صلاح  الدين عووضة يكتب : وغدار!!

 

قال المغني:

قالوا الزمن دوار..

وقديماً قال الشاعر:

دار الزمان على دارا ودولته… إن الزمان على دارا لدوار

طيب؛ هل تذكرون بشير الديك؟..

إنه أحد قادة محاولة رمضان الانقلابية في بدايات عهد الإنقاذ..

وإليكم الآن بعض ما اقترفته الإنقاذ هذه من جرائم في حق أولئك الضباط..

فأولاً: أعدمتهم بعد أن أعطى البشير لهم أماناً مغلظاً..

ثانياً: لم تعقد لهم محاكمة عادلة ولو بالمقاييس العسكرية نفسها… وشابتها عجلة و(كلفتة)..

ثالثاً: تم دفن بعضهم أحياء يصرخون: نحن لم نمت بعد..

رابعاً: كان الإعدام من الخلف؛ كأول سابقة في التاريخ لعمليات الإعدام العسكرية..

خامساً: في ليلة الإعدام ذاتها توفي والد بشير الديك هذا..

فطلب إذناً – لساعات – لحضور مراسم دفن أبيه؛ وتلقى العزاء فيه..

فقيل له: أنت نفسك ستلحق به عما قريب… فدعك من أبيك وفكر في نفسك..

سادساً: كان الإعدام في ليلة وقفة العيد..

وبعد؛ هذا جانب من رحمة أهل الإنقاذ… وإنسانيتهم… و(تدينهم)..

ولطالما جئناهم بمدخل الدين هذا – الذي يرفعون شعاراته – لعلهم يرجعون..

وأوردنا لهم من الأنباء – دينياً ودنيوياً – ما فيه مزدجر..

ومن الأمثل الدنيوية مصائر – قريبة جداً – لبعض أنظمة القهر في المحيط العربي..

وما حل بمبارك… والقذافي… وبن علي… وعلي صالح..

حذّرنا… ونصحنا… وصرخنا… وضربنا الأمثال؛ فضربوا عنها – وعنا – صفحاً..

وظنوا – وهذا حال الطغاة كافة – أنهم معصومون… خالدون..

ونهيناهم عن الفرح بالدنيا – والسلطة – لأن الله لا يحب الفرحين..

وأكثرنا من الاستشهاد بآية (حتى إذا فرحوا بما أُوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)..

ونهيناهم عن الظلم الذي حرمه الله على نفسه… وعلينا..

ومن أوجه الظلم هذا القسوة على المسجونين سياسياً… وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية..

فحتى العزاء في القرابة من الدرجة الأولى كان محرماً..

وكمثال على ذلك حرمان بشير أبي ديك هذا من تلقي العزاء في والده… دعك من تشييعه..

قيل له بقسوة مصحوبة بسخرية أقسى (ستلحق به)..

والآن يتباكون على عدم السماح للبشير بحضور مراسم دفن شقيقه؛ ومن قبل والدته..

والبشير نفسه غضب عند إعطائه الإذن لتلقي العزاء في أخيه..

وسبب غضبه إن الإذن جاء متأخراً… بعد الدفن..

ونسي هو – ونسي إخوانه من أهل الإنقاذ – أن الأيام دول؛ وأن الله يُمهل ولا يهمل..

وأن من لا يرحم لا يُرحم..

وأن الزمن دوار..

وغدار!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى