نهر النيل.. “التعدين”.. صحة المواطن أولاً

 

تقرير: عمر حسين النور

وما أن تُذكر مدينة العبيدية حتى تذهب العقول إلى الذهب وكثرته، وخلاف العبيدية عرفت ولاية نهر النيل بإنتاجها العالي لهذا المعدن مثلها والعديد من ولايات السودان رغم تميز نهر النيل به، وظلت الولاية تستضيف المعدنين من كل أنحاء السودان في محليتي أبوحمد وبربر، وتشير الإحصائيات إلى أن الولاية بها أكثر من ٧٠٠ ألف معدن، وهو نصف سكان الولاية الذين شاركوهم  في الوقود والغاز والغذاء مما جعل الإيجارات والمواد الغذائية تشهد ارتفاعاً غير مسبوق، فيما بحث اجتماع تنسيق التعدين بالولاية الآثار السالبة والموجبة المترتبة على النشاط التعديني بالولاية وسبل تلافي السلبيات، واستمع المجلس لتقارير مفصلة من الشركة السودانية للموارد المعدنية بالولاية، ووزارة المالية والاقتصاد حول أثر التعدين التقليدي على السلع والخدمات والأوضاع المعيشية المختلفة بالولاية، بالإضافة إلى تقرير المجلس الأعلى للبيئة بالولاية حول الآثار الصحية والبيئية المترتبة على التعدين التقليدي.

فيما أكدت والي نهر النيل د. آمنة أحمد مكي أن صحة وخدمات المواطن تمثل الأولوية لحكومتها، وطالبت الوزارة الاتحادية بتقليص التصاديق للتعدين حتى نهاية العام، وذلك لوضع الترتيبات المتعلقة بضبط النشاط وتوفير الخدمات اللازمة للمعدنين بالأسواق وحصرهم، كما طالبت بتمييز الولاية في العوائد الجليلة لكونها تستضيف أكثر من 60% من النشاط التعديني بالسودان و700 ألف معدن 80% منهم من خارج الولاية.

وأشارت آمنة إلى الضغط الكبير الذي يشكله التعدين الأهلي على خدمات الولاية والسلع الاستراتيجية من دقيق ووقود وغاز إلى جانب غلاء الأسعار بالأسواق، موضحة المخاطر الصحية الناتجة عن انتشار الخلاطات والحجر بالأحياء والطرقات والمزارع.

وكيل وزارة الطاقة والتعدين د. محمد يحيى كشف عن مراجعات تقوم بها وزارته للعقود المبرمة مع الشركات والعمل على تقليص المربعات الممنوحة لتلك الشركات، وأشار إلى تعامل وزارته بحزم مع الشركات المخالفة داعياً الولاية إلى مراقبة النشاط التعديني وإبلاغ الوزارة بأي مخالفات بيئية أو فنية أو غير مطابقة للمواصفات لشركات الامتياز، كاشفًا عن إلغاء عقود 8 شركات، وأكد ضرورة إعمال الولاية للقوانين والتشريعات التي تمنع فوضى التعدين التقليدي.

وأعلن مدير الشركة السودانية للموارد المعنية المهندس مبارك أردول عن سياسات جديدة للشركة السودانية تراعي مسألة تطوير الأسواق وتوفير الخدمات اللازمة للمعدن وتهتم بأمر المجتمعات المحلية من خلال تفعيل برامج المسؤولية المجتمعية، إضافة إلى خلق شراكة فاعلة بين الشركة والحكومة في جانب التأمين عبر تكوين قوات مشتركة وتشجيع الشركات على الاتجاه نحو الاستثمار الزراعي، وأّمّن أردول على أهمية توصيل المياه النيلية لأسواق الطواحين.

وكشف تقرير الشركة السودانية للمعادن عن تنامٍ في الإيرادات والعوائد الجليلة، إلا أنه أشار إلى التأثير الكبير لأزمة الوقود على عمل الخلاطات العاملة في مجال الكرتة.

وأوضح التقرير وفاة 116 معدناً خلال 2020 منهم 36 نتيجة انهيار آبار و38 نقص أوكسجين داخل الآبار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى