الفنان التشكيلي الفاتح زبد البحر لـ(الصيحة):

 

المرأة لوحتي ومُلهمتي.. ورسالتي لأولياء الأمور دعم مهارات الطفل

تشكيليو الثورة تم دعمهم من شخصيات مجهولة مُحِبّة للتغيير ومُتذوِّقة للفن

حوار- عفراء الغالي

يُعد الفن التشكيلي نوعاً من أنواع الفنون المُتعدِّدة، الذي يُعبِّر من خلاله الفنان عن أفكاره ومشاعره، حيث يسعى إلى تحويل المواد الأولية إلى أشكال جميلة وجذّابة تنبهر بها الأذواق والأعيُن، هو فنان يصنع بالريشة والألوان لوحة تحكي ألف حكاية بهدوءٍ وصمتٍ، لذا هو يُعتبر أرقى أنواع الفنون.. للمعرفة أكثر عن عالم الفن التشكيلي التقينا بالتشكيلي الفاتح زبد البحر في هذا الحوار التالي:

 بدايةً ماذا يعني لك الفن التشكيلي؟

الفن عموماً هو رؤيةٌ وأسلوبٌ وتعبيرٌ وإلهامٌ يخص الفنان ورسالةٌ يُقدِّمها للغير، فهو جملة عناصر ومفاهيم تشبع وتغني الروح بمعانٍ ونبضات تبشِّر وتريح وتُوجد حسناً وتزيد ألقاً وفكراً، لذا يصعب  الإجابة عليه، ولكني أجد نفسي حين ما أكون قادراً على التعبير بأدواتي التي أحسن إجادتها واستخدامها لإيصال رسالتي بلا تعقيد أو زيف.

أنت فنّانٌ مُتعدِّدٌ.. هل للأطفال مساحةٌ عندك؟

أنا أُجيد الرسم والخط والتشكيل، وتلك قوالب مُتعدِّدة تخدم أغراضاً مختلفة في أوقات مختلفة، كما أنّ للأطفال مساحةً كبيرةً، فهو عالم ملئ بالإثارة والخيال، الأطفال يحبون الرسم ولا يُمكن مُخاطبتهم إلا عَن طَريق أعمال محبوبة لديهم مثل الرسم والأفلام الكرتونية والقصص وغيرها، ومن خلال الصور واللوحات وأفلام والرسم الكرتونية والقصص جعلت لهم مساحة تشمل الرسم والكُتب، حيث قمت بتأليف عشرات الكُتب والأفلام القصيرة، وأتمنى من الآباء والأمهات دعم الطفل ومهاراته في أي موهبة وليس الرسم فقط.. فأطفالنا في حاجةٍ للفنون لتغيير نظرتهم للحياة والتعبير عن مواهبهم، لذا لا بد من توفير المُعينات والأدوات التي تُنمِّي مواهبهم، فإن للأطفال عالماً لا يتقيّد بأساليبنا ورؤيتنا، فالطفل يختار أية أداة ويدخل عليها لمساته ويتفاعل معها، وغالب أنشطة الطفل هي في التشكيل واستخدام الأدوات المتوفرة وإعادة توظيفها، ولكننا نتقرّب إليه عبر رسومات مُستوحاة من طريقته في الرسم والتعبير بكل تجريد.

أين المرأة من أعمالك؟

المرأة هي لوحتي ومُلهمتي، أن أرسم يعني أنّها معي أو حولي أو أخاطبها، يصعب فصل المرأة من أعمالنا وحياتنا، وتوظيفها يختلف، بين جسمها وتكوينها وأدوارها وأنشطتها المُجتمعية المُتعدِّدة.

ما هي أكثر الألوان استخداماً؟

الألوان الدافئة أكثر استخداماً من غيرها، لغلبة المزاج الأفريقاني بقوته وسحره وتأثيره.

ما هي أول لوحة وبداياتك؟

لم يكن الرسم هو أول ما مارسته، فقد كُنت استخدم الطين والصلصال في التشكيل لوفرته ولطبيعة نشاط من سبقونا ومُشاهداتنا، وكذلك النحت على القرع والخشب، لاحقاً مع توفر الألوان بدأت أرسم على الكراسات والأوراق والحوائط والعربات والعجلات وفي المدرسة والمسرح، ثم الطباعة على الملايات والمَفارش، وهكذا يصعب عليّ تحديد زمن مُعيّن، لذلك هي مسيرة مُتداخلة ومُستمرّة.

 هل لديك مُشاركات بأعمالك؟

نعم هنالك مُشاركات داخلية وخارجية ووطنية ومعظمها بالمعارض المُرتبطة في الاحتفاليات الوطنية والمُناسبات المُختلفة والمعارض الأخرى، إضافةً إلى مُشاركات خارجية، وأول معرض خارجي شاركت فيه كان عن طريق الصدفة في اليونان لدعم القضية الفلسطينية منتصف الثمانينات بثلاث لوحات.

دور الفنان التشكيلي في عملية السلام؟

للفنون دورٌ كبيرٌ في عملية السلام، وخاصةً الفن التشكيلي من خلال الرسومات واللوحات والبوستات بالحوائط والكباري وجدران المُؤسّسات والمدارس، فقد أظهرت الثورة مجموعة من الشباب والموهوبين في الرسوم وقد تم دعمهم من قِبل شخصيات مجهولة مُحِبّة للتغيير والفن بتقديم الأقلام وأدوات ومُعينات الرسم، وتم تقسيمهم إلى مجموعات للعمل والرسوم في مناطق ومُنشآت مُختلفة.

عفواً تلك التقسيمات التي كانت بالثورة التي أطاحت بالنظام السابق، هل كانت هنالك جهة أو شخصيات مُعيّنة تقوم بتوجيههم؟

لم تكن هناك جهة مُعيّنة ولكنهم انقسموا إلى مجموعات وتمّ دعمهم من جهات وشخصيات داخلية وخارجية، فالتغيير لا بد أن ينطلق من قاعدة محددة، والفنان بطبعه مُتمرِّد ولديه قدرة باستخدام الكلمات والرموز لإخراج عمل جميل، وإن كل أشكال الفنون تلعب دوراً كبيراً في توجُّه المُجتمع من خلال تشكيل الواجدان وأشكاله المُختلفة.

 ما هي مشكلات الفنانين التشكيليين بالبلاد؟

هنالك العديد من المُشكلات التي تُواجههم في مسيرتهم، أولها غياب وعدم تذوُّق المُجتمع السُّوداني للفن التشكيلي الذي يدخل في كل شيء، في الأواني والجدران والأثاث وكل ما له صلة بالفرد، وبالرغم من ذلك إلا أن هنالك نقصاً في مكانته، إضافةً لعدم وجود مقر دائم أو محدد للتشكيليين من أجل الاهتمام والبحث ومُناقشة أحوالهم ودعمهم وتقديمهم بطريقة مُنظّمة وجيدة للمُجتمع الداخلي والخارجي.

وأيضاً مُشكلة التسويق والعرض من أهم المشكلات التي تُواجههم، إلى جانب عدم تذوُّق المجتمع لهذا النوع من الفن، لذا فإنّ هنالك غياباً كبيراً في الذائقة للفرد بالمُجتمع للأعمال التشكيلية بمعنى عدم اهتمام المُجتمع به.. ولا توجد مُؤسّسة لديها قوالب كافية لاستيعاب الفن التشكيلي والفنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى