صلاح الدين عووضة يكتب : إذاي !!

 

وتعني بالمصري (كيف؟)..

وأصلها (إذا)….ولكن لا أدري وجه تصريفها..

وأشهر إذاي عند السودانيين تلك التي وردت في مسرحية (شاهد م شفش حاجة)..

وهي التي في عبارة (ومَّال يبني ح تتجوز إذاي؟)..

وفي مدرستنا كان ثلاثة من أساتذتنا يُكثرون من مفردة اذاي هذه أثناء دروسهم..

ثم جاء عليهم اثنان من مصر؛ أهل الذاي و(الرأس)..

فتم ميقات ذاياتنا أربعين ذاياً في اليوم؛ وكأن مدرستنا في شبرا… لا دبروسة..

وفي سوداننا من هذه المفردة نصيب..

وذلك حين نقول (إذيك) بتصريف من الأداة (ذي) وتعني كيف أنت؟…أو حالك..

ومشجعٌ هلالي حكى طرفة ذات صلة بمفردتنا هذه..

قال – في برنامج تلفزيوني – أنه رافق ناديه لأداء إحدى مبارياته المهمة بالقاهرة..

وقبيل اللقاء كان هناك تمرين بملعب رديف؛ مكشوف..

وفي انتظار وصول اللعيبة وقف المشجع هذا – وبعض الإداريين – بجانب الملعب..

فمر بجوارهم بائع لبن مصري (مسطول)..

فترجل عن دراجته وسألهم بلسان ثقيل – ولا يكاد يبين – (مالكو؟…في إيه؟)..

فأجابوه بأن فريقهم السوداني سيلاقي نظيره المصري..

وهنا لاحظ المشجع – وقد كان نحيلاً وعذيرا – أنه يمعن النظر إليه؛ دون سواه..

فكاد أن يرد إليه بضاعته متسائلا (مالك؟…في إيه؟)..

إلا أنه كان أسرع وسأل – وقد تحول نظره منه إلى رفقائه – (وده يطلع مين؟)..

فقيل له – على سبيل المجاراة – ده المدرب..

فجال ببصره بينهم وبين المدرب – المزعوم – وقد كست ملامحه حيرة حقيقية..

ثم دمدم بلسان ازداد ثقلاً (طب ومَّال اللعيبة اذاي؟!)..

بمعنى إن كان هذا حال المدرب فكيف هم اللاعبون إذن؟..

وصديق سوداني – بلسان مصري – كان يشاطرني مشاهدة نشرة أخبارنا أمس..

فهو حضر لتوه من بلاد شعب (اذاي)..

بعد أن لبث فيهم من عمره سنين؛ دراسةً… وعملاً… ونسبا..

وكانت متابعته لشأن بلده لا ترقى إلى مستوى حفظ أسماء المسؤولين…و وجهوهم..

أو الذين هم أدنى درجة من كبارهم ؛ بمجلسيهم..

وما أن يُستهل خبرٌ حتى يسألني عن بطله – بطل الخبر – (وده يطلع مين؟)..

فأقول له هذا الوزير فلان..

ثم؛ هذا عضو السيادي فلان…وهذا والي كذا فلان…وهذا عضو قحت فلان..

فينظر بحيرة – كحيرة ذاك المصري – إلى أقوله… وأفعاله..

أو – بالأحرى – إلى أقواله فقط… بما أن الأفعال هي الأقوال ذاتها؛ أولاً وآخراً..

ولم تغادر متردم ما كان سابقاً… إلا شكلياً..

بمعنى إنها تتحدث عن أفعال كامنة في جوف الأقوال..

علماً بأنه قبل النشرة كان يتحدث باستياء عن أوضاعنا المتردية… في كل شيء..

وبعدها تمدد الاستياء ليشمل مسؤولينا الذين شاهدهم..

عدا واحداً ذكره بالخير – وهو حمدوك – واصفاً إياه بالجدع..

وعند إعادة عناوين النشرة برزت صورة رئيس الوزراء هذا كبيرة على الشاشة..

فدمدم صديقي السوداني المتمصرن :

ومَّال يبني ح تنجح ازاي؟!..

يمعنى إن كان هذا حال قادة الفترة الانتقالية فكيف يمكنك أن تنجح يا حمدوك..

وقصتنا هذه مضى عليها قرابة عام…وكتبنا عنها في حينها..

وبالفعل لم ينجح السيد حمدوك..

يعني ح ينجح إذاي ؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى