شاكر رابح يكتب.. مطلوبات الحكومة الجديدة

جاءت حكومة الفترة الانتقالية الثانية في وقت لا تُحسد عليه، جاءت في وقت ضاق فيه المواطن ذرعاً بمعاشه وعلاجه، عليه من أهم الواجبات للحكومة ضبط الواقع الاقتصادي المنهار الذي يواجه صعوبات جمة جراء انهيار الجنيه السوداني وصعود العملات الأجنبية، وبذلك ارتفع حجم التضخم بشكل جنوني، هذه الصعوبات زادت حجم ومعدلات الفساد والاعتداء على المال العام بأشكال متنوعة بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة.

أعتقد أن الحكومة الانتقالية الجديدة، أمامها الكثير من المطلوبات التي ينبغي عليها إنجازها فليس للشعب السوداني صبر للتجريب أو المحاولات، لأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لا تتحمل، لذلك بالضرورة بمكان أن تضع الحكومة الجديدة برنامج عملياً ومرناً يخرج بنتائج إيجابية وسريعة، فقد بات أمر الاهتمام بمعاش الناس أمراً ضرورياً لا يحتمل التأخير أو التسويف.

لا شك أن نجاح الحكومة يرتكز على أربعة ركائز مهمة، أولها الحل السريع للضائقة المعيشية، وذلك بوضع سياسات اقتصادية جديدة تبدأ بتغيير العملة حتى تتمكن البنوك من الإحاطة التامة والسيطرة على حجم السيولة المتداولة في أيدي المواطنين، وبالتالي يقل الطلب من شراء العملات الأجنبية التي تسببت بشكل مباشر من ارتفاع الأسعار وندرة بعض السلع الضرورية مثل الأدوية المنقذة للحياة.

مرتكز أخر ضروري، ينبغي على الحكومة العمل عليه، هو تحقيق مصالحة مجتمعية ووطنية شاملة لا تستثني أي مكون من المكونات السياسية، بما في ذلك الأعضاء المنتمون لحزب المؤتمر الوطني غير المطلوبين للعدالة، أو ليست في مواجهتهم تهم متعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان أو الاعتداء على المال العام.

مرتكز أخر ضروري، هو الأمن الداخلي الذي انفلت عقده بعد الثورةـ وقد بات من الصعوبة أن يأمن الشخص على ماله ونفسه داخل العاصمة الخرطوم، فما بالك بالمواطنين خارج الخرطوم خاصة الولايات الطرفية.

المرتكز الرابع والأخير هو ضرورة أن تقوم كل مؤسسات الفترة الانتقالية بتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات حرة ونذيهة عقب انتهاء الفترة الانتقالية.

الجدير بالذكر، هنا أنني لم أطلب من الحكومة تحقيق التنمية أو ترقية الخدماتـ هذا لا يعني بأي حال من الأحوال عدم أهميتها ولكن في الواقع لا تمثل أهمية أو أولوية لدى المواطن السوداني البسيط.

أعتقد أن فشل أو عدم نجاح الحكومة الانتقالية الجديدة في تحقيق تطلعات الشارع وقتئذٍ إعلان الطوارئ واستيلاء الجيش على مقاليد الحكم ليس بمستبعد، وقد يقوم الجيش بتدابير يمكن عبرها الاحتفاظ بالسلطة أطول فترة ممكنة أو يمكنه خلق دكتاتورية جديدة، وهذا ما سوف يرفضه الجميع قوى سياسية وجماهير، وقد يقود ذلك إلى الخروج للشارع وتتريس الطرق الرئيسة والعودة للمربع الأول.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى