جنوب دارفور..( كاس) إصلاح ما أفسدته الأحداث

 

تقرير: حسن حامد

على خلفية الأحداث التخريبية التى شهدتها محلية كاس بجنوب دارفور نتيجة للأحداث الدامية التي وقعت في عدد من المناطق والتي تسببت في نزوح عدد من الأهالي وأعقبتها احتجاجات بمدينة كاس سادها العنف الذي أدى الى حرق إتلاف عدد من المؤسسات.

وقادت تلك الأحداث إلى شرخ في النسيج الاجتماعي لمجتمع كاس الذي عرف بالتسامح، ولإصلاح ما أفسدته تلك الأحداث تنادى أبناء كاس في ملتقى للتعايش السلمي ونبذ العنف وإعادة التعمير والتنمية بمشاركة لجنة السلام بقوات الدعم السريع ومركز دراسات السلام بجامعة نيالا استمر يومين برعاية كريمة من والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق، حيث ناقش الملتقى الذي شارك فيه (٣٠٠) من مكونات كاس عدداً من الأوراق شملت مرتكزات التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي وقبول الآخر بالإضافة لدور الإدارة الأهلية والعدالة الانتقالية بجانب نظام الحكم المحلي، وكانت الفرحة والتفاؤل باستقبال السلام القادم عبر مفاوضات جوبا الجلسة الختامية لملتقى كاس والدعوة لعبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو بضرورة اللحاق بركب السلام حتى يكون السلام شاملاً ومستداماً ينهي حقباً من المآسي والمرارات التي خلفتها الحرب ويفتح المجال للتنمية وإنهاء كافة المهددات الأمنية.

وقال مقرر الملتقى إبراهيم حسين ضو البيت إنهم قصدوا بالملتقى تعزيز قيم التعايش السلمي بين المكونات السكانية، ونبذ العنف بكافة أشكاله حتى يعيش الجميع في وئام وتبادل المنافع.

وقال ضوالبيت إن الملتقى خرج بالعديد من التوصيات من بينها توسيع دائرة المشاركة والحوار في كافة القضايا التي تهم المواطن دون استثناء، ومد جسور التواصل والاحترام المتبادل بين الجميع لا سيما بين القيادات ومنظمات المجتمع المدني. ووجه الملتقى الدعوة للممانعين للسلام من حركات الكفاح المسلح بالاحتكام لصوت العقل والانضمام لمسيرة السلام.

وأوصى الملتقى بصيانة وتأهيل قسم شرطة كاس، النيابة، ورئاسة المحلية حتى تتمكن من تقديم الخدمات للمواطنين مع تشكيل لجنة للمساعي الحميدة وفض النزاعات تشمل كافة مكونات المجتمع.

وأمن الملتقى على أن الموارد الطبيعية بما فيها الأرض هي ملك للجميع ويجب حمايتها وحسن استخدامها واستغلالها في الرعى والزراعة مع فتح المسارات والصوانى والطرق المؤدية إلى موارد المياه لتجنب الاحتكاك بين المزارعين والرعاة وإنشاء الحفائر ومشاريع حصاد المياه لاستقرار الرحل وتوفير خدمات الصحة والتعليم لهم وتوفير الخدمات البيطرية وتطوير الزراعة حتى تساعد في دعم الاقتصاد.

ممثل قوى الحرية والتغيير بالولاية شمس الدين أحمد صالح دعا مكونات الولاية المختلفة لعمل جرد حساب ليقيموا ما جرته الحروب  البينية بين القبائل وبين البطون، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لتغيير السلوك والسياسات تجاه بعضنا البعض وتجاه الدولة في ظل الثورة العظيمة التي هزمت نظام الإنقاذ.

وقال صالح: لا بديل للسلام إلا السلام الشامل والدائم الذي يجب أن تتوفر له شروط المجتمع والدولة ليبدأ بالتسامح وتحقيق العدالة والتنمية المتوازنة التي تعد المفتاح الحقيقي للسلام. وتابع: (توقيع السلام بالأحرف الأولى يشكل خطوة مهمة نحو السلام الشامل والعادل وندعو عبدالعزيز الحلو وعبد الواحد نور للانضمام إلى السلام).

والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق، أكد تبنيه مصفوفة المطالب التي خرج بها الملتقى خاصة الجوانب المتعلقة بإعمار مدينة كاس بعد مناقشتها مع جهات الاختصاص، ودعا والي الولاية أهل كاس جميعا إلى نبذ القبلية والعنصرية والمناطقية وقال إنها من أكبر المشكلات التي تؤرق الإنسان، مشيرًا إلى الترابط القوي لأهل كاس في الحقب الماضية، لافتاً إلى الأدوار التي تقوم بها الإداره الأهلية في إرساء دعائم السلام الاجتماعي. وتابع: (هذا الملتقى يكفي عنوانه وهو ما نريده في هذه الولاية والمحلية).

وأكد موسي  أنهم فى عهد الحرية والسلام والعدالة والمساواة وسيادة القانون لا مجال للاصطفاف حول القبيلة، مناشداً أهالي كاس بالتسامي فوق القبلية والجهوية وإعلاء قيم التسامح والوحدة، منادياً الإدارة الأهلية للعب دور أكبر تجاه السلام المجتمعي وإقامة العدل بين الناس متوعداً كل من يتداول العبارات التى تدعو إلى العنصرية مثل كلمة عرب وزرقة وجنجويد وطورا بورا، بموجب الأوامر الرادعة الصادرة بهذا الشأن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى