في زمنها الجميل وقبل أكوام الأوساخ وأرتال الذباب

 مسابقة ملكة جمال الخرطوم.. حكايات من الزمن الجميل!!

يحكيها: سراج الدين مصطفى

مما لا شك فيه أن مدينة الخرطوم كانت من أرقى مدن العالم من حيث النظافة والرشاقة والجمال، كانت قبلة للجميع.. حيث كانت توجد بها أكبر البنوك العالمية والشركات الكبرى التي تجلب أرقى الماركات لكل الأصناف، وذلك ما جعل الشيخ زايد يطلب من السوداني كمال حمزة بأن يجعل من مدينة دبي مثل الخرطوم في نظافتها وتخطيط شوارعها وهندامها العام، ولعل من أبرز النشاطات المجتمعية في تلك الأيام الجميلة (مسابقة ملكة جمال الخرطوم) التي كانت تقام سنوياً.. وفي هذه المساحة نستعرض وقائع واحدة منها.

(2)

هذه وقائع مسابقة ملكة جمال الخرطوم، حيث نشرتها الصحف السودانية.. كان ذلك أيام زمان في (خرطوم) ما قبل أكوام الأوساخ. ففي مساء 14 مارس 1954م أجرِيت بفندق (سانت جيمس) مسابقة ملكة جمال الخرطوم. حيث احتشد عدد كبير من العائلات الأجنبية من مختلف الجنسيات في صالة الفندق. وكانت لجنة انتخاب الملكة برئاسة الدكتور (ع.م) رئيس مجلس بلدية الخرطوم (معتمد)، وعضوية عدد من رؤساء الجاليات الأجنبية، وقد تبارت الفتيات المشاركات في مسابقة ملكة الجمال في حلبة الرقص. وبعد التصويت تم اختيار (مس كتانيو) ملكة جمال الخرطوم لعام 1954م. وهي طليانية (إيطالية). في نهاية الحفل تسلّمت الملكة الجديدة الكأس والوشاح من ملكة جمال الخرطوم لعام 1953م. ونشرت ذلك صحيفة (السودان الجديد) الصادرة بتاريخ 15 مارس 1954م.

(3)

في 31 مارس 1958م سهرت (سانت جيمس) حتى الساعات الأولى من الفجر. وامتلأت الصالة بجمهور من خمسمائة شخص، حيث يقول الموثق هيثم عز الدين (جاءوا لحضور مسابقة اختيار الملكة الجديدة على عرش الجمال بالخرطوم. وانطلقت الموسيقى تعزف شتى الألحان، واشتعل الرقص والموسيقى حتى الواحدة صباحاً. ثم كانت دعوة المتسابقات للرقص فتهادين خجلات مضطربات. وسطعت وسطهن قمر أحالت مَن حولها إلى نجوم. بعد رقص المتسابقات وقفن وحيدات. كانت هناك (مصطبة) متدرِّجة حيث قامت كل واحدة منهن باستعراض منفرد.

(4)

عندما ظهرت (القمر) كانت تحمل رقم (13). ودوّى المكان بالتصفيق. وعُرِفت النتيجة. كانت ملكة جمال الخرطوم هي (مس هرنجتون)، وهي إنجليزية، ونالت (255) صوتاً. والثانية هي الآنسة (إليان ماقيت)، وهي بنت مدرِّس لغة انجليزية في (المعهد الفني) أي جامعة السودان، ونالت (75) صوتاً. وكانت الثالثة الآنسة (مارجريت أول)، وهي إنجليزية أيضاً نالت (70) صوتاً. وهكذا تربّعت على عرش جمال النيل فتاة من (التايمز).

(5)

شارك عدد قليل من السودانيين في ليلة اختيار ملكة جمال الخرطوم. ولم يشترك في الرقص سوى (4) سودانيين. وأجرى لقاء صحفى مع الآنسة (هرنجتون) ملكة جمال الخرطوم، حيث جاءت الأسئلة والإجابات على النحو التالى:

٭ هل أنت مخطوبة؟

– مس هرنجتون: كلا.

٭ هل تفكرين في الزواج؟

– مس هرنجتون: كلا.

٭ لماذا؟

– مس هرنجتون: لماذا أفكر به؟ (أي لماذا أفكر في الزواج).

(6)

نشرت ذلك صحيفة «الرأي العام» الصادرة بتاريخ 1/ أبريل 1958م. ومما يجدر ذكره أن ملكة جمال الخرطوم حينئذ كان عمرها (17) عاماً. حيث ولدت عام 1941م حسب إفادة أمها. لذلك لم تكن ملكة الجمال تفكر في الزواج بسبب أعوامها السبعة عشرة. وكان ذلك سبب سؤالها ولماذا أفكر فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى