دعم الجيش أهداف معلنة.. ما وراء زيارة يونغ؟!

تقرير- نجدة بشارة

في زيارة تعدُّ الأولى بعد رفع اسم السودان من  “قائمة الدول الراعية للإرهاب”؛ وصل الخرطوم ظهر أمس الثلاثاء السفير أندرو يونغ نائب، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا لشؤون الارتباط المدني العسكري في زيارة تستغرق يومين”. وتأتي الزيارة تزامناً مع  اندلاع توترات على الحدود السودانية.. الإثيوبية بمنطقتي الفشقة.. بعد أن قصفت المدفعية الإثيوبية، أمس الأول  الإثنين، منطقة جبل أبو طيور السودانية المتاخمة للحدود الإثيوبية. وقالت وسائل إعلام، إن الجيش السوداني رد بقوة على القصف المدفعي الإثيوبي، مستخدماً المدفعية الثقيلة التي طالت مناطق عديدة داخل الحدود الإثيوبية. وبحسب مصادر فإن  يونغ “سيتناول خلال لقاءاته بناء القدرات الأمنية والدفاعية وبحث تعزيز الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة”.

ماوراء الزيارة !

وفقاً لوكالة الأنباء فإن من المقرر أن يلتقي المسؤول الأميركي رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى جانب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش.. ووفقاً لبيان صادر عن  الجيش السوداني، إن يونغ وصل إلى السودان في زيارة تستغرق عدة أيام، يعقد خلالها لقاءات.وأضاف أن “الزيارة تبحث سبل تعزيز العلاقات العسكرية المتطورة بين السودان والولايات المتحدة في مختلف المجالات”. وفي 14 ديسمبر الماضي، أعلنت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم بدء سريان قرار إلغاء تصنيف السودان “دولة راعية للإرهاب”.. الشيء الذي يجعل السودان دولة ذات سيادة وتتيح التعامل غير المشروط مع الدول حتى في مجالات التطوير وبناء القدرات العسكرية للجيش.

إسرائيل على الخط

وقال الدبلوماسي والسفير جمال محمد في حديثه لـ(الصيحة) إن يونغ ربما حمل ملفات عدة كأول زيارة لمسئول عسكري أمريكي عقب إنهاء القطيعة بين واشنطن والخرطوم، وألمح إلى أن الزيارة جاءت بعد أربع وعشرين ساعة فقط من زيارة وزير الاستخبارات الاسرائيلي أيلي كوهين.. وهذا له دلالاته ومعانيه خاصة وأن كوهين وقع مذكرات تفاهم مع وزارة  الدفاع السودانية في إطار المجالات السياسية والأمنية.. وبالتالي بلاشك هنالك حلقة مفقودة.. توجد بين واشنطن وتل أبيب.. قد تهدف إلى ترتيب الأوضاع الأمنية لإسرائيل في السودان قبل شروعها فعلياً في فتح سفارتها وبدء التطبيع الفعلي.

وبناءً على ذلك مؤخراً أعلن البيت الأبيض عن، موقفه  من اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل مع دول عربية هي الإمارات والسودان والمغرب والبحرين، وذلك خلال عمل الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن. وكشف بيان للبيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان تلقى اتصالاً هاتفياً أمس من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات، حيث أكد المسؤول الأمريكي “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل”. وأضاف أن “إدارة بايدن سوف تبني على اتفاقيات التطبيع الناجحة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب”. وقال إن واحدة من ملفات الإدارة الأمريكية الجديدة تذهب في ذات أجندة الإدارة القديمة وهو خط دعم السلام مع إسرائيل.. لذلك تبحث أمريكا تهدئه الأوضاع في الدول التي بصدد أن تطبع مع إسرائيل والسودان واحدة من دول القرن الأفريقي وبوابة مهمة لأفريقيا.

مساندة الجيش

وأشار محمد إلى أن الزيارة أيضاً تأتي متزامنة مع التصعيد في الحدود بين إثيوبيا والسودان.. وتوقع أن يكون للإدارة الأمريكية راي واضح فيما يتعلق بالأحداث على الحدود.. وتفسير زيارة يونغ للسودان أولاً قبل أديس يشير إلى تفهمهم أكثر لمواقف السودان.. وبالتالي قد يكون هنالك نية لواشنطن تهدئة الأوضاع بين البلدين.. وربما ستضغط أمريكا على إثيوبيا لتليين مواقفها في الجانبين المواجهة على الحدود وسد النهضة مع السودان.. كما أن إثيوبيا ليست عليها رهان كبير للمشاكل الداخلية التي يواجهها أبي أحمد.. وبالتالي أن تلعب واشنطن دوراً في تهدئة الأوضاع.

ووفقاً لأجندة زيارة يونغ المعلنة.. تعزيز الأمن والاستقرار في السودان بدعم ومساندة الجيش وتشهد العلاقات السودانية الإثيوبية توتراً متصاعداً منذ أسابيع، على خلفية هجمات مسلحة على حدود البلدين تقول الخرطوم إنها “نفذت من قبل ميليشيات إثيوبية مسنودة بقوات رسمية على أراض سودانية”، فيما تنكر أديس أبابا تلك التهم، قائلة إنها “تتابع عن كثب ما حدث بيد إحدى الميليشيات المحلية على الحدود الإثيوبية السودانية”.

دحر الإرهاب

بالمقابل كشف يونغ في تصريحات له أمس الثلاثاء عقب لقائه رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك أن الانتقال الديمقراطي في السودان ممكن بسبب الإجراءات الشجاعة للشعب السوداني وحكومته الانتقالية، وأكد على تأييد الولايات المتحدة للانتقال التاريخي للسودان في ظل ترحيب واسع من الأسرة الدولية. وأوضح كشركاء في هذه العملية فقد أكمل وزير المالية الأمريكية للتو قرضاً تجسيرياً قيمته مليار دولار لتسهيل وصول السودان إلى التمويل الدولي، ووصف اتفاق جوبا بأنه أسس للسلام وسيمهد الطريق لإنهاء الصراعات. وأشار اندروا بأن زيارته كأول مسؤول عسكري في أعلى رتبة في القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا خطوة لتقييم وتعزيز المصالح المشتركة.. وتعزيز حقوق الإنسان، ودحر التهديدات الإرهابية. وأردف نقدر التحديات التي تواجه السودان الاقتصادية والأمنية، وزاد القيادة الأمريكية تتطلع للعمل مع السودان خطوة بخطوة للبناء والديمقراطية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى