سنار.. عندما تقهر الطبيعة الإنسان

 

تقرير: صلاح مختار

ليست ولاية سنار هي سنار التي كتب عنها الشعراء وغنى لها المطربون، ليست سنار الآن هي الولاية المعطاء القادرة على حمل نفسها وغيرها لأنها عاجزة بفعل الطبيعة التي غمرت أراضيها, ليست سنار التي كانت عاصمة السودان كما كانت بالأمس، والطريق إلى سنار الآن ليس كبقية الطرق أكل عليه الدهر وشبع، ولاية لا يربطها إلا شريان واحد تفتقر لشبكات طرق لربط مدنها. تتحمل  غضب النيل وأمطار السماء التي فاقت التوقعات رغم أنها نعمة أصبحت نقمة ومحنة, ولأن سنار هي السودان كان الفزع إليها من الجميع بالداخل والخارج ومن منظمات المجتمع المدني لنجدتها من فيضان النيل الذي اجتاح أراضيها ودمر مراعيها وغمر جنائنها التي تغطي مساحات واسعة من أراضيها.

ومثلما ظل مواطنو القرى الطرفية يسهرون الليل في حراسة النيل كي لا يخرج من محبسه.

ورغم هذه المحنة، إلا أن الولاية كانت ضامنة لنجاح امتحانات الشهادة السودانية، وأصرت إلا أن تقام في موعدها المحدد، ولا يتم تمديدها رغم المعوقات من سيول وفيضانات, وتدافع عدد كبير من المنظمات الوطنية والأجنبية لتقديم الإغاثة، ولكن اللافت في هذه القافلة التي قدمتها مجموعة (ليدر تكنلوجي) بقيادة فضل محمد خير الذي يعتبر أحد ابناء الولاية من مواد نوعية تتمثل في الإيواء وهي عبارة عن (8) جملونات كبيرة يمكن أن تستخدم كمدارس أو مراكز إيواء لأي طارئ يستصحب معه مهندسين لتركيب تلك الجملونات بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأدوية والمواد الغذائية بتكلفة تقدر بـ(50) مليار جنيه كأكبر قافلة تصل الولاية لإغاثة المتضررين من السيول والأمطار.

وقال والي سنار الماحي سليمان عند مخاطبته القافلة بمدينة سنجة: تتجلى ذلك في عظمته ومعدنه حيث يترك الجميع انتماءاته السياسية والجهوية والقبلية ليكون همه الولاية ونجدة أهلها, واعتبر قافلة (مجموعة ليدر تكنلوجي) الأكبر التي وصلت الولاية حتى الآن لإغاثة المتضررين من السيول والأمطار، بيد أنه أضاف أن قيمة القافلة المعنوية أكبر رغم عظم قيمتها المادية الكبيرة خاصة أنها تأتي من قبل منسوبين لأبناء الولاية.

 وانتهز الوالؤ السانحة كي يعبر عن امتنانه لكل أبناء الولاية التي تدافعوا لنجدتها ودعا إلى أن تكون هنالك شراكات في المستقبل بين حكومة الولاية وأبناء الولاية خاصة الرأسمالية منهم. وقال: نحن محتاجون للمؤازرة والدعم والمساندة كي نستطيع الخروج من ركام الأزمات والكوارث بتكاتفنا، ونحن أكثر قوة. وأضاف: بهذا سوف نقهر الطبيعة ولن تقهرنا، واعتبر ولاية سنار غنية جدًا بمواردها يمكن أن تكون من أغنى ولايات السودان، تحتاج إلى تضافر جهود أبنائها وتكاتفهم من أجل مصلحة الولاية، وقال: تجلى ذلك في الكوارث الطبيعية.

حاجز الأزمة

وعبر ممثل مجموعة الشركات والعاملين بمجموعة ليدر تكنلوجي مصطفى دفع الله، عن أمله في أن تساعد المساهمة في تخفيف آثار السيول والفيضانات التي أجتاحت الولاية، وقال: القافلة تعبر عن انحياز فضل محمد خير الذي وجه بتسيير القافلة للولاية والتي تحتوي على مباني حديد (8) (جملونات) إلى جانب (650) ألف باكو من الأدوية و(200) طن من أدوية الأطفال وكبسولات وعلاج النزلات المعوية، إضافة إلى مواد غذائية بقية (50) ألف جنيه. وقال دفع الله إن المساعدات تأتي في الإطار الطبيعي من أبناء المنطقة الذين يقفون مع الولاية في ظل هذه الكارثة، وأضاف: ستظل هذه مواقفهم الثابتة حتى تخرج الولاية من أزمتها الحالية التي خلفتها السيول والفيضانات غير المسبوقة. وأكد أن إدارة التواصل وفقاً لتوجيهات فضل محمد خير في حالة تنسيق مع حكومة الولاية حتى إنهاء الأزمة التي ستعبرها الولاية، وقال: بمثل هذا العطاء الذي تقدمه المجموعة كانت العديد منها تمويل الولاية بغرض إنقاذ الموسم الزراعي إلى جانب توفير الكتب المدرسية وإن سجله حافل بالإنجازات لأهالي سنار, ودعا أن تكون الزيارة المقبلة والولاية قد عبرت حاجز الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى