صلاح الدين عووضة يكتب :غوروا !!

 

ولن ننسى..

حتى وإن نسوا هم… أو تناسوا… أو طنشوا… أو صهينوا..

فما زلنا مع نثرية المليار – ونصف المليار – الخاصة بعائشة… وزملائها… ورفيقتها..

فقط نثرية مكتبية خاصة بالتسيير..

وليت شعري أي شيء هذا الذي يسيرونه – شهرياً – بهذه المبالغ الخرافية في زمن الجدب..

فكم مدرسة خرابة تحتاج لهذا المبلغ؟..

وكم مشفى متهالك – يفتقر لأبسط المقومات الطبية – يمكن أن ينقذه هذا المبلغ من تهالكه؟..

وكم مشروع قومي متعثر يجعله هذا المبلغ يقف على قدميه؟..

وكم أسرة لا تجد الكفاف يغنيها هذا المبلغ طعاماً – وسترة – لأشهر عدة… لا شهراً واحداً؟..

ولكن عائشة – ورصفائها – لا يغنيهم المبلغ هذا إلا لثلاثين يوماً..

ثم مع بداية كل شهر يتطلعون إلى السيدة هبة – وزيرة المالية المكلفة – لتلحقهم بالمعلوم..

ثم تأتي هبة هذه نفسها لتصرخ بضيق الحال..

تصرخ للشعب…وأمام الشعب…وفي الشعب ؛ ولكن طلبات (السياديين) على العين والرأس..

وربما الوزاريين أيضاً؛ فما الذي يجعلهم بلا نثريات مليارية مماثلة؟..

فبما أنهم وجدوا مالاً سائباً – محروماً منه الشعب – فليتمتعوا به كما شاءوا…وشاءت هبة..

كلهم ؛ كل الذين رمت بهم الأقدار إلى كراسي السلطة..

ولم يثبت لنا من المشاهدات…ولا الشواهد…ولا الشهود… أن ثمة استثناء (ثورياً) زاهياً..

ولا عزاء للثورة…وشهدائها…وضحاياها…وعامة الشعب المسكين..

فما بين نثريات مليارية…وأجور مليارية…وترميمات منازل مليارية…ضاعت الثورة..

ولا ننسى طبعاً – حتى وإن نسوا هم – فضيحة الفارهات المليارية..

فمن أين أتى هؤلاء؟…أمن رحم الثورة؟…أم قلب معاناة الشعب؟…أم غيهب المجهول؟..

وأي مجهول هذا الذي أبدلنا إنقاذاً بإنقاذ؟…وتمكيناً بتمكين؟..

ثم أبدلنا – أيضاً – شهوةً للسلطة والمال والفارهات لا تقل شبقاً عن التي كانت للذين مضوا؟..

ثم يطالبونا بألا ننتقد حرصاً على الثورة..

فإن كانت الثورة تهمهم لحرصوا عليها بما يتسق مع قيمها… وسموها… وأهدافها… و دمائها..

لحرصوا عليها هم قبل أن يطالبونا نحن بالحرص هذا..

يعني يريدون منا أن نسكت على بزخهم هذا – في زمان القحط – كيلا تتضرر الثورة؟..

أم كيلا يتضرروا هم؟… وهذا هو الأصح..

فخوفهم على الثورة كلمة حق أرادوا بها باطلاً ؛ وإلا فإن مفاتح اللعب الدفاعي بأيديهم..

فليكفوا أيديهم هذه عن مال الشعب المسكين لنكف نحن تلقائياً..

أولا يكفهم – ويكفي الشعب المتعب هذا – سقوطهم التنفيذي ليضيفوا إليه سقوطاً أخلاقياً؟..

لن نسكت…. ولن ننسى…. ولن نكف..

إلى أن يرتقوا لمستوى تحديات المرحلة ؛ أداءً… وزهداً… وأخلاقاً… ومسؤولية..

أو يغوروا !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى