الغالي شقفات يكتب: أبطال السَّلام بيننا

تشرّفنا أمس في صحيفة (الصيحة) بزيارة وفدٍ كريمٍ من قيادات الجبهة الثورية، الذي ضَمّ القائد ياسر سعيد عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية، واللواء نمر عبد الرحمن نائب رئيس المجلس الانتقالي، والأستاذ معتصم أحمد صالح الناطق الرسمي باسم العدل والمساواة وأمين الإعلام،  وممثل كيان الشمال وآخرين من أنصار السلام وقيادات الكفاح المُسلّح، ورحّبت إدارة الصحيفة بالوفد الذي تَحَدّث عن السَّلام وإنجازه وفوائده للشعب السُّوداني، وأشاد بدور (الصيحة) في تغطية المفاوضات، مؤكداً على أهمية الإعلام في المرحلة المُقبلة.
وتحرُّكات القائد ياسر عرمان وانفتاحه نحو المُجتمعات والقِوى الحَيّة والمُؤثِّرة في البلاد ستضيف حراكاً سياسياً جديداً، وهنالك تفاؤل بأنّ وصول قيادات الكفاح المُسلّح أمثال عرمان ورفاقه إلى الداخل سيُحرِّك بِرَك السِّياسَة السَّاكنة في الخرطوم، لِمَا للأستاذ ياسر عرمان من خبرة سياسية ومسيرة كفاح طويلة امتدّت لأكثر من ٣٤ عاماً،  وهي تجربة طويلة صنع من خلالها التّحالُفات والعلاقات الدولية المُتميِّزة، فهذا رصيدٌ يستفيد منه الشَّعب السُّوداني، وتساعد هذه الخبرة في تنفيذ اتفاقية جوبا وإنزالها على أرض الواقع، وعرمان خطيب مُفوّه وله مقدرة عالية على مخاطبة جذور المشاكل ويفهم ماذا يريد أهل المنطقتين، وهو يَمتلك ناصية القيادة والمهارات التي تُؤهِّله التبشير بالسلام وإنزالها لأرض الواقع، لأنّه يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه وزملائه من الحركة، لأنه بشّر بسُودانٍ جديدٍ، يتساوى فيه الجميع ووقّع الاتفاق بغية تحقيق الأهداف والمبادئ التي استشهد من أجلها رفاقه الدكتور جون قرنق دي مبيور واتير ووليم نون، وآفاق الشهيد يوسف كوة مكي وفليب مافي تيه ومحمد توتو كوه ومحمد جمعة نايل ونيرون فليب أجو وقائمة طويلة من آفاق عرمان في الجبهة الشرقية والجنوب الجديد، كل هذه الأرواح تنتظر تحقيق مشروعها وهو سودان جديد يتساوى فيه الجميع، وهي مسؤولية كبيرة على كل القادة المُوقِّعين على السلام، فالقائد نمر الأسير السابق فَقَدَ رفيق دربه محمد عبد السلام الشهير بـ”طرادة” وعدداً كبيراً من الشهداء في نواحي جبل وشمال دارفور، وسعدت بوصول رفيق المهاجر والغربة الأستاذ معتصم أحمد صالح أمين الإعلام بحركة العدل والمساواة والقيادة بالجبهة الثورية، ومعتصم من الكوادر المُؤهّلة تأهيلاً عالياً، حيث درس في أرقى الجامعة الأمريكية وهي “جامعة نيوهفن”، وقاد مع رفاقه كل التظاهرات والوقفات التي جرت في أمريكا ضد النظام، حتى في زمن الجليد والأمطار تجد معتصم واقفاً وشامخاً، يردد: “البشير تو اي سي سي أو تررست رجيم …الخ”، ويحمل مُكبِّر صوته في حواري شارع ٤٧ بنيويورك مع آخرين، وهي مقر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.. ويقودون سيّاراتهم الخاصّة من نيويورك إلى واشنطن وهي مسافة ست ساعة وأحياناً للولايات البعيدة لأكثر من عشرين ساعة، فهؤلاء هُم نُموذج من وقّعوا السلام الذين زارونا أمس، والسُّودان الجديد في موعد معهم وشعبنا في الانتظار، ونقول هذا مقدمٌ ميمونٌ وبشارة فأل لسودان آمن ومُستقر يتساوى فيه الجميع، ويتحوّل لدولة تحكمها المُؤسّسات والدستور والقانون، سودان منفتح على جيرانه ومُحيطه الإقليمي ويستعيد مكانته الدولية، ولكن المحافظة على السَّلام (Maintain peace) هي المرحلة الأصعب، فلنحافظ جميعاً على السَّلام ونعمل معاً لتحقيقه لينتقل شعبنا إلى مرحلة جديدة ويُغادر محطة الفقر والجوع وانهار الدم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى