شمال دارفور.. البدايات الحقيقية للتعايش السلمي

 

تقرير: الصيحة

لازالت لجنة المصالحة التي شكلها والي شمال دارفور محمد حسن عربي برئاسة الشرتاوي التجاني محمد صالح مندي رئيس المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بالولاية، لاحتواء  النزاع بين الرزيقات الشطية والزغاوة بمحلية طويلة  إثر نهب  (86) رأساً من الأبقار من الشطية في ضواحي  غبيشات غرب منطقة كولقي بمحلية طويلة.

اللجنة أكدت عزمها حل هذه القضية بطريقة مُرضية في حال حصولها على تفويض من طرفي النزاع وأنها ستسعى  للاستماع لآراء كل الأطراف بكل حيادية ونكران ذات، ورفع تقرير نهائي ومفصل للوالي محمد حسن عربي للبت في عملية  الحل الذي تراه اللجنة لمعالجة آثار الحادث قانونياً أو عرفياً.

وخلال الجلسة التي خصصت لوفد الإدارة الأهلية للرزيقات الشطية برئاسة العمدة محمد المهدي بخيت استمعت اللجنة لشرح مفصل حول عملية النهب والملابسات الكاملة التي صاحبت الحادث وما ترتب عليها من قضايا  لتقصي الحقائق الكاملة لمعالجة هذه القضية  الشائكة بين الطرفين بعد مقتل رجل في ظروف غامضة يمثل جهة الاتهام بعد أن قام فزع مشترك من الشطية لملاحقة الجناة.

فيما أشاد عمدة الشطية بولاية شرق دارفور العمدة محمد المهدي بخيت (شورة) بالجهود الحثيثة لحكومة الولاية وسعيها الجاد لإيجاد حل لهذا الحادث يجنب الطرفين المواجهة غير الحميدة، وقال إن الاسلوب الذي اتبعته اللجنة يعتبر فرصة ثمينة لتدارك الموقف.

وأكد أن جلوسه مع هذه اللجنة جاء بعد تفويض تام من الحاضنة الاجتماعية للجلوس مع أي طرف تلتمس منه الجدية لمعالجة القضية الشائكة تقديراً للعلاقات الحميمة  والصلات الطيبة وصلة الرحم التي تربطه مع أهله الزغاوة في ولايات دارفور المختلفة، واستعرض العمدة خلال تقديم موقف أهله للتوصل للحل إنه رجل إدارة أهلية يتفهم الأدوار المتعاظمة للإدارة الأهلية في معالجة الإشكالات المتجذرة عبر الأعراف، مشيراً إلى أن أهله لهم سوابق في معالجة الكثير من المشاكل عبر الجوديات ولهم (رواكب) حسب قوله، وأكد أن ثقته في الإدارة الأهلية بالولاية كبيرة.

وقال: إذا رأت اللجنة منع أهله من حقهم في الأبقار المنهوبة ما عليه إلا السمع والطاعة تقديراً للإدارة الأهلية بولاية شمال دارفور، التي آلت على نفسها احتواء الموقف وتعاملت معه بمنتهى المسؤولية دعماً لجهود الحكومة في تطبيق السلام، لكنه سيعمل على دعوة أهله للمساهمة لإعادة الأبقار لصاحبها حارن عجيل، وتبقى راكوبة مفروشة بين الشطية والزغاوة.

ودعا العمدة لجنة المصالحة لأهمية زيارة مكان الحادث بمنطقة المنقايات جنوب المحلية الذي قتل فيه الفزع أحد الجناة لمعرفة مكان القتل هل في أثر الأبقار أم في مكان آخر، وفي حال معرفة اللجنة مكان القتيل وجد بعيداً عن أثر الأبقار المنهوبة أنه سيتحمل المسؤولية الجنائية  الكاملة لتذليل العقبات للفصل في هذه القضية، كاشفاً عن قبضهم لواحد رأس من الأبقار المنهوبه في يد أحد المتهمين في البلاغ  قام بشرائها من أحد المواطنين بمنطقة خزان التنجر، وتم إيداع المتهمين (البائع والمشتري) سجن محلية طويلة ليكونا (رأس خيط) لبقية الأبقار المنهوبة.

فيما تمت إحالة البلاغ والمتهمين لسجن القسم الجنوبي بالفاشر، وأكد أنه مع الحل الذي ترغب فيه اللجنه وأنه على استعداد لإطلاق صراح المتهمين حال رأت اللجنة ذلك لإبداء حسن النية لترك زمام القضية في قبضة الإدارة الأهلية.

فيما أبلغ العمدة أحمد محمد الصافي اللجنة بموقفه من الوالي الذي جمعتهم معه لقاءات متفرقة في وقت سابق وقال إنه لم يشارك في حل هذه القضية على طريقة المؤتمر الوطني، موضحاً أنه لم يشعر منه بأي جدية لإيجاد سلمي للمشكلة إلا بعد إصداره هذا القرار الشجاع الذي جاء بهذه اللجنة.

ومن خلال حسن النية الذي بادر به المتظلمون في هذه القضية وفي تطابق الرؤى مع الطرف الآخر (زغاوة/ شطية) كل المؤشرات تشير إلى أن الحل سيكون وديًا  مُرضياً للطرفين، وتكون تقديرات طرف للآخر محل اعتبار، وستكون بداية حقيقية لعملية تعايش سلمي في ولايات دارفور بوجه جديد ومغاير، وتكون منطقة القلاب أول منطقة شهدت عملية تطبيق فعلي للسلام بدارفور وإنزاله فعلياً لارض الواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى