الدبلوماسي والسفير السابق الرشيد أبو شامة لـ(الصيحة) حول زيارة الوزير البريطاني

الزيارة جاءت في وقتها بعد أن أسقط السودان من قائمة الإرهاب

الزيارة فرصة لمساندة السودان مع إثيوبيا لأن بريطانيا هي من قسمت الحدود

مشكلة الحدود معلقة في عنق بريطانيا لأن الوثائق بطرفها

الزيارة سوف تفتح آفاقاً كثيرة لوضع السودان الاقتصادي

حوار: عوضية سليمان

تأتي زيارة وزير الخارجية البريطاني للسودان في ظل ظروف تشهد بعض التعقيدات منها ما هو اقتصادي وآخر سياسي، لكن التعقيد الأكثر وقعاً هو ما يجري على الحدود مع الجارة إثيوبيا.  ولعل بريطانيا وهي المستعمرة في ذلك الوقت وتعرف كل تفاصيل الأزمة يجعل هذا من الزيارة ذات وقع خاص في هذه المرحلة لفيصليتها ربما لكثير من التعقيدات التي تحيط بالسودان .. ولمعرفة هذه الجوانب استنطقت (الصيحة) السفير والدبلوماسي الرشيد أبو شامة في هذا الحوار حول أهم مخرجات هذه الزيارة وأهدافها.

ما سبب زيارة وزير خارجية بريطانيا للسودان وما الذي تحمله؟

الزيارة في ذات نفسها للسودان طبيعية جداً لأن الوضع في البلاد أصبح منفتحاً للعالم وتحديداً العالم الأوربي وأمريكيا، وأنه تم إسقاط السودان  من قائمة الدول الراعية للإرهاب وجاءت آلية المساعدات من أمريكا وفق ما يسمى بالغرض الجسري لحل مشاكل ديون السودان مع صندوق النقد الدولي، وأن وزارة المالية الأمريكية تبرعت بمليار دولار.. لذلك كله فالسودان أصبح بابه مفتوحاً للعالم وفي علاقاته الدولية والآن فرنسا أعلنت عن مؤتمر صداقة مع السودان لمساعدته.. لذلك الزيارة طبيعية، هذا غير العلاقات التاريخية التي تربط البلدين وأن بريطانيا تعرف السودان أكثر من الآخرين.

هل الوقت مناسب لهذه الزيارة رغم الإعلان عنها مسبقاً؟؟

السودان أصبح مستوعباً في المجتمع الدولي وأن بريطانيا بالذات لايمكن أن تتأخر لمناقشة كل الوسائل الممكن تدعم الحكومة الانتقالية الحالية والعمل المدني.

أهمية الزيارة؟

من الممكن أن نجد مساعدات من بريطانيا لأن وضعنا الاقتصادي منهار تقريباً ونحتاج إلى مساعدات من الخارج لدعم الموقف الاقتصادي، فإن بريطانيا سوف تقدم مساعدات سواء كانت مادية مباشرة أو تفتح أسواقاً ومساعداتٍ أو فتح استيراد للزراعة والصناعة .. وأن تبادل الاحتياجات مهم وضروري مع بريطانيا لسبقها فيه .

هل ميقاتها مناسب؟

بريطانيا آخر دولة كانت مستعمرة السودان وأكثر دولة تعرف السودان..

هل يعول السودان على بريطانيا في حل أزماته؟.

لا أبداً.. السودان لايعول ولكن بريطانيا ممكن تساعد ومفروض السودان يعول على نفسه وعلى موارده وتحفيز كل من ينتج لأـجل السودان، ولكن لا يوجد مانع لفتح أبوابه للدول للمساعدات وخاصة أوروبا.. ونحن الآن نحتاج إلى شركات استثمارية وأن يعتمد على نفسه في الزراعة وغيرها وأن بريطانيا لديها شركات استثمارية ومن الممكن أن تسثثمر في السودان في البترول والغاز  والذهب.. نحن نحتاج إلى مستثمرين من الخارج.

السفير البريطاني في اتجاه أن يقود وساطة بين الخرطوم وإثيوبيا….طبعاً أن المشكلة أساساً معلقة في عنق بريطانيا ..

بمعنى؟؟

إن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في عام 1902 وقتها كان السودان تحت الحكم العسكري البريطاني وكان له أربعة سنين من سقوط أم درمان والخرطوم وليس لديه صوت أو كوادر تتحدث عنه، كل شئ في يد البريطانيين وأن هذه الاتفاقية وقعها الرائد قوين كان موظفاً في الحكومة البريطانية ومسؤولاً عن المساحة وسنة 1903 تم تخطيط الحدود، وأن الملك من بريطانيا أرسل لملك الحبشة مليك رسل له نص الاتفاقية وتم التوقيع عليها والاحتفاظ بها في بريطانيا وان نص الاتفاقية مؤكد موجود في بريطانيا، لذلك أن كل هذه الاتفاقية عند بريطانيا وأن السودان ليس لديه أي مقدرة وكان ضعيفاً ومهزوماً وليس لديه قادة، وكان تحت القبضة البريطانية وأن الأرض الموجود فيها سد النهضة بني شنقول سودانية تم إعطاؤها إلى منليك ونحن وقتها لم نعرف نصوص الاتفاقية، بالتالي كل شيئ في يد بريطانيا لذلك من الطبيعي في زيارته أن تعرض عليه المشكلة، وأن بريطانيا ممكن أن تكون وسيطاً وأن الإثيوبيين ادعوا أنهم غير معترفين بهذه الاتفاقية ولكن المنطقة سودانية وعندما انهزم الخليفة عبدالله بريطانيا أعطت منطقة بني شنقول إلى منليك لذلك بريطانيا ممكن أن تؤيد موقف السودان بأن الاتفاقية هي سارية المفعول وأن الوثائق البريطانية التي أتت من انجلترا بتوقيع الملك منليك موجودة في بريطانيا في دار الوثائق، والآن إثيوبيا ترفض الاتفاقية وقالوا غير معترفين بها لذلك بريطانيا لابد لها من مساندة موقف السودان لأنها هي من وقعت الاتفاقية وهي أتت بها إلى إثيوبيا وهي وقعت، وأن الزيارة فرصة أنها تساعد السودان بحكم أنها من قامت بتحديد الحدود بما فيها المتمة، لأن ملكهم مدفون في النصف الآخر وأن إثيوبيا تحصلت على امتيازات كثيرة جداً من الانجليز، وأن الزيارة بالنسبة لنا كويسة أن نلفت انتباهه الوزير البريطاني في موقف إثيوبيا ونطلب منه أن يخبرهم بالوثائق الموجودة، وأن الاتفاقية تم توقيعها من بريطانيا.

هل يفلح الوزير البريطاني في حل المشكلة بعد أن تصاعدت بين السودان وإثيوبيا؟؟

مفروض وألا يبقى مكراً وخبثاً منهم ونحن من واجبنا أن نخبرهم وندفعهم أن يقنعوا إثيوبيا إلا في حالة يكون غير راغبين يخربوا علاقتهم مع إثيوبيا لأن هنالك وثائق بتاريخ محدد موجودة هناك..

إثيوبيا ترى أن السودان استغل انشغالهم بقضية تقراي واستلموا الأرض؟؟

هذا كلام فارغ… لذلك نحن عايزين وزير الخارجية البريطاني يقول على حسب الوثيقة إن الأرض سودانية .

زيارة وزير الخارجية تزامنت مع مغادرة السفير البريطاني في السودان إلى بريطانيا؟

يبدو أن وزير الخارجية لم يقابل سفيره في السودان لذلك السفير انسحب بسرعة وأن السفير قال لظروف عائلية، ولكن نحن نشك في الأمر ونربط انسحابه بمجئ الوزير وطبيعي أن ينتظر السفير الوزير ويستقبله مهما كانت الظروف ليمهد له الوضع في البلد وعلاقة بريطانيا مع السودان وتطوراتها.. ولكن حصل العكس تماماً بأن يغادر السفير ويأتي الوزير ويبدو أن هنالك مآخذ على السفير في الخرطوم، لذلك تم إبعاده لينتظم في مداولاته مع الناس بالطريقة التي يريدها الوزير من عمائل السفير لأن السفير وجد مضايقات وانتقادات كثيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى