مكين حامد تيراب يكتب : في حُبك يا وطن

65 عَامَاً يا بلادي حُروب وصراعات… فرقة وشتات… دون مبررات.

في الأول من يناير 1956م رفرف عَلَم الحرية خفّاقاً مُعلناً طرد المُستعمر وودّعنا آخر جندي بريطاني وظننا بطرده أننا سنبنيه وطناً عادلاً يحفظ كرامتنا.. ويعز جماهير شعبنا، وبدلاً من أن نعمل لبنائه وتعميره، انشغلنا باستعداء أنفسنا وهماً وخذلاناً، فأقعدتنا العنصرية وتحيّزنا للقبلية على حساب وحدتنا التي كمنت فيها قُوتنا، فاستلبنا فكرياً وثقافياً.. ونسينا أن نتعايش كسودانيين يجمعنا وطنٌ وتحكمنا المُواطنة .

*فشلنا أن نمضي في تحقيق أمنيات وآمال شعبنا التي ظل يحلم بها وناضلَ لتحقيق الاستقلال من أجلها .

*فشلنا في استثمار تنوُّعنا الثقافي والعِرقي والديني الذي كان بوسعنا أن نصنع منه لوحة إبداعية تبهر العالم .

*فشلنا أن نُحافظ عليه مليون ميل مربع، وها هو الصديق من القولد يفتقد صديقه منقووو ويذرف الدمعات حرقةً وفرقةً وألماً .

*فشلنا في الوحدة والبناء، فحصدتنا الحروب وأقعدتنا خلافات السَّاسة وصراعات الأيديولوجيا وكانت النتيجة مزيداً من الدمار والخراب .

فقدنا سماحتنا وعِزّتنا وكرامتنا، وتحكّم فينا المارقون ووقعنا فَريسةً سَهلةً تحت أنياب الإسلام السياسي وفكره المُظلم .

*خمسة وستون عاماً بدلاً من أن نصبح سلة غذاء للعالم، أصبحنا نستجدي إغاثاته ومعوناته وصدقات الأصدقاء .

*خمسة وستون عاماً ومازالت تقهرنا الصفوف خُبزاً وبترولاً يااااا لبؤسنااااا …

وطن قارة يغمره نهرٌ من الجنة وتتقاطع في مساحاته الشاسعة أنهار وبحار ووديان بألوانها.. وسهول خصبة ومناخات مُتعدِّدة.. وثروة حيوانية مُتنوِّعة.. وباطن أرض يحوي خزائن من الكنوز والنعم.. واقف عليها محمد أحمد الإنسان.

كل هذا الثراء من الموارد، وقفنا عاجزين عن إدارتها لنصنع بها وطناً نتباهى به وبإمكانياته وقُدراته.. وهنا يكمن الفشل الأعظم الذي لم ولن نتجاوزه إلا بوحدتنا وتصالحنا مع ذاتنا، وإيقاف العدائية والتخوين وتحجيم خطاب العنصرية والكراهية… والمُضِي قُدُماً لإنجاز رؤية استراتيجية وطنية مُتّفق عليها تُؤسّس لبناء دولة المُواطنة العادلة التي تسع الجميع.

ختاماً نُحيِّي صُنّاع الاستقلال وننحنِي مَحَبّةً واحتراماً لكل من قدّم وأخلص وتفانى في حُب هذا الوطن.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى