جنوب دارفور.. الهلال الأحمر.. دعوة لتصحيح المسار

تقرير: حسن حامد

تزامناً مع زيارة وفد لجنة التسيير المركزية للهلال الأحمر السودانى لولايات دارفور نظم متطوعو جعمية الهلال الأحمر السوداني فرع ولاية جنوب دارفور وقفة احتجاجية داخل مقر الجمعية بنيالا خاطبها الوفد المركزي الذي تسلم مذكرتهم التي تحتوي على العديد من المطالب.

وأثنى متطوعو ولاية جنوب دارفور على زيارة الوفد، وقالوا إنها جاءت في الوقت الذي يحتاجونهم فيه، للاستماع إلى مشاكل وهموم المتطوعين المتمثلة في الآتي:

أولاً: تم تمليك وبيع السيارات التي منحها الهلال الأحمر السعودي، الصليب الأحمر الأسباني واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهذا يعتبر فساداً مالياً من قبل اللجنة التنفيذية بالإضافة إلى أن هنالك سيارة إسعاف مهملة لسنوات عديدة تابعة للهلال الأحمر السعودي موجودة حالياً بالولاية، بالرغم من وصول عدة بلاغات للجمعية ولم يتم التحقيق في ذلك.

ثانياً: نسبة للسياسة الطاردة من قبل مكتب الجمعية للمتطوعين حيث أصبح المكتب بلا متطوعين لا سيما وأن المتطوع هو العمود الفقري للجمعية.

ثالثاً: عدم إتاحة فرصة للمتطوعين للعمل كموظفين في الجمعية والاستعانة بموظفين من وزارات أخرى للعمل في الجمعية وهذا يؤكد انتفاء مبدأ الشفافية.

رابعاً: هنالك مشاريع لم تطبق كليًا في أرض الواقع مثل مشروع البرنامج القومي لمتطوعي صحة المجتمع وفريق الطوارئ الولائي، حيث تتم الإزالة بطريقة وهمية داخل المكتب.

خامساً: عدم مشاركة الجمعية في معظم المحافل الإنسانية والأنشطة ذات الصلة وضعف علاقاتها مع المنظمات الدولية بالرغم من وجود الدعم الخارجي.

سادساً: تعيين الشخص غير المناسب في المكان المناسب.

سابعاً: مشاركة بعض المتطوعين في الورش والدورات التدريبية في المركز والولاية بطريقة عنصرية وعاطفية.

ثامناً: أصبح التدريب في مجال الإسعافات الأولية وسيلة للدخل المادي فقط وليس لنشر القيم الإنسانية ومبدأ التطوع، وتابعوا بحسم مذكرتهم رفضهم التام للجنة التسييرية الجديدة بالفرع وتكوين لجنة أخرى يكون فيها تمثيل للمتطوعين، إبعاد رموز النظام السابق من إدارة عمل الجمعية، محاسبة وإقالة المفسدين بالجمعية مع إحضار مراجع قانوني محايد لمراجعة عمل الجمعية خلال السنوات العشر الماضية، التحقيق الفوري في كيفية تمليك السيارات بالإضافة إلى مراجعة أصول الهلال الأحمر التركي والسعودي التي منحت للجمعية وفقاً للاتفاقية ومراجعة البرنامج القومي لمتطوعي صحة المجتمع.

وأكدوا في ختام حديثهم بأن متطوعي الهلال الأحمر السوداني فرع ولاية جنوب دارفور متطوعون فقط لا سياسيين ولدينا الكثير من إثباتات كل ما ذكر في هذه المذكرة مؤكدين بأنهم ليس لديهم غبن تجاه الآخرين ولا مشاكل شخصية فقط من أجل الإنسانية لتحقيق مبدأ النزاهة والكفاءة وإعادة بناء الثقة.

وقال عماد الدين عيسى على أبو حلا المتحدث باسم المتطوعين بالولاية، إن الوقفة الاحتجاجية التي نظموها تأتي من أجل كشف الظلم والفساد الذي ساد الجمعية، ولا شك أن الجمعية حادت عن المبادئ الأساسية السبعة، وحادت عن الشفافية والأمانة والصدق، وأضاف أن هذه الوقفة تعد الأولى وستعقبها العديد من الوقفات إلى أن تتحقق المطالب، وكشف الفساد في جمعية الهلال الأحمر السوداني.

من جانبه، أشار عضو لجنة التسيير المركزية د. أحمد زكريا إلى انطلاق قطار جمعية الهلال الأحمر السوداني خاصة فيما يخص المتطوعين، وقال إنهم جاءوا لتصحيح الأوضاع المشوهة في الجمعية على مستوى ولايات البلاد، ونحن ناضلنا من أجل مكافحة الفساد، وجئنا بسبب الفساد، ولابد أن تكون هناك محاسبة وبدقة لكل الذين ساهموا في الفساد.

وحيا زكريا لجنة التسيير على مستوى المركز برئاسة الفاضل الطاهر والأخت الأمين العام، ونقول لهم: الجمعيات في ولايات دارفور بدأت تتعافى، والمتطوعون يمثلون الضلع الثالث في إدارة الجمعية وهم الأمل المرتجى الذي عبره تقفز الجمعية نحو الأمام لأنهم يعدلون الميل أثناء الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.

وقال إن الشعارات التي رفعها متطوعو الهلال الأحمر بنيالا هي الغرض الذي جاءوا من أجله للولاية، متعهدا بإيصال كل المطالب للمركز ومناقشتها، وتابع: (دايرين أي شكوى تتعلق بفساد المرحلة الفائتة لازم تصلنا مكتوبة وبالمستند المثبت وما نؤكده أن الحساب في الهلال الأحمر السوداني هذه المرة سيكون غير طبيعي ولو زول شال إبرة حنرجعها بالطرق القانونية التي تحفظ لكل طرف حقه، كما قالت الأمين العام).

وأكد أحمد زكريا أنهم في الهلال الأحمر السوداني ليسوا جهة سياسية وننظر للمجتمع السوداني من نظرة إنسانية، وأي زول بحترم المبادئ السبعة للعمل الإنسانى هو دا زولنا ومن هذا الموقف نؤكد بأننا ليس لدينا غبن مع الشيوعي، ما عندنا غبن مع مؤتمر وطني، ما عندنا غبن مع ملحد وأي زول نفتكر إنو يحفظ لينا المبادئ السبعة إن شاء الله نحن نقف معه ونقول له إنت زولنا ومرحب بك لأن هدفنا سامٍ ونبيل.

من جانبه، أعرب رئيس وفد اللجنة المركزية لولايات دارفور الهادي أحمد عبد المجيد عن سعادتهم بلقاء متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني فرعية جنوب دارفور، وفي هذه الوقفة الاحتجاجية، وأضاف أن الحرية الآن متاحة لأي إنسان أن يعبر عن رأيه.

ويعتبر الهادي من أوائل الذين أسسوا جمعية الهلال الأحمر السوداني بدارفور الكبرى، وأول من أطلق شعار جمعية الهلال الأحمر بمبادئها السبعة، وكان ذلك في العام ١٩٨٤م وكان أول مدير للهلال الأحمر السوداني في دارفور الكبرى.

وقال الهادي مخاطباً الوقفة الاحتجاجية لمتطوعي نيالا إنه ترك الهلال الأحمر السوداني عام ١٩٩١م بعد أن تم رفده

وأضاف أنهم جاءوا كلجنة مركزية لمتابعة فروع الهلال الأحمر السوداني بدارفور الكبرى بولاياتها الخمس، وقال إن ما حوته مذكرة متطوعي ولاية جنوب دارفور سيضعونها أمام الرئيس والأمين العام وتناقش كلمة كلمة في اجتماعات اللجنة المركزية، وتابع: (نحن كلجنة مركزية متطوعون وأنا متطوع وما بأخذ مرتب من الهلال الأحمر وما في زول ملكني عربة من الهلال الأحمر طيلة عمله الحالي ولثماني سنوات).

وأوضح الهادي انه جلب للهلال الأحمر السوداني (٤٨) عربة مان ترك من الصليب الأحمر الألماني و (٣٦) عربة بفلو لاند كروزر من الصليب الأحمر الياباني وإثنين لاند روفر من جمعية الهلال الأحمر الكويتي هذا في العام ١٩٨٤م.

مشيراً إلى أنهم جاءوا للوقوف على سير عمل الفروع بالولايات، مشيراً إلى أن تأخير زياراتهم التفقدية كان بسبب الكورونا وكذلك السيول والفيصانات ومثل جولاتنا هذه معممة لكل ولايات البلاد، وزاد: (نحن بصدد إعادة هيكلة الهلال الأحمر السوداني من الرئيس وإلى الفروع مروراً بالأمانة العامة، وهذه الهيكلة لا تتم إلا باللوائح والقوانين، ونحن راجعنا قانون الهلال الأحمر السوداني كلمة كلمة وأجزناه ورفعناه لوزارة العدل وتمت صياغته القانونية، والآن أمام منضدة مجلسي السيادة والوزراء للتوقيع والموافقة عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى