إسماعيل حسن يكتب :  شكيتك لي الله يا كورونا

 

(منذ 20سنة) تقريباً، وأنا أعاني من حساسية تهيج غالباً في فصل الشتاء، خاصة عندما أصاب بنزلة أو كحة… وبدورها تصيبني الكحة بصعوبة في التنفس، فأستخدم (بخاخ الفانتولين) الذي يلازمني على الدوام بنصيحة من الأطباء.. وأرتاح كثيراً..

* ولكن في بعض الأحيان تصل الحالة إلى درجة لا يجدي معها البخاخ، فأضطر إلى الذهاب إلى أقرب مستشفى، ويتم علاجي عادي جداً بجرعة أو اثنتين من الأوكسجين..

* الحمد لله فصل الشتاء العام السابق مرّ بسلام…. ولكن في هذا العام مع تقلبات الطقس خلال الأسبوع الماضي ما بين حار بالنهار، ومعتدل في الأمسيات، وبارد أواخر الليل، عانيت كثيراً من التهابات في الصدر، وكحة عنيفة تطورت إلى صعوبة في التنفس.. ومع أنني لم أنزعج باعتبار أنني متعود على ذلك.. إلا أن رفض جميع المشافي القريبة لاستقبالي إلا بعد الحصول على تقرير يؤكد سلامتي من الكورونا، (دخّل فيني خوفة).. إذ أن تقرير الكورونا يحتاج لأربع وعشرين ساعة.. والحالة لا تحتمل الانتظار كل هذه الساعات.. فسلمت أمري لله الشافي الرحيم، واكتفيت باستخدام (البخاخ) أكثر من مرة، مع بعض العلاجات البلدية.. جنزبيل مع الليمون الحار.. وزيت النعناع الخام.. وعلى العلي؛ (الخوفة) رفعت الضغط… والجنزبيل مع عصير الليمون الحار، أجهدا معدتي الحساسة أصلاً…. وكثرة البخاخ  أضرت بالصدر، وبقت حالتي حالة.. فاتصلت بصديقي النطاسي المريخي المعروف المستر سامي عبد الدائم، وشرحت له الحالة بالتفصيل، فكتب لي – مشكوراً – العلاجات اللازمة..

* أما صعوبة التنفس فقد اضطرتني لشراء جهاز التنفس من الصيدلية مع عدد من الجرعات اللازمة، وتناولت اثنتين منها على الفور بعد مشورة دكتور عمر محمود خالد الذي شرح لزوجتي طريقة الاستعمال بالسم والملم، واستقر النفس تماما.. وعاد الحمد لله لحالته الطبيعية..

* ويبقى السؤال سيدي وزير الصحة.. لو أنني لا أملك قيمة جهاز التنفس، وليست لي علاقة بالمستر سامي والدكتور عمر، أموت وهم ولا شنو يعني؟؟!!

* ومين عارف.. ربما هنالك المئات من المواطنين تعرضوا في الشهور الماضية لنفس ما تعرضت له، (وماتوا وهم) لأنهم لا يملكون قيمة فحص الكورونا، ولا قيمة جهاز التنفس، ولم تقبل المستشفيات استقبالهم..

* يا اخ حرام عليك والله، إذا ما قادر توفر لمواطنيك ابسط مقومات العلاج، فاشرح لهم السبب عشان يتصرفوا بدري بدري؟؟!!

* قبل شهر تقريباً عكست لك في نفس هذه الزاوية، قصة الرحيل المر لأخي شقيقي عادل حسن رحمة الله عليه، بسبب رفض جميع المستشفيات استقبال حالته بحجة فحص الكورونا، وعدم وجود غرف للعناية المركزة، وتوقعت أن تهزك قصة رحيله، فتسارع إلى مراجعة توجيهك للمستشفيات بأن لا تستقبل أي مريض في حالة حرجة إلا إذا كانت بحوزته شهادة خلو من وباء كورونا، ولكنك للأسف لم تفعل..

* حسبنا الله ونعم الوكيل..

2

* من طرائف الأيام الخمسة التي عانيت فيها من هذه الحالة.. عادني صديق وهو يرتدي كمامة، وتحاشى أن يصافحني.. وبعد دقيقة دقيقتين سألني؛ أها حاسة الشم كيف؟؟.. فأجبته مازحاً؛ لي يومين ما شامي حاجة… طيّر عيونو، وسريع سريع لملم أطرافه وغادر قبل أن أوضح له أنني أمزح، وأن حالتي ليست كورونا..

* وآخرون دارت جميع أسئلتهم حول كورونا…. عندك صداع؟… عندك حمى؟… بتعطس؟.. النفس كيف؟.. كأنما هذه الأعراض غير مرتبطة بأي مرض غير كورونا..!!

* هذا خلاف أن عدداً كبيراً من الأهل والجيران والأحباب عندما علموا أنني أعاني من صعوبة في التنفس، جزموا بأنني مصاب بوباء كورونا، وتحاشوا زيارتي خوفاً من العدوى… وبالطبع سأكون جاهلاً إذا لمتهم، فأعراض نزلات البرد والحساسية لا تختلف كثيراً عن أعراض كورونا شكيتها لي الله..

* عموماً مع سلبية وزارة ووزير الصحة هذه الأيام تجاه أصحاب الأمراض المزمنة، ليس في أيدينا غير أن نسأل الله تعالى أن يتولانا برعايته.. ويلطف بنا.. ويجنبنا ويلات جميع الأمراض والأوبئة.. ما ظهر منها وما بطن..

* وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى