النميري عبدالكريم يكتب.. لماذا لا يحتفظ السودان بمقر الأمانة العامة للأحزاب السياسية الأفريقية؟

مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية هو منظمة مجتمع مدني أفريقية ومملوكة للأحزاب السياسية الأفريقية وتتمتع بالصفة الدبلوماسية، تأسست لأكثر من أربعين حزباً سياسياً أفريقياً في الخرطوم في العام 2013م، آخذةً في الاعتبار حاجة أفريقيا لحشد إمكانياتها الاقتصادية, الاجتماعية  والثقافية لمواجهة التحديات الماثلة، حيث تمت إجازة النظام الأساسي وانتخاب اللجنة التنفيذية واللجنة الدائمة والأمانة العامة، وهناك ( 5 ) نواب يمثلون أقاليم القارة الأفريقية .

أهداف المجلس التي توافقت أحزاب القارة المؤسسة للمجلس عليها  هي العمل كآلية للتعاون والتنسيق، تعزيز الوحدة والتفاهم بين الدول والشعوب, تعزيز الثقة وقيم التضامن, تطوير المبادرات وتبادل التجارب والأفكار، نشر ثقافة السلام والاندماج السياسي والاجتماعي وقبول الآخر، بحث وتحليل القضايا الآنية والمستقبلية في المجالات السياسية، الاقتصادية, الاجتماعية والإعلامية بالقارة الأفريقية.  أهم هدف هو الترويج للديمقراطية والحكم الرشيد وترسيخهما .

السودان هو صاحب الفكرة والدولة المؤسسة ومقر الأمانة العامةالأمين العام هو المسؤول التنفيذي عن أعمال الأمانة العامة, ويتم انتخابه من دولة المقر عبر الجمعية العمومية لمجلس الأحزاب السياسية الأفريقية.  رئيس مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية للدورة الحالية من نيجيريا.

أجمعت الأحزاب الأفريقية المؤسسة على اعتماد الخرطوم مقراً للأمانة العامة للمجلس.

تم التوقيع على اتفاقية المقر بين حكومة جمهورية السودان ممثلة في وزارة الخارجية ومجلس الأحزاب السياسية الأفريقية، وذلك إيماناً منهما بأنَّ قيام مجلس الأحزاب يمثل إضافة حقيقية للجهود الجماعية للقارة نحو الوحدة واستقلال القرار والإرادة السياسية، وإدراكاً منهما بحتمية التنسيق والتكامل بين مؤسسات العمل الجماعي الأفريقي، على مستوى الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية ذات الصلة .

أنشأ المجلس أذرعَ مساندة توزعت مقارها على أقاليم القارة (جناح الشباب – تشاد، المرأة – الجزائر، المجلس الاقتصادي – تونس، الإعلامي- إثيوبيا) ومجالس تنسيق الأقاليم الخمسة .

يتخذ المجلس الوسائل والسبل التالية لتحقيق أهدافه،  مثل إقامة المؤتمرات وتنظيم السمنارات وورش العمل وتبادل الزيارات، أيضاً التواصل المؤسسي مع المجالس النظيرة للأحزاب السياسية في العالم، إقامة برامج التدريب ورفع القدرات .

وقع المجلس مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأفريقي، هدفها تنسيق وبرمجة الأنشطة المشتركة حيث شارك المجلس في عدة سمنارات وورش عمل مع الاتحاد الأفريقي وحصل على صفة المراقب في الاتحاد الأفريقي، كما شارك في فعاليات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الأفريقي (ايكوسوك)، يشارك المجلس في بعثات مراقبة الانتخابات في أفريقيا  أيضاً لديه مذكرة تفاهم مع برلمان عموم أفريقيا.

وقعت الأمانة العامة للمجلس اتفاقاً مع منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وكذلك للمجلس علاقات مع الأحزاب الصديقة، مثل الحزب الشيوعي الصيني الذي قدم عدداً من الدورات التدريبية لشباب وشابات الأحزاب الأفريقية، ودورة للقيادات الحزبية الأفريقية.

حزب العدالة والتنمية في تركيا استضاف الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية للمجلس في أنقرة ومن البرامج المقترحة من قبلهم، إقامة دورة تدريبية للمرأة الأفريقية، خلال كل تلك المشاركات كان هناك تمثيل للأحزاب السودانية  والآن عضويتهم مجمدة.

وجود الأمانة العامة لهذه المنظمة الأفريقية بالسودان رسالة واضحة لكافة الأحزاب السياسية الأفريقية، بأنَّ السودان حريص على تعزيز وتقوية علاقات الأخوة والتعاون مع دول القارة التي هو من الرعيل الأول الذي ساهم في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية         (مفوضية الاتحاد الأفريقي الآن) والاتحاد الأفريقي لكرة القدم والمجموعة الاقتصادية الأفريقية            (الكوميسا) ومجموعة الإيقاد. أيضاً يؤكد السودان حرصه على التعاون مع المنظمات الأفريقية وبرلمان عموم أفريقيا.

إنَّ من بين أهداف المجلس تعزيز ثقافة السلام وفض النزاعات بالطرق السلمية بالقارة السمراء، كما يشارك مجلس الأحزاب الأفريقية في لجان مراقبة الانتخابات بالقارة.  إنَّ وجود مقر مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية بالخرطوم لا يقل أهمية عن وجود مقر مفوضية الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا ومقر الكوميسا – زامبيا  مقر جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالقاهرة، إذاً تم التوظيف السليم في تطوير العلاقات بين منظمات المجتمع المدني الأفريقي والدولي.  وهناك مشاركات متبادلة حيث سبق لمجلس الأحزاب الآسيوية ومجلس أحزاب أمريكا اللاتينية والكاريبية زيارة الخرطوم، مشاركاً في انعقاد اجتماع الجمعية العمومية الثاني لمجلس الأحزاب الأفريقية . شارك مجلس الأحزاب ممثلة في جناح الشباب في المؤتمر الدولي حول تأثير وباء الكورونا على الشباب في التعليم والعادات والتقاليد الذي كان عبر الفيديو الذي انعقد برعاية مجلس الأحزاب السياسية الآسيوية في الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري، كما أنَّ كل مشاركات الأمانة العامة (السودان) تمثل القارة الأفريقية، خلال هذا العام 2021م المجلس لديه التزامات من ضمنها انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي ومنسقي أقاليم القارة الخمسة للإعداد للجمعية العمومية بالخرطوم.

من الضرورة أن يحتفظ السودان بمقر الأمانة العامة لمجلس الأحزاب الأفريقية،  ويجب أن لا يترتب على الانشغال بالأوضاع الداخلية، الإضرار بمصلحة السودان العليا والمتمثلة في وجوده وريادة دوره في القارة الأفريقية.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى