الخبز.. مآسٍ وحكاوى

 

الخرطوم: رشا التوم

حالة من الإحباط والمعاناة تفشت في أوساط  المواطنين بعد ارتفاع مفاجئ في أسعار الخبز، حيث  بلغ سعر الرغيفة الواحدة ما بين 8-10 جنيهات  بدلاً من 2 جنيه لقطعة الواحدة في بعض المخابز  التي أكد اصحابها  استخدامهم دقيقاً غير مدعوم.

 وفي الوقت نفسه توقف عدد كبير من مخابز الخرطوم عن العمل متعللين بنقص الحصص المقررة للدقيق وارتفاع أسعار المدخلات بجانب عدم استجابة الدولة لمطالبهم، وفي المقابل لم تصدر  وزارة الصناعة والتجارة بياناً  يؤكد الاتجاه إلى تحرير سعر الخبز والتحول إلى الخبز التجاري فعلياً.

 وهي الجهة المنوط بها ذلك. ولكن بالنظر للوضع الآن بالبلاد  نجد أن الصفوف بالمخابز ما زالت مستمرة في الوقت الذي اشتكى فيه عدد من أصحاب المخابز من عدم توفر المعينات من قبل الجهات المختصة خاصة الدقيق، وهذا بدوره قاد إلى تلويح اتحاد المخابز مرة أخرى والتهديد برفع أسعار الخبز  أو التوقف كلياً عن العمل.

 ويواجه المواطنون أوضاعاً مأساوية  خلال الانتظار في صفوف المخابز لساعات طويلة خلال الليل والنهار من أجل الحصول على الخبز  بقيمة 50 جنيهاً فقط للأسرة في اليوم. ويعتبر الخبز من  أبرز المشكلات التي أطاحت بالنظام السابق  حيث عانى المواطن السوداني كثيراً من تلك المشكلة والتي لا تزال ليومنا هذا وأصبح تراص الصفوف أمام المخابز منظراً يومياً رغم التطمينات التي تطلقها الجهات المختصة بتوفر دقيق الخبز مع توزيع الحصص على كافة المخابز بصورة عادلة، ولكن بالرغم من ذلك، فإن الحصول على السلعة أصبح صعباً في بعض المناطق بجانب ارتفاع أسعارها، حيث شكى العديد من المواطنين من الزيادة غير المبررة من أصحاب المحلات، وابدى العديد تساؤلاً أين الجهات المختصة لحسم الفوضى؟.

وفي المقابل  أكد اتحاد المخابز أن  الباب  مفتوح لحدوث زيادة في  أسعارالخبز، وأكد عضو تجمع أصحاب المخابز العاملة بولاية الخرطوم  عصام عكاشة لـ(الصيحة)  أن الأوضاع  سيئة  فيما يتعلق بتراجع حصص الدقيق  من 47 ألف جوال إلى 20 ألف جوال فقط في اليوم  داخل ولاية الخرطوم،  بجانب رفع نسبة استخلاص الملح، وقال إن الحصص المقررة للمخابز أصبحت غير معلومة أو واضحة العدد.

 وكشف عن توقف عدد كبير من المخابز عن العمل بسبب الدقيق، وفي الوقت نفسه تزايدت الصفوف وتكدس المواطنين أمام المخابز، مشيرًا إلى أن اللجوء إلى استخدام البدائل عن الخبز يكلف  الأسر مبالغ طائلة، ولفت إلى استغلال أزمة شح الدقيق من قبل من وصفهم بتجار الأزمات، وقال إن البعض فقد القيم والمبادئ والوطنية وتلاعبوا في قوت المواطن  

 وفي الاتجاه نفسه أمهلت  تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم  والي الخرطوم 5 أيام لإلغاء المخابز التجارية  وتوفير الخبز المدعوم  أو الخروج إلى الشارع  واقتلاع المتسببين في ضيق العيش على المواطن.  

 ورغم  وجود ما يقدر بـ 3 آلاف مخبز بالولاية، إلا أن الشكاوى من قبل المواطنين باتت في زيادة مستمرة  من تناقص أوزان الخبز إلى أحجام صغيرة رغم الزيادة التي شهدتها في الأسعار.

وفي وقت سابق دعا اتحاد المخابز لإنشاء آلية جديدة لمراقبة الدقيق وضبط التوزيع، ورهن انجلاء أزمة الخبز بوجود جسم رقابي فاعل. وشكا  عدد من المواطنين تحدثوا للصيحة من وجود ندرة في الخبز في مناطقهم بجانب اتجاه بعض المخابز إلى زيادة سعر الخبز مع  تناقص حجمه بصورة واضحة خاصة منطقة الأزهري وشمال بحري،  الأمر الذي وصفه البعض بأنه تحايل على المواطنين، ونادوا بضرورة فرض الرقابة من قبل المسؤولين، ورغم أن الحكومة تؤكد دعم الدقيق والخبز ما تزال مشكلة قائمة دون حل، ويرجح مختصون أن الأزمة إدارية في كثير من جوانبها، وقصور في الدور المرسوم للجهات ذات الصلة خاصة انعدام الرقابة وعدم كفاءة دور الأمن الاقتصادي بحسب ما يقول عاملون بقطاع المخابز. من جانبه أكد النور مضوي  صاحب مخبز بالكلاكلة توقف عدد كبير من المخابز بسبب عدم توفر الدقيق والوقود بجانب ارتفاع تكلفة التشغيل بصورة كبيرة، وبحسب المتابعات اتجهت بعض المخابز إلى زيادة سعر الخبز من  2 جنيه إلى 10 جنيهات.  

ويبدو جلياً أن عدم توفر القمح لدى بعض المطاحن ساهم في تفاقم الأزمة وأضحت معظم  الولايات تعاني مشكلة عدم توفر الخبز بصورة كبيرة، حيث شهد البعض منها ندرة وانعداماً منذ فترة طويلة لم تجد الحل من قبل الجهات المختصة.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى