الجزيرة.. تكامل الأدوار للقضاء على الملاريا

تقرير: أحمد الطيب المنصور

الملاريا من الأمراض التي تمثل عائقًا للتنمية وإهداراً للموارد المالية في ولاية الجزيرة بصفة خاصة وعدد من ولايات السودان، فنجد أن الاستراتيجية القومية لمكافحة الملاريا تستهدف عدداً من الولايات معظمها تقع في مشروعات الزراعة المروية تتطلب تكامل الأدوار للقضاء على الطور اليرقي، فنجد أن حملة المكافحة بالمبيد ذي الأثر المتبقي التي تقوم علي جولتين للقرى في موسمي الخريف والشتاء والتي يدفع صندوق الدعم العالمي التابع للأمم المتحدة تكلفتها. والسؤال، هل هذه البرامج الأممية ذات جدوى في القضاء على الملاريا أم تأتي في سياق خدمة أهداف شركات ومؤسسات تستفيد من استمرار هذه البرامج، دون تقييم وتقويم من جهة محايدة إضافة الى التعاقدات والمعاملات اللوجستية. في ظل ضعف المكون المحلي وغياب المدن من خارطة المكافحة إلا بمبادرات خجولة من بعض منظمات المجتمع المدني والخيرين.

فنجد أن الحملة تأخرت هذا العام بسبب جائحة كورونا، إلا أنها انطلقت في اواخر شهر سبتمبر الحالي بدلاً عن يوليو مستهدفة 41 وحدة إدارية بتكلفة تبلغ 267 مليون جنيه. وأوضح د. أحمد المصطفي شيخ إدريس مدير عام الصحة بولاية الجزيرة في تصريحات صحفية، أن برنامج مكافحة الملاريا مستمر لتقليل نسبة الإصابة وصولًا للقضاء  على المرض، واعتبر أن التساؤلات حول تنفيذ الحملة والنقد الهادف برنامج عمل لوزارته لمراجعة مراحل تنفيذ الحملة بشفافية من أجل صحة إنسان الجزيرة.

كما نجد أن قرارات الولاة الذين تعاقبوا على ولاية الجزيرة أحدثت خللاً في دورة مكافحة الملاريا من خلال عدم تعيين 111 عاملاً لمحاربة الطور اليرقي في الوقت الذي توجد فيه 280 وظيفة عامل ملاريا مستغلة من جهات ليست لها علاقة بوزارة الصحة. إضافة الى كسورات المياه وضعف الاستجابة في تسديد البلاغات التي تسببت في توالد البعوض.

أما المبيد المستخدم في مكافحة الملاريا البنديوكارب فيقتصر على القرى بمعايير فنية تشمل الرش المتجانس بجرعة 200ملجرام للمتر المربع وفترة بقاء على الأسطح متوقعة من 3-4 أشهر تختلف ما بين المباني الطينية ومباني الطوب الأحمر . وتم استبعاد مبيدات الددت والجمكسين لظهور مقاومة من الطور الناقل. وتشير إحصائية وزارة الصحة الاتحادية لفشل حملات مكافحة حواضر المدن لعدم الالتزام من المواطنين بإخراج الإثاثات مما يجعل نسبة الرش 60% الأمر الذي يتعارض مع معايير نجاح الحملة بنسبة 85% فأكثر.

أما في مجال التشخيص والعلاج، فقد ظل صندوق الدعم العالمي يقوم بتوفير خط العلاج الأول الكوارتيم واستخدام الكينين كخط علاج أول للأطفال الذين يقل وزنهم عن 5 كيلوجرامات والنساء الحوامل مجاناً، إلا أن هنالك خللاً في نظم الإمداد بين المركز والولايات، فنجد أن جرعة العلاج تباع في ولاية الجزيرة بمبلغ 400 جنيه للعلاج، وفي الخرطوم بمبلغ 250 جنيهاً في ظل موسمية العلاج المجاني مما يؤثر علي الشرائح الضعيفة والفقراء.

كما أن عدم اهتمام الولاة الذين تعاقبوا على الولاية بتوفير المكون المحلي الذي لا يتجاوز 500 ألف جنيه للحملة الواحدة لمحاربة الطور اليرقي والرش الضبابي أدى إلى ضعف برامج المكافحة في حواضر المحليات، مما أدى الى ارتفاع نسبة الإصابة، فالمواطن ثروة بشرية بعيد عن الاهتمام في ظل لغة الأرقام والميزانيات والإيرادات والمنصرفات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى