الطاهر ساتي يكتب:تعليم غير عادل..!!

 

:: التحية لصغارنا الذين جلسوا لامتحانات الأساس، بالخرطوم وكل السودان.. ومبروك لمن نجح، وحظا أوفر – في العام القادم بإذن الله – لمن كسب تجربة ولم يصب باليأس والفشل.. فالشاهد أنهم جلسوا للامتحان هذا العام وهم بين مطرقة كورونا وسندان التردي الاقتصادي.. ومع إعلان النتائج، منذ تسع سنوات تقريباً، نناشد السادة بوزارة التربية والتعليم بإلغاء الكارثة التعليمية التربوية المسماة بالمدارس النموذجية، ولا حياة لمن نناشد..!!

:: وحتى بعد الثورة، والتي من شعارها العدالة، ناشدنا أيضاً.. والحمد لله، ألغت ولاية نهر النيل هذه المدارس، وقال عبد العزيز أبونصيرة، المدير العام للتربية والتعليم بنهر النيل إن مهمة العملية التربوية تتلخص في إعداد الإنسان وليس الاحتفال بإحراز المراكز والمراتب الأولى، وطالب  أبو نصيرة  بأن تكون كل المدارس نموذجية عبر تأهيل المدارس الجغرافية، من حيث البيئة وعدالة توزيع المعلمين والعمل على إرجاع ثقة التلاميذ وأولياء التلاميذ في المدارس الحكومية (كلها)..!!

:: أما السادة بالخرطوم، فلا يزالون في مرحلة (اللّت والعجن)، رغم أن المُؤتمر العَام لأصحاب المصلحة، والذي نَظّمته وزارة التعليم بالخرطوم، بحُضُور وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم، أوصت بإلغاء المُسمّاة بالمدارس النموذجية.. وعليه، نعيد المناشدة.. يجب إيقاف توزيع التلاميذ إلى مدارس نموذجية تحظى برعاية الحكومة وأخرى – مغضوب عليها – مسماة بالمدارس الجغرافية، أو كما يحدث طوال عقود الظلم..!!

:: وبما أنها ثورة تغيير شعارها (العدالة)، يجب إلغاء الظلم المسمى بالمدارس النموذجية.. فالنظام المخلوع، بلا دراسة وبلا مرعاة للجوانب النفسية للطلاب وأسرهم، ظل يرتكب جريمة تقسيم المدارس إلى ( نموذجية) و (جغرافية).. فالمدارس النموذجية تستوعب الطلاب المتفوقين، لتنافس بهم طلاب المدارس الخاصة في امتحانات الشهادة السودانية.. قانوناً وأخلاقياً، ليس هناك ما يمنع جمع المتوفقين في مدارس محددة مسماة بالنموذجية..!!

:: ولكن، ليس من العدل ولا كل مكارم الأخلاق، أن تتفرغ سلطات التعليم لهذه المدارس النموذجية، بحيث تشرف عليها وتراقبها ثم تمدها بالكفاءة وكل عوامل (مناخ النجاح)، ثم تدع المنسيين في المدارس الجغرافية لضنك التعليم ومناخ الفشل.. (الطلاب ذوو المستويات الأدنى يؤثرون على الطالب المتميز ويضعفون مستواه، والصفوة المتميزة عندما تكون مع بعضها تسير إلى الأمام)، هكذا الفكرة الخبيثة التي يتكئ عليها هذا الظلم..!!

:: فالتلميذ بالمدرسة الحكومية النموذجية، يحظى بالإدارة المهنية والكادر المؤهل والكتاب خصماً من ميزانية الدولة التي يساهم فيها كل أفراد الشعب.. أي يحظى ذاك الطفل بعناية خاصة، فينجح وتتصدر مدرسته الحكومية قائمة (الأوائل)، وهذا حق مشروع للطالب والمدرسة، ولكن التلميذ الآخر، بالمدرسة الحكومية الجغرافية، فإن وجد المعلم لا يجد الكتاب، وإن وجد الكتاب لا يجد الفصل، وإن وجد الفصل لا يجد المعلم، وهكذا.. أي لا يجد تلك العناية الخاصة..!!

:: وعندما تتباهى سلطات التعليم بدخول بضعة طلاب بمدارس نموذجية في قائمة المائة الأوائل في نتائج الشهادة السودانية، فإنها تتناسى أنها ظلمت آلاف الطلاب بالمدارس الجغرافية بحرمانهم من عوامل التفوق.. ثم هناك ظاهرة (غير تربوية)، وهي أن هناك مدارس نموذجية بعد أن تقبل أعدادا قليلة من الطلاب المتفوقين (مجاناً)، تخصص مقاعد الفصول – أو فصول كاملة – للقبول الخاص، أي تتتخذ الطلاب المتفوقين (طُعماً) تصطاد به طلاب القبول الخاص، وهذا غير أخلاقي وغير تربوي.. !!

:: إن كانت ثمة مقاعد إضافية في المدارس الحكومية، فالعدالة تقتضي رفع الحد الأدنى للقبول بحيث تستوعب تلك المقاعد المزيد من الطلاب الناجحين (مجاناً)، بدلاً من بيع فرص القبول (لمن يدفع)..!!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى