المستشفيات الخاصة.. الفقراء يموتون

إعلامية: تسببوا في موت التوأم وانتقلت العدوى لأحدهما

 وُرَيْقة  بمبلغ 1400 جنيه للدخول لطوارئ شرق النيل

غرف العناية ما بين 50 ألفاً  إلى 100 ألف جنيه في اليوم

يضطر المرضى في ظل تدهور أداء المستشفيات والمرافق الحكومية إلى الذهاب إلى المستشفيات الخاصة التي انتشرت بالعاصمة الخرطوم وبالولايات لكنهم يتفاجأون بأسعار خرافية وبكلفة علاج ودواء  عالية جدًا مقارنة بأكبر المستشفيات في الوطن العربي

 

في هذه المساحة نحكي قصة مرضى ومرافقين قابلوا معاناة شديدة داخل بعض المستشفيات الخاصة التي امتصت أموالهم وسلمتهم المرضى جثثاً هامدة لأنهم لم يجدوا العناية اللازمة..

 

إعداد: محيي الدين شجر

تحكي الإعلامية المذيعة سماح علي الريح معاناتها داخل مستشفى كبير جداً،  إذ قالت لـ (الصيحة): وجدت معاناة كبيرة في سبيل علاج التوأم الذي وضعته  بعد انقطاع طويل عن الحمل، وأضافت: رغم الأموال التي دفعناها فقدت التوأمين وتسلمتهما ميتين. وأضافت قائلة:  أحدهما انتقلت إليه  بكتريا من داخل المستشفى، أضعفت مناعته وتسببت في نقصان دمه  تسمى بكتريا المستشفيات، وأوضحت في حديث حزين أنها علمت بانتقال البكتريا من قبل أحد الاطباء والذي في لحظة أمانة  أقر بانتقال العدوى إلى جنينها من داخل المستشفى،  وذكرت أن البكتريا لا توجد إلا بالمستشفيات، وأبانت  بأن كل هم المستشفى كان تحصيل الرسوم مؤكدة أنها دفعت نحو 700  مليون  جنيه نظير العلاج .

وأضافت بأنها رغم ولادتها بعملية قيصرية كانت تقوم بإحضار الدم من  مستشفى الدايات لعدم وجود دم بالمستشفى الكبير جداً والضخم، وأوضحت أنها تعرضت إلى استنزاف مالي مستمر، وبعد موت الطفل التوأم الثاني رفضت إدارة المستشفى تسليمه لها  وطالبتها بدفع  مبلغ مالي لكنهم في النهاية شعروا بالحرج وقاموا بإعفاء المبلغ الذي قدر بـ 85 ألف جنيه وقالت إن رسوم الحضانة 16 ألف جنيه في اليوم، وذكرت  أن أحد الأشخاص ولأنه تأخر في الوصول للمستشفى بسبب إغلاق كبري الجريف شرق وقتها  فوتوا  على جنينه بالحضانة  جرعة المضاد الحيوي  بسبب أن والده لم يسدد الرسوم، مبينة أن والد الطفل من الميسورين وتأخر لظرف قاهر …

لابد أن تدفع

ومن القصص العجيبة  الأخرى في عالم الطب في السودان، وفي العاصمة الخرطوم  التي وقفت عليها أن مستشفى شرق النيل تفرض مبلغ 1400 جنيه عدًا نقداً لكل من يلجأ للحوادث عبارة عن ورقة استمارة فيها بيانات المريض،  إضافة إلى قيمة الفحوصات والأدوية التي يشتريها ..

ويدفع المريض لغرفة العناية سبعين ألف جنيه حتى يسمح له بالدخول ولابد أن يكون مقدماً..

وتحكي قريبة أحد المتوفين قبل أيام بمستشفى شرق النيل، أنهم دفعوا نحو ملياري جنيه عبارة عن أيام في غرفة العناية وفحوصات وأدوية..

(حليل) أيام زمان

والتقيت برجل كبير السن يدير محلًا صغيرًا جوار مستشفى الخرطوم، تحدث لي بأسى عن حال المستشفيات اليوم، وقال إن مستشفى الخرطوم كانت مضرباً للمثل من حيث تقديم العلاج المجاني والرعاية والأدوية، وكانت تتوفر فيها كل الأقسام وتشكل طمأنينة للمرضى..

جني الأموال

وفي جولة لي بعدد من المستشفيات، تبين لي أن معظم  المستشفيات الخاصة هدفها الأول هو جني الأموال ولقد استغلت الأوضاع الصحية المتردية بفرض رسوم علاج ودواء عالية جداً..

حيث ضاعفت المستشفيات من قيمة غرف العناية لأكثر من النصف، وتتراوح أسعار غرف العناية ما بين 50 ألف جنيه  إلى 100 ألف جنيه  لليوم الواحد   .. وبالتالي من لا يملك مثل هذه الأموال فإن مصيره الموت..

تكلفة باهظة

وتحدث لي  مصدر من نقابة  هيئة الموانئ البحرية بأنهم أوقفوا التعامل مع أطباء بمستشفيين كبيرين بسبب تكلفة العلاج العالية التي توضع على فواتير المرضى العاملين بالهيئة..

وقال إنهم ظلوا يسددون أموالاً طائلة ووصلوا إلى خلاف مع المستشفيين بسبب ارتفاع كلفة العلاج ..

شح في الأدوية

كما رصدت الصيحة شحاً في بعض الأدوية المنقذة للحياة مع ارتفاع أسعارها من صيدلية وأخرى في ظل غياب تام للرقابة من الجهات المختصة، حيث اختلط الحابل بالنابل وتحولت الأدوية إلى تجارة..

تصرف غريب

وحسب متابعاتي، فإن كل المستشفيات ترفض استلام المرضى في الحالات الحرجة إلا بعد الدفع وتوريد المبلغ  قبل إدخال المريض إلى العناية وترفض المستشفيات استلامه..

وحكى لي مرافق لأحد المرضى بأن مستشفى  بالسوق العربي الخرطوم مظهره فيه مودة وعطف، رفض استلام مريضهم، وطالب بالتسديد كاش رغم أن المريض تلقى الفحوصات الأولية بذات المستشفى ورغم حديث المرافقين بأنهم سيسددون في الصباح، وأضاف أن الطبيب الذي عاينه في البداية وأوصى بإدخاله المستشفى عاد واتهمه بالكورونا ورفض إدخاله المستشفى مرة أخرى بسبب المال، مبيناً أن المريض غير مصاب بالكورونا وأكمل علاجه داخل منزل الأسرة بأمدرمان..

التحية لهم

وفي الوقت الذي تستغل فيه ما يسمى بالمستشفيات الخاصة الكبيرة جائحة كورونا في تحقيق أكبر ربح ممكن بعيداً عن إنسانية مهنة الطب، واصلت المراكز الصحية بالأحياء عملها برسوم قليلة وعناية معقولة حسب متابعتي، وبلا شك هم يستحقون التقدير لتحملهم الصعاب بمقابلة أصحاب الأمراض الباردة، حيث تنتشر الملاريا بصورة مخيفة هذه الأيام في ظل تردٍّ واسع لصحة البيئة ووجود البعوض بكثافة..

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى