قبول الآخر.. تهيئة الملعب السياسي

 

تقرير: صلاح مختار

في أكثر من مناسبة ظل النائب الأول لرئيس المجلس السيادي، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) يكرر دعوته ورجاءه بضرورة تبييض النية وأن نضع أيدنا فوق أيادي بعض وهي دعوة موجهة للجميع وان نبعد عن سياسة تصفية الحسابات وهي خاصة بالقوى السياسية والأحزاب.

اللقاء الأخير الذي تحدث فيه (حميدتي) أثبت أنه ربما يرى أكثر من الآخرين في أمور الدولة وما تواجهه من مخاطر داخلية وخارجية بالإضافة الى الازمات الماثلة امامه، لذلك جاء خطابه كأنما يضع النقاط على الأحرف وكأنما هي آخر الحلول، لجهة أن خطابه كان مباشرا في تناوله لبعض القضايا عندما أكد على استمرار الدعم السريع في اغلاق الحدود وقدرته على ذلك، ولكنه قال: “الحكاية بايظة في حتات كثيرة ما عاوزين نخوض فيها وربنا يسهل ويهون والناس تضع يدها في ايدي بعض وهي وصيتنا”. ودعا لتصفية النفوس والضمائر وتبييض النية وترك تصفية الحسابات، وقال: “لو أي زول عاوز يصفي حساباته مع أخوه البلد ما بتمشي لقدام”. وأضاف: “لابد أن نقبل بعضنا البعض لأن البلد ما مسجلة بشهادة بحث باسم (زول)، كل الناس فيها سواسية”.

إذن ما دعا اليه حميدتي ويتمناه ويسعى لأجله هل هو آخر الحلول؟

طبيعي مقبول

استند حميدتي في دعوته الى اسلوب الحوار والعمل الجماعي والاخلاص في معنى تبييض النية التي كررها أكثر من مرة أن نضع أيدينا فوق أيدي بعض حتى انه قال: (البلد دي ما مسجلة بشهادة بحث باسم زول).

وبالتالي القضية كما يراها الكاتب والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر شكل من أشكال التراضي بين المواطنين وهي ضرورة أن يأتي أي شخص في السودان، خاصة اذا كان في مقام نائب رئيس مجلس السيادي الانتقالي، بيد أنه قال لـ(الصيحة) إن التقارب والتراضي موجود بنص الوثيقة الدستورية والمصفوفة في الاتفاق السياسي في خطاب الوثبة وهي مبادئ حاكمة, واعتبر أنه إذا كان هنالك اختلاف في وجهات النظر فهو أمر طبيعي ومقبول في ظل الوضع الديمقراطي الذي يستدعي قبول الآخر والحوار مع الآخر للوصول الى ما يرضي الاطراف.

تأكيد المؤكد

اذا كانت الدعوة بقبول الآخر ووضع اليد هي تأكيد المؤكد فإن الاشارة الى ان البلد “ما مسجلة باسم (زول)” هي اشارة اراد حميدتي ارسالها إلى اطراف ربما أرادت ان تفعل ذلك أو أراد قطع الطريق امام اطراف ربما لها أغراض الهيمنة كأنما البلد مسجلة باسمها, غير ان ما يراه خاطر في حديث حميدتي تأكيد ما هو مطلوب منه أن يفعله وهو نائب رئيس المجلس السيادي والمسؤول عن ملف السلام. وقال: “المطلوب منه شخصيا العمل على قدر الضرورة والبحث عن ما يرضي الناس, واستبعد أن يكون للازمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد أن تكون لها ظلال في اسقاط الحكومة مشيراً الى وجود ارادة سياسية مدركة لطبيعة الأوضاع الاقتصادية في كل الأحوال, الأمر الاخر ان السلطة الاقتصادية في يد نائب رئيس مجلس السيادة فهو لديه القدرة والجزء الأهم جداً من استقرار البلد بجانب دوره في مسألة التراضي والتوافق بين الناس.

صراعات مصطنعة

وسبق ان حذر “حميدتي”، من”مخطط مدروس” للاقتتال وأجندة داخلية لعرقلة السلام في بلاده. وحث الشعب السوداني على وأد خلافاته وتوحيد الصفوف وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد عبر تقديم كافة الأطراف تنازلات من أجل وقف الحرب في عين المؤامرة. واشار خلال كلمة ألقاها على ضباط وجنود قوات الدعم السريع بمعسكر النسور في مدينة أمدرمان مؤخرا اشار الى وجود جهات تقف وراء هذا المخطط والأجندة، لكنه “تحدث عن وجود عناصر (لم يسمها) لا ترغب في تحقيق السلام بالسودان، وتسعى لإشعال الفتن والنزاعات القبلية لأسباب وصفها بـ”المصطنعة”. ودعا جميع مكونات الشعب السوداني إلى “الترابط والتعاضد لمواجهة ومحاربة الفتن، وتحقيق السلام وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد”. واختتم قائلا: “هناك وطنيون كثر في “التغيير” يريدون إصلاح السودان، فإذا تراضى الشعب السوداني سنخرج إلى بر الأمان”.

تقاطع المصالح

يقول المحلل السياسي د. ابوبكر آدم ان حميدتي ظل يقدم دعوته دائما للضمير السوداني الذي يعول عليه كثيرا في عملية التراضي والخروج بالبلاد الى بر الامان بيد انه مواجه بتيارات مصلحية واسعة تتقاطع مصالحها للقوى السياسية الموجودة بالداخل الى جانب الحركات التي ستعود من الخارج وبالتالي المعادلة صعبة وعملية الاستقطاب السياسي ستكون واسعة ومعقدة وقال لـ(الصيحة) إن الخطر المحدق الذي نبه اليه حميدتي انه لا يرى في الافق اي حلول دون ان نضع أيادينا في بعض وتبييض النية والابتعاد عن سياسة تصفية الحسابات دون ذلك فان الامر صعب واضاف ان تطبيق السلام ليست عملية سياسية وانما اجتماعية لابد ان نقبل بعضنا البعض.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى