الطاهر ساتي يكتب :لجنة المؤلفين..!!

:: إصلاح المناهج الدراسية كان يجب أن يكون قضية مهنية وليست سياسية، ولكن كل القضايا في بلادنا تُدار كما تشاء السياسة وليس منطق الأشياء.. واليوم، كما يهاجم بعض أئمة المساجد د. عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج بخطب سياسية، فإن النهج الذي يتبعه القراي أيضاً – في إصلاح المناهج – ليس بتربوي ولا تعليمي ولا مهني، بل هو إما نهج عشوائي أو مُنظم يُراد به تمكين أفكار سياسية..!!

:: نعم، ليس هناك شك بأن ما يحدث للقراي في المساجد – من سب ولعن – ما هي إلا حملة تتخذ المناهج غطاءً لتمرير أجندة سياسية، وهي مرفوضة تماماً، وعلى السلطات العدلية حماية المسؤولين – بمن فيهم القراي – من حملات التشهير والتكفير التي تتخذ المساجد منصات انطلاق.. فلنكن مع القراي ضد حملات التفكير والتشهير، ولكن هذا لا يعني أن يُوقِّع  له الشعب على ورقة بيضاء بحيث يفعل ما يشاء في المناهج..!!

:: أصغر معلم بمدرسة أساس يعرف مراحل إعداد وإصلاح المناهج.. كان على القراي أن يبدأ بحشد علماء وخبراء التربية والتعليم في (ورش مُعلنة)، ليراجعوا المناهج، وذلك لتحديد ما يجب حذفها أو تعديلها، وهذا ما لم يحدث.. ثم في ذات الورش المعلنة، كان يجب جمع مقترحات المناهج، تعديلاً كان أو إضافة، وهذا ما لم يحدث أيضاً.. وبعد كل هذا، يتم جمع المناهج المجازة، وتصحيحها، ودفعها للمطابع، وهذا ما لم يحدث..!!

:: ومن الغرائب، ما أن يتم اكتشاف خطاً ما، ويضج الرأي العام بالنقد والهجوم، يخرج القراي للناس صائحاً: (دا ما شغلي، دا شغل لجان)، وللأسف هذا الحديث غير صحيح، بدليل ما يلي بالنص: (اللجنة لم تضع هذه الصورة على الإطلاق, وإنما تفاجأت بها، ونحن – كلجنة – لم نصدق عند سماعنا خبر الصورة، واعتبرناه شائعة وفبركة)، الدكتور صديق المهدي، عضو لجنة المؤلفين، متحدثاً عن صورة لوحة خلق آدم الشهيرة..!!

:: تخيلوا.. اللجنة المكلفة بتأليف الكتاب لم تضع الصورة المثيرة للجدل، بل تفاجأت بها من المساجد والإعلام، ليبقى السؤال المشروع (مَن وضعها؟).. والإجابة، كما قال نص الخبر بهذه الصحيفة (وأوضح صديق الهادي – عضو لجنة المؤلفين – أن من قام بوضع تلك الصورة هو مدير المركز القومي للمناهج د. عمر القراي, وأنّهم كتبوا خطاب تبرئة ذمة من الذي طرأ من تغييرات على هذا المنهج ومادة التاريخ تحديداً)..!!

:: تلك إفادة عضو بلجنة المؤلفين، وقالها بذاك  الوضوح.. ولو كانت هناك دولة مؤسسات، فإن هذه الإفادة تكفي لتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ما يحدث للمناهج.. نعم، بغض النظر عن جودة المناهج أو رداءتها، فإن أعضاء اللجان المكلفة بإعدادها يتفاجأون بها ويتبرأون منها، وهذا ما لم يحدث في تاريخ المناهج.. وعليه، إن كان القراي يسعى لتمكين أفكاره محل أفكار الفلول، فالأفضل – منعاً لمثل هذا الصخب – أن يتم تشكيل لجنة المؤلفين من بنات ورجال أفكاره..!!

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى