صلاح الدين عووضة يكتب : يوم الرجال !!

 

ويوم عائشة أيضاً..

اليوم الذي نعرض فيه بضاعتنا التي لا ينافسنا عليها أحدٌ من العالمين… سوى العرب..

بضاعة الكلام… والرغي… والثرثرة… والتنظير..

فاليوم ستضج قاعة المؤتمر الاقتصادي بترليونات من الأحرف…على أطنان من الورق..

ثم لا يتمخض عنه ما يعادل عُشر هذه الأوزان من الأفعال..

فهو مولد لن نخرج منه بحمص ؛ تماماً كموالد الإنقاذ العديدة…ومنها مؤتمرها الاقتصادي..

نعم؛ فقد كان من بين مؤتمراتها تلك واحدٌ خاص بالاقتصاد..

وبنى المتحدثون الكُثر قصوراً اقتصادية جميلة – كلٌّ منها أجمل من الثاني – في الهواء..

وما أن انفض مولد المؤتمر حتى تهاوت على الأرض..

وبقي شاهداً على ذكراها ما وُضع على الأرفف من ورق تنوء بحمله العصبة أولو القوة..

ثم ذهب وزير المالية إلى وزارته يتمطى..

وبقي مواصلاً لنهجه ذاته ما قبل المؤتمر…فقصور الهواء لا (تتنزل) على أرض الواقع..

أو لا تُبنى على أساس واقعي…أدواته بين أيدينا..

وكذلك سنفعل نحن لأوراق مؤتمرنا هذا…واسألوني إن رأيتم قصراً واحداً نزل إلى الأرض..

وحتى وزيرة ماليتنا ستبني لها – ولنا – قصراً في الهواء..

بينما أدواتها التي يمكن أن تبني بها قصراً أرضياً – أو حتى بيتاً – كثيرة… وبين أيديها..

ومنها – على سبيل المثال – (قفل بلف) النثريات المليارية..

فنثرية عائشة وحدها – لشهرٍ واحد – يمكن أن تفعل الكثير….. في زمان الضنك هذا..

ثم نثريات رفقائها… فالوزراء… فالولاة… فالمستشارين..

وها هي تتذمر الآن من الزيادة الأخيرة – المهولة – في المرتبات… وتطالب بإعادة هيكلتها..

وهي زيادة – للعلم – كنا قد حذرنا من عجزٍ وشيك عن دفعها..

ولكن لماذا لا تطالب – في المقابل – بإعادة هيكلة ما يلي جيوش السياديين والتنفيذيين؟..

وسيأتي عباس مدني – كذلك – ليبني قصراً في الهواء..

وهو الذي فشل في بناء ولو ما يعادل حتى (قطية قش) من الانجاز على أرض الواقع..

وفي يوم الرجال هذا – تحديداً – انعدم الخبز…أو كاد..

ولكن أنظروا إليه وهو يأتي متأبطاً ورقته ليقرأ منها كلاماً (ذي الفل) داخل المؤتمر..

ليقرأ كلاماً كثيراً – وسمحاً – مثل (سماحة جمل الطين)..

وهو يعلم ألا أحد سيسأله من المؤتمرين (طيب لماذا لا تنفذ هذا الذي تقوله في نطاق وزارتك؟)..

ولا نعلم هل ستتحدث عائشة – أيضاً – أم لا..

فإن كانت ستفعل ؛ فعلى من ستبكي هذه المرة أيضاً وقد بكت من قبل على حال العالقين؟..

ثم بكت – قبل أيام – على نثريتها المنهوبة..

بينما يبكي رجالٌ – من شدة القهر – كما النساء..

في يوم الرجال !!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى