كلام في الفن.. كلام في الفن

رمضان حسن:
ردّد معظم الفنانين السودانيين معظم أغاني رمضان حسن، والتي اتسمت ببساطة الجمل الموسيقية ورشاقتها وقوة وحلاوة الميلودية ونصوصها ذات المفردات القوية المعبرة، فعلى سبيل المثال: أنا سلمتو قلبي محمد الأمين. الأمان كلمات محمد بشير عتيق يرددها مصطفى سيد أحمد.
مات رمضان حسن في صمت مثلما عاش الأيام الأخيرة من حياته في صمت.. ومن يصدق أن مكتبة التلفزيون تخلو من أي تسجيل له!!
إرث مصطفى سيد أحمد:
يظل الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد واحداً من الأساطير الغنائية في السودان.. نحت في وجدان الشعب تجربة غنائية جديدة في كل مفاصلها وتراكيبها.. حيث افترع نهجاً غنائياً لم يكن مسبوقاً كرس به لأفكار غنائية اتسمت ووصفت بأنها تنحاز للإنسان.. لذلك غنى مصطفى للحرية وللجمال وللفضاء المطلق..عانى مصطفى سيد أحمد من الظلم حياً.. فقد حورب من قبل العديد من المؤسسات الرسمية التي كانت ترى فيه (نبتاً شيطانياً) مع أنه كان مجرد فنان حمل لواء التغيير وابتعد عن التقليدية.. لذلك من البديهي أن لا تضم مكتبة الإذاعة والتلفزيون أي توثيق له يحفظ للأجيال القادمة التراث الفني الكبير الذي تركه.
أغاني وأغاني:
برنامج “أغاني وأغاني”، دخل مرحلة (الموت السريري)، وأنه دخل حيز العادة وأصبح مكروراً وممجوجاً بسبب النمطية التي اعترت ملامح البرنامج في العام الماضي والأعوام التي سبقته.. ولعل تكرار الشخصيات هو الذي جعل البرنامج مملاً إلى حد ما.. ومواصلته بذات الطريقة من شأنه أن يطرد الذين يتابعونه.. والمخاطرة كانت سوف تكون في نفور الشركات التي تعلن من خلاله عن منتجاتها.
حميد:
حينما نكتب عن (حميد)، ذلك يعني استدعاء جزء حميم من الذاكرة الجمالية لهذا الشعب.. وذلك أيضاً يعني بالضرورة الوقوف عند مسيرة شاعر خرج من الجروف والطين وسعف النخيل والنيل كما يقول محجوب شريف.. عبر حميد فينا كما الطيف.. نحت تذكاراته على صفحة هذا الوطن.. وقع إنابة عن كل الغبش في وثيقة عهد لا تعرف الخيانة للمواقف والمبادئ والقيم التي طالما سعى لها وهو حي بيننا.. لذا (حميد) شاعر عصي على فكرة الغياب وإن غاب جسداً، ولكنه حضور دائم الاشتعال في مقدمة الذاكرة لا يطاله النسيان ولا تدنسه أغبرة الزمن..
كامل عبد الماجد:
الأستاذ الفنان أبوعركي البخيت اكتشف مغارة كامل عبد الماجد المجهولة، ونهل منها أغنيتي (حال الدنيا) وهي من الأغنيات الجديدة في تجربة أبوعركي الغنائية.. ولعل المفارقة تبدو غريبة حينما نجد أن الأستاذ كامل عبد الماجد يعيش ذات الحالة التي عاشها الشاعر الكبير الهادي آدم.. صحيح أنه انتشر عبر أغنية واحدة هي (أغداً ألقاك) التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم.. ولكن ذات الأغنية ظلمته ظلماً بائناً وكانت سبباً في تغييب بعض ما كتبه هذا الشاعر المهول من أشعار.
جينات نانسي عجاج:
الحقيقة التي لا تقبل الشك والجدال، أن الفنانة نانسي عجاج وجدت الطريق ممهداً أمامها ومفروشاً بالورود، لأن والدها الموسيقار الراحل بدر الدين عجاج فنان له اسمه في الوسط الفني.. وهو كذلك ملحن مقتدر له بعض الإسهامات الغنائية وبذلك أسهم في تشكيل شخصيتها الفنية وحقن أوردتها وعبأها بالجين الوراثي الإبداعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى