الغالي شقيفات يكتب: مؤتمرات الشعبي

لأجل الوطن

الغالي شقيفات

مؤتمرات الشعبي

نظّم حزب المؤتمر الشعبي، عدة مؤتمرات قاعدية لعُضويته بالولايات المختلفة، وانتخب أمناء الولايات في عمل ديمقراطي مشهود ومفتوح. والمؤتمر الشعبي حزبٌ له وجوده في الساحة السياسية السودانية وقدم فاتورة وجوده بدماء شهدائه الذين قدّمهم لمواقفه ومبادئه التي يؤمن بها، والآن اتخذ جانباً إيجابياً وهو انحيازه لخيار الشعب والشارع السوداني بدخوله التسوية السياسية والتوقيع على الاتفاق الإطاري رغم مُعارضة قلة غير فاعلة من منسوبيه لا زالت تتمترس في الأيديولوجيا القديمة، ولكن قوى الانفتاح بقيادة الدكتور كمال عمر عبد السلام والأستاذ الطاهر أبو جوهرة ورفاقهم بمواقفهم حجزوا للشعبي موقعاً في السودان القادم الذي لا مكان فيه للديكتاتورية والانغلاق والإقصاء، سودان جديد كل يأتي بعطائه وكفاءته، كمال عمر يحمل درجة الدكتوراه في القانون، والدكتور محمد العالم أبو زيد يحمل الدكتوراه في القانون وخبرة طويلة، يتنافسان في منصب وزير العدل والنائب العام في حكومة الكفاءات القادمة وهكذا، وأبو جوهرة رئيساً للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات أو مديراً لوكالة السودان للأنباء، والشعبي بمواقفه الجديدة أصبح مقبولاً للشارع ولا ننسى مواقف قواعده في محاربة البشير والمساهمة في إسقاطه ولهم عدد من الشهداء في ثورة ديسمبر المجيدة.

وتابعت أخبار انعقاد المؤتمر الولائي الرابع للشعبي عبر صفحة الزميل الطاهر أبو جوهرة الذي رافق الأمانة الاتحادية للشعبي إلى عدد من الولايات بتشريف الأمين العام المكلف الدكتور الأمين عبد الرازق، يمكنني القول إنّ المؤتمرات مرتبة ومنظمة تنظيما جيدا، وهو عمل يعزز الشورى ومشاركة القوى السياسية الحية في مؤتمرات الشعب، دليل على قبوله في صف الشعب والوطن، ويأتي هذا الحضور الأنيق والرفيع لموقف الشعبي من الاتفاق الإطاري بوابة القبول الدولي والمجتمعي، وما لفت نظري تجديد الشعبي في جنوب دارفور للمهندس عبد الرحمن الدومة، وفي شمال دارفور للأستاذ عبد الله الدومة وهما من القيادات القديمة والأصيلة في الشعبي، إلا أنهما مكثا في مواقعهما التنظيمية حوالي عقدين من الزمان، ورغم الخبرة والولاء والقدرات التنظيمية العالية كان عليهما فتح المجال لدماء، وهم يجب تصعيدهما مركزياً.

عموماً أحدث الشعبي حراكاً واسعاً وتمريناً ديمقراطياً في الساحة يتعلّم منه الآخرون، ونأمل أن تكون مواقفهم دائماً في صف الوطن والمواطن.

ومثل هذه المؤتمرات تنشط الأحزاب وتفسح المجال أمام أكبر عدد من القواعد والشباب للتقدم للقيادة، وتسهم في تطوير العمل الحزبي، وتذوب الفوارق والانتماء العشائري الضيق، ويقيم الأداء العام، والأمل أن يساهم الشعبي في تعزيز التواصل بين المكونات والاهتمام بالجانب الثقافي والفكري وملامسة قضايا الناس والعمل بصورة خاصة في رتق النسيج الاجتماعي بدارفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى