمخاطبة؟

إيجاد معالجات عاجلة واتخاذ قرارات من أجل الإصلاح لتخفيف أعباء معيشة المواطن ومراقبة الأسعار والأسواق بطريقة صارمة جداً تحديد الأسعار لتكون في متناول الجميع ووقف المضاربة في العملة الصعبة وخاصة الدولار الأمريكي وأن تعمل على أيلولة كل الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي تعمل خارج إطار الحكومة ووزارة المالية بأن تتم إعادتها إلى وزارة المالية فورًا وبدون تردد.

*لماذا لم تفعل الحكومة السابقة ذلك ولماذا لم توجهوا لها هذا النصح وتم توجيهه الآن؟

على الحكومة الحالية الدراسة والاستفادة من أخطاء الماضي وعليها أن تضع أعينها على حق المواطن والشعب السوداني وما ذكرته الآن هو الأهم في المرحلة القادمة وهي قضايا ملحة وكما ذكرت الرقابة الصارمة ووضع التشريعات الصارمة وتنسيقها بأن تكون لها الآلية التي تنفذ بها تلك السياسات وفوق ذلك الوضع الأمني عليها أن تضع حلول مع اتخاذ قرار للوضع الأمني في كل مدن السودان وأنا اتحدث معك الآن من مدينة الجنينة ولاية غرب دارفور، ودعوت بالأمس الحكومة الجديدة إلى عقد اجتماعها الأول بمدينة الجنينة، لأن ذلك سوف يعطي رسالة قوية بأن الحكومة هي ليست حكومة الخرطوم، وإنما هي حكومة للشعب السوداني، ويمكن أن تنعقد في أي مكان وسوف تكون هنالك مدلولات اقتصادية وأمنية لعقد هذه الاجتماعات في مثل هذه المناطق، خاصة ونحن الآن في الجنينة وقفنا على الكثير من الإشكالات وعلى الحكومة أن تفرض هيبتها وأول مظاهر هذه الهيبة أن تكون هي نفسها قادرة على أن تصل إلى الجنينة لأن المستقبل  يهمنا.

*إذن هيبة الحكومة تبدأ من الجنينة؟

أيوه.. وعدم التواصل مع الشعب السوداني كان من أخطاء الحكومة السابقة على رأسها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والعزلة التي عاشتها مع الشعب السوداني وعدم الشفافية الآن على هذه الحكومة أن تكون شفافة مع الشعب السوداني وأن تكون على مقربة وتواصل دائم.

*لكن الشرارة مشتعلة في معظم ولايات السودان لماذا اخترت الاجتماع في الجنينة؟

مشكلة الجنينة تختلف لاعتبارات كثيرة جداً ولها خصوصيتها، ووجود الحكومة في الجنينة سوف يساعد على السيطرة على بقية الإشكاليات.

*البعض يرى أن من أتت بهم الحكومة محاصصة وليس كفاءات ومن كانوا في الحكم أفضل منهم؟

ضحك.. كل إنسان له تصوراته ومن ميزات هذه الثورة قدرة أي إنسان على الإدلاء برأيه حتى في الحكومة ومجلس السيادة وهذه محمدة، وفي مسألة عدم قدرة الوجوه الجديدة على المضي قدماً لإنجاز نجاح حقيقي مربوط بما سوف يقومون به من أعمال كما ذكرتها لكِ، وهي الوضع المعيشي والخدمي والأمني لنرى ما هو برنامج الحكومة، ولكن عليها أن تفعل ذلك بكل شفافية وتواصل، ولا نريد وزراء يقفلون الأبواب على مكاتبهم ولا نريد لرئيس الوزراء أن يقفل بابه أمام الشعب السوداني، وأن يتواصل معه، وأن يكسر العزلة التي فُرضت عليه، وأعتقد أن مكتب حمدوك هو (أس) المشاكل، وأيضاً أن هذه الحكومة لن تنجح ما لم يتم وضع إجراءات لمكتب حمدوك ودوره، ولا يمكن لمستشاري حول حمدوك أن يتحدثوا وينفذوا قرارات من صميم عمل الوزراء والجهاز التنفيذي هذا غير مقبول  وغير مسبوق في تاريخ حكم السودان، وإذا لم يتم التخلص من هذا المكتب أو وضع إجراءات تحد من النفوذ الذي يتمتع به مكتب حمدوك لن تنحج هذه الحكومة.

*هنالك وزارات لم يتم حسمها بما فيها التربية والتعليم؟

ليس لدي معلومات كما ذكرت لكِ، الآن أنا بعيد من العاصمة ولكن ليست العبرة في إبعاد هذا أو إدراج ذلك، العبرة في ماذا سوف تفعل هذه الوزارة والعبرة انعكاس عملها على أرض الواقع.

*أسباب بقاء وزراء في مقاعدهم؟

هذا ربما يعزى إلى ان أداءهم كان مقبولاً في الفترة الماضية وأن لديهم قدرات على بعض الإنجازات، أعتقد أنه ربما يكون هو السبب.

*هل اطلعت على الأسماء التي وردت إلى مكتب حمدوك قبل الاختيار؟

شخصياً لم أطلع عليها، وكنت مشغولاً بقضية الجنينة.

*مارأيك في ما تم من اختيارات؟

على كل الأسماء.

*نعم؟

لا، ليس لدي أي تحفظ، وهذا من مهام رئيس الوزراء، وهذه خياراته، وعليه أن يختار، ولكن نحتاج إلى حكومة ديناميكية، حكومة تعبر عن الثورة والشارع وعن المشاكل.

*وهنالك مسار خرج من تشكيل الحكومة الجديدة ألا يؤثر ذلك على سلام جوبا؟

السلام ما لم يشعر به الإنسان على أرض الواقع لا معنى له ولا قيمة، ومهما كانت الالتزامات وأنا في الجنينة وألمس عدم السلام على أرض الواقع سوف يظل حبراً على ورق، على كل الجهات بما فيها الحكومة وأطراف العملية السلمية أن يعملوا على تحقيق السلام على أرض الواقع وليس من خلال مناصب وزارية، وهذا هو السلام الذي نعرفه سلام مجتمعي، سلام يساعد على الاستقرار والمواطن يعيش في أمن وأمان يساعد في العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم ويساعد بعد ذلك في عملية التنمية، بالتالي هذا هو السلام الذي أعرفه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى