النيل الأزرق..(الصافية) القرية التي نسيها التاريخ

 

 

تقرير: محمد عبد الله الشيخ

الوضع الكارثي الناجم عن السيول والفيضانات وما خلفته من دمار في كافة مناحي الحياة، هذا الوضع  خلق قدراً كبيراً من التلاحم والتعاضد من أجل غوث المتأثرين  وإسنادهم ورفع المعاناة عن كاهلهم، ولم تكن القوات المسلحة ممثلة في الفرقة الرابعة مشاة بالدَمازين بمعزل عن المشهد، بل ظلت وسط الحدث بدءًا من ترحيل امتحانات الشهادة السودانية للمناطق المنكوبة عبر طائراتها، ثم نقل الأغذية والدعم لتلتقي جهودها في هذا الإطار  مع جهود ديوان الزكاة الذي ظل حاضرًا بدعمه للمتأثرين وإيصال المساعدات في طرق يستحيل عبورها بأي وسيلة برية أيًا كانت كفاءتها وقدرتها، فكان التفكير في إيجاد جهة تساعد الديوان للقيام بواجبه فتلفت أمين الزكاة بالولاية فيصل حسن آدم يمنى ويسرى فوجد  الاستجابة من الفرقة الرابعة مشاة بالدَمازين عبر الاتصال والتنسيق مع رئيس مجلس أمناء الزكاة بالولاية سعادة الوالي عبد الرحمن نور الدائم عبر اتصالات مع قائد الفرقة الرابعة مشاة، فكانت الاستجابة قبل أن تفيض عين أمين الزكاة من الدمع حزناً لعدم وجود ما يوصل به الدعم والمساعدة لمواطني الصافية على الشمال الشرقي من محلية الرصيرص بالقرب من حظيرة الدندر القرية التي تقطعت بها السبل جراء السيول والأمطار فكان بعدها الجغرافي سبباً تاريخياً لعدم وصول الخدمات في أبسط صورها، وهكذا وجد أهل الصافية أنفسهم في خضم النسيان والإهمال لينضب كل ما في  متاجر القرية من مواد غذائية بعد انقطاع عن أقرب الأسواق لمدة أكثر من أسبوعين وصل صوتهم بالشكوى للمسؤولين بالقرية بفضل شبكة الاتصالات كما قال شيخ القرية، ولم يصلهم أحد قبل أن تحط بينهم طائرة القوات المسلحة وسط استقبال أهل القرية بالتهليل والهتاف تلك الكلمات المنظومة من إحدى النساء على نسق الحكامات حال بيننا وبين رصدها أزيز الطائرة التي ترجل منها الأستاذ فيصل حسن آدم آمين ديوان الزكاة بولاية النيل الأزرق وسعادة العقيد الركن محمد عبد الرحمن نهار وطاقم الطائرة سعادة الرائد طيار متوكل باشا موسى والنقيب أسامة عثمان والنقيب منير عثمان، والملازم أول عوض عمر أحمد والمساعد عبد الباقي والرقيب استخبارات سيف الدين محمد. هكذا جاء شكر الأستاذ فيصل حسن آدم للقوات المسلحة في مستهل حديثه لأهل الصافية قائلاً: لو لا هولاء الرجال ولولا القوات المسلحة ما استطعنا أن نصل إليكم خاصاً بالشكر قائد الفرقة الرابعة مشاة العميد الركن مهندس عثمان بشير جمعة والسيد والي الولاية لاهتمامهما بإيصال الدعم لقرية الصافية مؤكداً أن ما قدمه الديوان يأتي في إطار  مسؤوليته وواجبه تجاه المجتمع موضحاً أن التحرك من أجل تقديم الدعم بدأ منذ تلقي الخبر عبر مكتب زكاة الرصيرص، ومن ثم الموظف الصادق حكيم الذي كان يرابط بالمنطقة أثناء الموسم وله معرفة بطبيعتها، وأضاف الأمين أن الديوان ظل مستجيباً لتقديم الدعم والإسناد للمتضررين بالسيول  عبر لجنة درء آثار السيول بالديوان التي تتابع البلاغات من كل محليات الولاية. وأوضح فيصل أن الدعم جاء وفقاً للظرف الماثل الآن، حيث تم  تجهيز  سلة غذائية بها كل المواد التي تحتاجها الأسرة بالإضافة لمواد تمكن من تجهيز وجبات سريعه كالشعيرية والأرز ووجبات جاهزة كالطحنية والمربى والبسكويت إضافة للسكر والشاي والبن.

فيما تبارى أهل القرية في الشكر والثناء للديوان بكلمات مرتجلة، وقال متحدث باسم القرية إن حضور أمين ديوان الزكاة والسيد العقيد ممثلاً لقائد الفرقة يعني لنا الاهتمام والإحساس بما نعاني سائلًا الله أن يجعله في ميزان الحسنات وأن يوفقهم في خدمة المجتمع.

رئيس لجنة المقاومة بالقرية عوض الحاج يوسف، أوضح أن القرية ظلت مقطوعة عن بقية أنحاء الولاية لأكثر من أسبوعين نتيجة الأمطار والسيول القادمة عبر خور السنط، ونفد كل ما يوجد في متاجر القرية من بضائع وسلع وصار الناس يقتاتون بليلة الذرة، والآن ظهرت حالات ملاريا وحميات وهناك أمراض مزمنة مثل الضغط والقولون، وهناك كبار سن ولا توجد بالقرية شفخانة أو نقطة غيار، بل فقط بها قابلة، ولا توجد بها مدرسة ولا حتى خلوة للقرآن وأقرب مدرسة على بعد سبعة كيلومترات في قرية الدويمة وأقرب سوق لهم في ديوة أكثر من 30 كيلومتراً.

لاحظنا بدورنا وجود أطفال في سن المدرسة وسألنا عن التحاقهم بالمدارس لم نجد أحداً ومنهم من تعدى سن المدرسة هذه المشكلة واجهنا بها فيصل حسن أمين ديوان الزكاة الذي أكد على عظم المشكلة والسعي لحلها بالتنسيق مع الجهات المعنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى