عامان على الثورة .. عودة المواكب والمسيرات.. هل الشوارع هي  الحل؟

 

تقرير- نجدة بشارة

تتعدد الأسباب والأهداف.. والمطالب.. والشارع واحد ..عامان مضت وما زال جرح الثورة أخضر ودموع الأمهات ما زالت تنزف على رحيل الأبناء.. وهناك مفقودون لم يعودوا للديار… وأهداف الثورة وأمنياتها ما زالت معلقة… لكن رغم هذا  وذاك ها هي المسيرات والمواكب تعود إلى الشوارع مجدداً.. ها هي الحناجر تطلق الهتافات والنشيد.. أنا عائدون… خرجت الأفواه الجائعة بذات المطالب والأهداف الايام الماضية.. كل يهتف ولا يعلم ضد من … تاهت الهتافات بين الأمنيات والرجاء.. خرجوا  لأجل لقمة يسدون  بها رمق المعاناة ويدرأوا  بها سوء المنقلب  والحال… هكذا أجابني ثأئر يحمل علم بلادي وينزوي متطرفاً عن  رفقائه بموكب وسط الخرطوم اليومين الماضيين.. حينما سألته لماذا خرجتم وماذا تطلبون .. قال كلمة واحدة (للصيحة ) لم  أشأ أن أسأله بعدها… قال: المعاش!!

مطالب بسيطة من حق كل إنسان التمتّع بها،  لكن عجزت الحكومة الانتقالية أن توفرها لشعبها،  ومع ذلك ينقسم الناس بين من يردد عائدون الى الاحتجاجات حتى يُصحّح مسار الثورة وتتحقق المطالب.. وبين من يتساءل هل  استنفذت حكومتنا كل الحلول، وهل الشوارع هي الحل الأخير؟

بعيدون عن السياسة !!

في هتافات المسيرات والمواكب السابقة إبان سقوط النظام السابق، كانت الهتافات ترتفع عالياً.. الجوع.. ولا الكيزان… كان الجميع يردد عالياً.. حكومة الجوع تسقط بس.. واليوم يحدثني القيادي بتجمع المهنيين الذي عاد مجدداً إلى تحريك الشارع، د. إبراهيم حسب ، عندما سألته عن عودة المواكب بكثافة مؤخراً بلا أهداف واضحة.. قلت له: ضد من يهتف الثوار، أجابني: الناس  الآن لا تحتاج إلى تحريك أو دعوة، الناس بدأت تخرج للشارع تلقائياً للبحث عن المعاش.. عن  لقمة العيش،  الغلاء أصبح طاحناً فوق طاقة الناس .. الخبز.. انعدام الغاز.. الكهرباء.. المياه… إذن ما الذي يجعل الناس لا يخرجون.. هم يخرجون لا لشيء في نفوسهم تجاه الحكومة.. لا لمآرب سياسية هم يخرجون فقط لأجل الخبز الحاف، وهذه الأهداف لا تحتاج لمن بحرك الشارع لأجلها..

وأردف حسب الله في حديثه (للصيحة): صحيح أن الشوارع ليست الحل.. لكن الناس صبرت على الحكومة سنتين.. وكلما صبروا وصابروا.. بعدت الحكومة الانتقالية عن قضاياهم أكثر وانشغلت عنهم بسفاسف الأمور.. حتى رموز النظام لم تتم محاكمتهم.. ولجنة إزالة التمكين لم تقدم شيئاً يُرى بالعين.. المجلس التشريعي لم يُكوّن.. لم تتحقق أي من أهداف من ثورة ديسمبر، لذلك خرج الناس مجدداً للشوارع كوسيلة للضغط على الحكومة.. لالتفاتة منها والنظر إلى قضايا المواطن  بعين المسئولية.

من يخرج ضد من؟

كان  تجمع المهنيين السودانيين، قد أعلن  السبت، جدول التصعيد الثوري، للمطالبة بإغلاق مقار الاعتقال التابعة لقوات الدعم السريع والإفراج عن أي معتقل فيها أو تحويله للشرطة.

وشمل جدول التصعيد الثوري، مظاهرات ليلية في كل الأحياء ابتداء من الأحد، بجانب مخاطبات وندوات داخل الأحياء، فضلاً عن تسيير مواكب داخل الأحياء تختتم بمخاطبات ثورية وتنويرية غداً الخميس .

وقطع التجمع، بعدم التراجع عن المطالب العادلة والمشروعة التي تقدمت بها في حملة الحرية والكرامة والحق في الحياة.

لكن متابعين انتقدوا  خيارات التجمع الأخيرة  بالعودة للشوارع وقالوا.. الآن و أن أنجزت مواكب قوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيبن أهدافها الأساسية في إسقاط الإنقاذ وإقامة الحكومة المدنية من قوى تمثلها ألا يجب إطلاق تساؤل شرعي: لماذا يُسيّر تجمع المهنيين مواكب جديدة؟

هل يريد  الضغط على حكومته، وهل هذا شيء طبيعي أن تسير الحكومة مواكب ضد نفسها؟

تجمع المهنيين نفسه الآن جزء من هذه الحكومة، وعدد من الوزراء اختارهم ذات هذا التجمع، ما يجعله شريكاً في الحكم لا ينبغي أن ينظم المواكب ضد نفسه، وإنما عليه ان يناقش ويوصل صوته ورسالته داخل الحكومة عبر الوزراء الذين اختارهم،  وكذلك على بقية فصائل قوى إعلان الحرية والتغيير فعل نفس الشيء، بأن تضغط من خلال ممثليها في الحكومة.

بعد نجاح تجمع المهنيين السودانيين، في قيادة الشارع طوال ثورة ديسمبر المجيدة، تفاجأ الشعب بانشقاق واحد من أكبر الأجسام السياسية في المشهد السوداني، وتبادل الاتهامات بين أطرافه لاحقًا، قال مراقبون للشأن العام إن التجمع بدأ في فقدان شعبيته وجماهيره، مستدلين بالتعليقات المهاجمة للتجمع على منصات التواصل الاجتماعي.

بعد عامين من الثورة، يسأل متابعون لماذا يعود التجمع للشارع وما الذي أنجزه من أهداف الثورة.

احتجاجات متفرقة ..

وشهدت أمس  مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق مظاهرات احتجاجية، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين على  تدهور الأوضاع الاقتصادية بالولاية. ويفيد شهود عيان أن جامعة النيل الأزرق تعرضت لعمليات تخريب كبيرة طالت الممتلكات والمباني وفقاً لطلاب الجامعة.. ووفقاً لمواقع إلكترونية.

ويوم الأحد، فضّت السلطات المختصة مسيرة احتجاجية قبل وصولها للقصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم. وطالبت المسيرة برحيل الحكومة، ورفع المنظمون لافتات وشعارات تندد بالأوضاع الاقتصادية، وأخرى تطالب بالقصاص لشهداء ثورة ديسمبر.، وشهدت الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي ازدحاماً مرورياً جراء التدافع الكبير للمحتجين، إلى ذلك رصدت (الصيحة) إغلاق  السلطات الأمنية، أول من أمس  الإثنين، شارع الجامعة بالخرطوم قبالة وزارة الخارجية دون  إعلان مسبق، مما أدى إلى ازدحام مروري بمحيط المنطقة.

وأكدت مصادر أن استعدادات مكثفة تجري بالخرطوم تحسباً لأي مواكب أو مسيرات قد تؤدي إلى حدوث تفلتات أمنية أو شغب في محيط القيادة أو القصر الجمهوري ..فيما يلاحظ انتشار الشرطة على نقاط ومرتكزات داخل الخرطوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى