عباس رمزي يكتب : كسلا والتغيير وأشياء أخرى

 

ظل المشهد في هذه الولاية الجريحة المكلومة يراوح مكانه فترك غياب الوالي فراغا ملأته الاستخبارات الاجنبية التي تسللت داخل الولاية وهي تقوم بدور المحرض وشحن النفوس، أما قوى الحرية والتغيير فتتجاذبها المصالح والاهواء القبلية، كما أنها لا تمتلك ناصية الحلول فهي عاجزة بل فقيرة إن لم نقل معدمة الملكة لوجود حلول ومما زاد الطينة بلة منقسمة على نفسها.

دخلت قوى الحرية في وحل يصعب الخروج منه فبدأوا يتوافدون إلى المركز عله يجد لهم مخرج وظلت الولاية تنزف اجتماعية واقتصاديا والجرح يزداد غورا والاسعار تقفز في السماء والمواطن لا حول ولا قوة له.

تأتي وفود وتذهب وفود وبكل أسف لا تزال قوى الحرية في كسلا منقسمة وبكل اسف مشهدان يتسيدان الموقف الاهواء والشخصية والمصالح الشخصية والاهواء القبلية، فازداد المشهد قبحا واتسع الجرح وظللنا في قبل المربع الأول..

من اين سيأتي الحل؟ استسلمنا للعجز واصبحنا عديمي الحيلة والعقول افرغت ما في جعبتها والابداع واختراع الحلول لسنا أهله تركنا كل شئ للٱخرين عدا مصالحنا الشخصية ونزعتنا القبلية احتفظنا بهما حتى إذا تم حل الاشكالية من الاخرين نخرج قدسية مصالحنا او مصاحف قبليتنا لنبدأ بها اسم نحن الحاضنة السياسية، ولم ندرك ان اصحاب الحاضنة السياسية هم الذين أسقطوا النظام وانصرفوا لأعمالهم اما نحن فتربصنا بالفرص الوزارية والحصول على السيارات وتحقيق تلك الامراض النفسية الرخيصة أما أصحاب الثورة والحاضنة السياسية الحقيقية ذهبوا كأبطال يحفظ لهم التاريخ حقهم ذهبوا مكتفين بسقوط النظام ولأنهم أوفياء ووطنيون، عادة، لمزارعهم ولعملهم وأصحاب النفوس المريضة والدنيئة ظلوا يتوارون عن الانظار حتى عادوا بنهم السلطة وباسم هؤلاء فخاب سعيهم وانكشفت سطحيتهم وضعف وعائهم الفكري وقلة حيلهم ليصلوا بنا الى ما نحن فيه الٱن، لكن الثوار الصادقين والمناضلين الذين ضحوا وعذبهم النظام سيعودون بعد ان رؤوا ان يفسحوا المجال لغيرهم لكن كان لغيرهم ضعف ووهن وعدم علم حتى بالنضال والثورية، فبدؤوا يتململون.

*الخلاص في يقظة الضمير

صاحب الضمير الحي أو اليقظ هو واحد من الشخصيات التي تتميز بالحذر والاجتهاد في القضايا الوطنية والرغبة في إنجاز مهمة بإتقان والوفاء بالالتزامات ويتسم صاحب الضمير الحي بالكفاءة والتنظيم ويميل لضبط النفس والتصرف بحكمة واخلاص ويسعى دوما لتحقيق الانجازات لمجتمعه بعيدا عن عفوية المنهج فيمكن الاعتماد عليه في انجاز الصعاب. وهذا الضمير اليقظ قليل جدا ولهذا يتعثر، وصاحب الضمير الحي شخص مثابر وجدير بالثقة قد يصل به الحال ان يصبح مدمن عمل وطني خالص همه مجتمعه ونهضته..

تعالوا معي نرى ماذا فعلت اليابان حتى وصلت الى ما وصلت إليه عبر ضمير يقظ رغم الدمار الذي لحق باليابان وحقدهم على أمريكا انظروا كيف سمو..

عملت الحكومة اليابانية على شد وتوثيق ضمير امتها بجدولة عمليات التطور الصناعي محققة نجاحا اقتصاديا باهرا..

يسأل سائل ما الذي تمتلكه اليابان؟.. فقط ضمير وطني حي!

 * السودان وحظه الـ ….

إذا لم ينتقد الانسان ذاته أو حتى يقف مع نفسه لا يمكن أن يتغير فإذا ظن انه ثائر يستحق كل شئ وكل شئ في الثورة له فيه بصمة فهذا مريض عليه مراجعة طبيب وعليه ان يتأكد انه كوز بأمتياز. الثوري والمناضل هو من يضحي بنفسه وماله، والآخرون من يجنون ثمار تضحيته كما فعل شهدائنا .لا اتخيل ثوري يلهث وراء المناصب ويتلصص الفرص ويقنص لمصالحه ويتربص ويحرص على أن يكون مسؤولا يخالجه خداع الذات وشعور الانانية الذي يتسلل لعقله ودون وعي او ادراك يظن انه يستحق هذا المنصب، هذا يجب أن يذهب لطبيب نفسي فبعد العلاج يشعر ان ما كان يسعى له ما هو إلا اسقاطات من فراغ علمي ووهن فكري مريض تلاعب عليه عقله الباطن ليصور له انه انتحل شخصا ٱخر غير ذاته.

أيها الاخوة بعد الثورة الكونية التي احرزها من فاضت ارواحهم لبارئهم ظن الكثير ان الفراغ الذي تركته تلك الارواح الطاهرة ان يملأها اناس ذو خلفية مريضة تلبسوا بثوب الحرية والتغيير سمحوا لانفسهم ان يتبوؤا مقاعد كانوا يمنون النفس بها دون امكانيات عقلية ولا امكانيات نضالية ولا ثورية .فقط وجدوا فراغاً خلفه الشهداء، ولكن الدجاجة الصغيرة الحمراء كان لها ما ارادت .اعلم يقينا كثير لايقبلون هذا الحديث لانه يلامسهم، لكن هو الواقع الٱن شئنا ام ابينا، سبب ما نحن فيه الكثير ممن يقودون العمل بعد الثورة أقل بكثير من ان يقودوا حتي ضبط فصل في الاساس، هل من شخص ينبري ويوقف هذا العبث بشعب ضحى بماله وابنائه؟ هل يا سيادة رئيس مجلس الوزراء تستطيع أن تصدر بيان بإيقاف العبث بمقدرات امة عز نظيرها؟  في نهاية كل أمر لا يصح إلا الصحيح.

ياسيادة دولة رئيس مجلس الوزراء هل تصدق منتسبي قوى الحرية والتغيير وانا منهم في التعليم نتصارع كقوى حرية وتغيير على أن نكون من اوائل المنتخبين في النقابة حتى نمهد أنفسنا للاختلاس واكل أموال المعلمين الغلابة؟ هل تصدق يا سيد حمدوك حتى في اختيار رؤساء مراكز امتحانات الشهادة نتسابق لنصبح رؤساء مراكز رغم قلة خبرتنا لكن لاننا قوى حرية وتغيير علينا أن نكون في القمة دون مراعاة أدنى حق للٱخرين..!

متي سيتوقف سيل وسلوك ما رفضناه من النظام السابق أن نعيده بأنفسنا.. هل نحن واعون لما نفعله؟

أبدا نحن في حالة فقدان وعي وفي حالة تسمم فكري

كان الله في عونك أيها الشعب السوداني لم تكن محظوظا بقدر عظمتك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى