القيادي بالجبهة الثورية التوم هجو لـ(الصيحة):نقول لـ”حمدوك”: فرض الرأي الواحد لم ينفع البشير وما تجرِّب المجرَّب  

ما يصاحب (شركاء الانتقالية) زوبعة في فنجان

هناك أشخاص يستهدفونني ولهم أجندة

نحن لسنا “فاصل ونواصل” نحن “فل استوب”

نريد وضع حد لكلمة مدنية وعسكرية ونرفع شعار سودانية

موقفنا واضح نتمسك بما جئنا من أجله ومسيرتنا ليست فاشلة

هناك جهات تحاول هدم ما اتفقنا عليه في جوبا

رأيي في التمكين نفس رأي رئيسها “فشلت”

لجنة أديب مثل من يحمل سيفاً للتهديد وهي (فزاعة) لجهات أخرى

 

في بهو فندق “إيواء” المطل على شارع النيل بالخرطوم، الدار التي احتضنت في داخلها الجبهة الثورية السودانية بكامل أعضائها، كانت تشغله حركة دؤوبة من الاستقبال وإلى آخر طابق علوي، اجتماعات تنفض وقضايا تنتظر الحسم، ورغم تلك الحركة الدؤوبة، إلا أن نبرة الهدوء تنبئ بأن هنالك انفراجاً وحلولاً قادمة للشعب الذي ظل في بهو انتظار هذه القيادات التي خرج مرحباً بها، فيما لا زالت الوعود لم تستبن ملامحها وهي تزداد يوماً بعد آخر، في ظل واقع صعب.. وشكلت قضية مجلس شركاء الفترة الانتقالية واحدة من القضايا المهمة مؤخراً، ما جعل المبنى العلوي بالفندق في حالة فوران ونشاط مستمر، إذ خرج رئيس مسار الوسط التوم هجو، بكلمات وعبارات شبيهة بما يحمله من هم تجاه قضيته، لم يبد رضىً عن الأداء وعمن جاءوا شركاء للفترة الانتقالية والمجلس، يكاد يتنفس الصعداء من ضعف قوى الحرية والتغيير، فيما طالب لجنة التحقيق في قضية فض اعتصام القيادة العامة برئاسة نبيل أديب بضرورة حسم ملفاتها، وهدّد من يقف في طريقه ولوح بإرجاع الحق لأهله حال فشل الانتقالية، وغير ذلك الكثير من الإفادات في ثنايا هذا الحوار:

حوار ــ عوضية سليمان

تصوير- محمد نور محكر

* البعض يرى حالة هياج سياسي وتصريحات لاذعة للتوم هجو، لماذا في هذا الوقت تحديداً؟

لأي شخص يحمل قضية ورسالة دوافع، وإذا كان لم ينج الرسل والأنبياء من أن تنتاشهم الألسن فما بال التوم هجو، وأنا مدرك للذين يستهدفونني فيهم أناس لا يملكون معلومات سوى المظنة، وكثير منهم له أجندة وهذه الفئة نقول لها (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).

* تصريحاتك موجهة وذات غرض ما؟  

أنا أقول حقائق وبشكل واضح وصريح، وهذا لتجربتي الطويلة في المعارضة الثالثة غير الانتماء التقليدي للحزب الاتحادي الديمقراطي وأسرتي اتحادية عريقة.

* كل الشركاء صامتون إلا التوم هجو؟

صوتي أعلى وليس هنالك شخص صامت، ونحن كلمتنا واحدة والرأي واحد وعندما أتكلم يتكلم كل القادة، وهذه حقيقة، والآخرون مشغولون ولديهم مهام كبيرة لترتيب الأوضاع.

* آخر الأحداث التي ألهبت الأجواء السياسية ودار حولها لغط مجلس شركاء الانتقالية؟

كلها زوبعة في فنجان.

* بمعنى؟

فوجئنا بأن يكون هنالك كلام للحرية والتغيير حول هذا المجلس والذي هو حق، والحرية والتغيير وافقت عليه شكلاً ومضموناً وحتى لوائحه الداخلية تم إرسالها لنا لنطلع عليها وهم أنكروها، وعلى كل حال النص موجود وافقنا عليه دون إضافة، وأصبح من ضمن اتفاقية السلام والوثيقة في المادة (80) ومرَّ بكل المراحل واللجان بما فيها وزارة العدل وأجيز من المجلس السيادي، وأعلن في الجريدة الرسمية.

* إذن ما الذي حدث بعد ذلك وأدى لهذه الزوبعة؟

محاولتهم التملص من أي التزامات، وهذه صفة أصبحت في السياسة السودانية منذ الاستقلال والنماذج كثيرة، وهذه تجربتي في ثلاث معارضات بداية بالفجر الجديد إلى أن وصلنا نداء السودان، وبعد إسقاط النظام، من يحكم السودان ونسوا نداء كيف يحكم السودان، في أديس أبابا تم تعديل الموضوع وتم التوقيع وبعدها تنكروا، وفي القاهرة نفس الموضوع، هذه محاولة تنكر جديدة وتملص.

* ألا يؤثر هذا التملص على ما جئتم به؟

لا يؤثر علينا نحن، ولكن يؤثر على الشعب السوداني، نحن لا نسمح بذلك وأن تملصهم يعني أن تستمر الحالة كما هي عليه الآن، وهذا فشل ناتج عن عدم الاتفاق والتوافق، وإلى هذه اللحظة الحكومة غير متفقة على سياسة اقتصادية، ومازال العراك حاصلاً بين عراك السوق والاقتصاد الاشتراكي.

* هل تتوقع حدوث تنصل في اتفاقيات أخرى؟

حاصل في السياسة الخارجية، وأقول لك إن نفس الجهات تريد أن تتنصل عن اتفاقيات بيننا وبينهم لحجم الخلافات، وكل شيء موقع عليه، وهنالك بوابة لتنفيذ الاتفاقية.

* هل سيعالج مجلس السيادة هذا الخلاف؟

طبعاً، ولم يقدر على وقف الأخطاء ولكن هنالك آلية لمعالجة الخطأ وهذا ما كان في المرحلة الماضية، أخطاء دون آلية للمعالجة.

* وما موقفكم من الحدث الآن؟

كأطراف موقفنا التمسك بما تم الاتفاق عليه والمواثيق والعهود، وإذا اختلفنا نرجع الأمانة لأهلها ونحدد لقيام انتخابات بأسرع ما يكون، نحن جئنا لأن المسيرة الماضية كانت مسيرة فشل والشارع يحكي ذلك، هنالك فشل في كل شيء والبلد تعاني والشعب السوداني حياته أصبحت جحيمًا ويومه مقسم ما بين صف الرغيف والبنزين، هذا فشل، ونحن نعلم الأسباب، لا توجد رؤية أو سياسة واحدة، ولا توجد آلية وهنالك أخطاء متكررة، إذن نحن وضعنا هذه الشراكة على أساس أنها آلية لمعالجة الفشل، آلية بأن يكون هنالك تنسيق جماعي وأن نحسم الأمور مع بعض، وأن مجلس الشراكة يتخذ فيه القرارات، “ما في كلام بأن هنالك جهة تريد أن تتغول”، وهذا مقترحهم هم وأن مجلس الشركاء قمة السلطة موجودة فيه، (لزوم الصلاحيات شنو) إذا كان قمة المكون العسكري موجودة وقمة التنظيمات الموقعة على الاتفاقية موجودة وقمة المركزي لقوى الحرية والتغيير موجودة.

* ماذا بشأن مسار الوسط، هل ما زال بعيداً عن قاعدته؟

بالعكس، غير صحيح وأنا أعتقد أن مسار الوسط ليس بعيداً، توجد فيه آليات على مستوى الولايات الثلاث ونتنزل على مستوى المحليات وأهم شيء مسارنا هو الوحيد  غير الحزبي ومفتوح “وأنا موجود فوق ودوري إشرافي”، ولكن لديه تكويناته وقيادات على مستوى الولايات، وفيما يتعلق بالجزيرة لم يكتمل إنزاله ولكن سياسياً نحن وضعنا توجيهات بأن هذا المسار مفتوح ويجب أن يملك للجماهير دون جهويات.

* لم نر بوادر انفراج في الأزمة وما زال الوضع ميئوساً منه؟

صحيح ما ذكرتيه.. نحن عند وصولنا وعدنا الناس وقلنا كلاماً واضحاً (تصفير العداد)، وقلنا لن يستقيم الظل والعود أعوج، ونحن الآن في مرحلة استعادة استقامة العود وهناك مقاومة، ونقول لهم: مازلنا نحن عند وعدنا، ولكن نحن لأول مرة فتح البوابة لننفذ مباشرة إلى مشاكل الشعب.

* الانتقالية فشلت في إيجاد مخرج للمواطن من وحل ضيق المعيشة الراهن؟

الانتقالية كانت أولوياتها ليست قضية الشعب ولا حياة الشعب السوداني ولا مشاكله وكانت أولوياتها المصالح الشخصية والمحاصصة الحزبية والمدارس الأيديولوجية وهذا تحدٍّ يواجهنا الآن ويواجه الشعب السوداني كله، ونحن جئنا ونريد أن نضع حدًا فاصلًا ما بين مسيرة الفشل وما بين المسيرة التي نأمل أن تكون مسيرة نجاح، وكذلك المقاومة موجودة.

* هل سيشارك مسار الوسط في مجلس شركاء الانتقالية؟

أبداً لأن المسار ليست لديه علاقة بالمشاركة في المركز وهذه مهمة الجبهة الثورية فيما يعنى المسار بمناقشة ما يهم أهل الوسط حتى السلطة الموجودة لدينا بسيطة جداً وهي تابعة للوسط، وجودنا أي مشاركة على مستوى المركز فقط إذا كانت في السيادة أو مجلس الوزراء أو البرلمان ليست لها علاقة بالمسار ونحن كتنظيم موجودون في الجبهة الثورية قبل أن يكون هنالك مسار.

* أليس بالضرورة أن تشارك المسارات في شركاء الانتقالية؟

مثلاً مسار دارفور لديه سلطة لجماهير وولايات دارفور، مسار الشرق لديه اتفاقية خاصة بمسار الشرق، مسار الشمال، والمنطقتين.. المشاركة على مستوى المركز هي مشاركة الجبهة الثورية ومكوناتها، والجبهة الثورية على مستوى الولاية والإقليم وهذه مشاركة المسارات.

* دار لغط كبير حول مجلس شركاء الانتقالية وما إذا كان استشارياً ام تنفيذياً؟

أبدًا هو مرجعية، لأنه توجد فيه القمة كلها، وهي مرجعية نهائية وإذا سألنا عن المرحلة الفائتة أين كانت المرجعية والحاضنة السياسية نقول إنها “مركزية قحت” وإن الحاضنة السياسية ليست حاضنة للمكون العسكري، ولكن الآن مجلس شركاء الحكم توجد به ثلاثة مكونات وهم الشركاء الثلاثة. وكان هنالك شريكان مسؤولين عن المرحلة الماضية والآن دخل الشريك الثالث فصار المجلس هو المرجعية.

* ماذا تعني بحديثك “نحن ما جايين تمومة جرتق أو زيادة عدد”؟

بالضبط، لأن المقاومة تريد تحويل المجلس وفيه قمة الأجهزة الثلاثة الى (مجلس جودية) وبعضهم يقول لجنة، لا يمكن عمل لجنة فيها كل الأجهزة ويقول لك هي محاولة للمحافظة على المكتسبات وعلى الصلاحيات، هي تمت بوضع اليد وهي كانت سر التناقض والتجاذب والتشاكس ونحن جئنا كمكون ثالث نبدأ مع تصحيح الأوضاع وفعلاً “في ناس عايزننا نجي تمامة جرتق ونقف في الصف”.

* من هم؟

المستفيدون، الأحزاب الصغيرة والتى لا تكون لها الرغبة في الانتخابات ولا كانت تحلم أن يكون لديها وزير أو ولاة، ويريدون أن تأتي الثورية دون رأي، وأن اتفاقية السلام التي تمت فاصل ونواصل، ونقول لهم: لا نحن ليس “فاصل ونواصل” نحن “فل استوب”، وأن مسيرة الفشل والمحاصصات تقف هنا “فل استوب”، ونبدأ مسيرة الوطن والمواطنين.

* لماذا انقلب التوم هجو على “قحت” بهذه الطريقة والأسلوب الحاد والتهديدي؟

أنا لم أنقلب ولم أهدد أحداً ولا نحن في خانة الهجوم، نحن من سنين في مرحلة الدفاع، والحقوق تنكر لها بعض زملائنا، الحقوق حقوق وطن وليست ملكاً لنا دافعنا عنها وقاتلنا من أجلها ونحن نتحدث عن الالتزام.

* لكنك وعدت بمراجعة تعيينات “قحت” وتفكيكها؟

هذه من ضمن اتفاقية جوبا فيها فقرة واضحة بالمراجعة لأن هناك اتهامات وأشياء كثيرة وصلت إلينا بأنه حدث تمكين عكس فك وتركيب، وأستبعد أن شخصاً منهم جاء بأيديولوجية معينة بشخص متمكن دون مراعاة، ونحن لم نقل أن نزيح أي شخص جاء جديد، لكن سنراجع التعيينات فيها “حبة حبة” وليس “صامولة صامولة” كلمة الجماعة إياهم.

* لكن أنت وصفتها بأنها فاشلة وحولها شكاوى وردت لكم؟

لست وحدي “حتى ناسها قالوا فشلنا”، وعند الاعتراف نتوقع أحد أمرين إما المغادرة أو أن تفسح المجال لآخرين، والآن هم جاءوا بمقترح المجلس.

* الآن “قحت” قريبة منكم في اجتماعاتكم؟

نحن ليس لدينا إشكال، لدينا آلية وجمعنا اجتماع وكان مخرجاته لجنة تناقش الموضوع من عشرة أشخاص، اثنان من المجلس العسكري وأربعة منا أطراف السلام وأنا واحد منهم وفيها د. جبريل وأسامة سعيد ومحمد قرشي وأربعة من “قحت” ونعمل مع بعض، ولكن فوجئنا بأن ما اتفقنا عليه هنالك جهات بدأت تنقض فيه، وأن الجهات العاملة معانا سكتت وهذا عين الذي حصل في أديس.

* حمدوك أعلن عن تشكيل حكومته في اتفاق مع “قحت”؟

إذا كان هناك طرف واحد يستطيع أن يفرض رأيه على الآخرين، لكان استمر البشير. وأنا أعتقد أن الناس لا تجرب الشيء المجرب، إما أن نتفق أو نرجع الحق لأصحابه في انتخابات سريعة في ستة شهور، في سنة حتى.

* ماذا تقول عن عمل لجنة إزالة التمكين؟

رأيي مثل رأي أهلها ورأي رئيسها ورأي الفاعلين فيها، أنها ارتكبت أخطاء وفشلت وليسوا محتاجين لرأي جديد حولها.

* لجنة فض الاعتصام أخذت وقتاً طويلاً دون التوصل إلى نتيجة؟

هذه قضية، أنها أخذت وقتاً أكثر من اللزوم، يجب أن تحسم الأمر وهي مثل السيف الذي يحمل لتهديد الناس دون حسم الأمر، ونقول لها يجب حسم الأمر والآن اللجنة أصبحت فزاعة لجهات معينة.. و”كتلوك ولا جوك جوك”، لا نريد الدخول في طريقة النظام السابق، نكون لجاناً دون معرفة النتيجة وما تنتهي.

* هناك لغط كبير يدور حول المدنية والعسكرية، فأين تقفون؟

نحن نريد أن نضع حداً لكلمة مدنية وعسكرية ونرفع شعار سودانية، ونحن سودانيون لا مدنية ولا عسكرية، وهذه واحدة من اللافتات التي وراءها ما وراءها، ونحن نقول إن هناك شراكة وهذه مسؤوليتنا كلنا المكون العسكري، وحركات والحرية والتغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى